فن التأشير والمؤشرات والصور الفوتوغرافية

اقرأ في هذا المقال


فن التأشير والمؤشرات والصور الفوتوغرافية يتوافق مع الوظيفة السيميائية، التي من خلالها تشير العلامات إلى موضوعها، أي ما الذي يدور حوله أو يُمثله.

فن التأشير والمؤشرات والصور الفوتوغرافية

فن التأشير والمؤشرات والصور الفوتوغرافية كانت قضية مركزية في المناقشات حول التمثيل الفوتوغرافي منذ أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وما يسمى بمظهرها القياسي، حيث بدون مؤشرات فإن التمثيلات ستقف فقط للأشياء الغامضة تمامًا وغير الواضحة أو العامة وبدون أي إرساء في العالمية.

ومثل هذه التمثيلات لن تدل وستكون بلا معنى، على سبيل المثال، ضمن اقتراح الفهرس هو الذي تتمثل وظيفته في لفت الانتباه، وتم إعادة المناقشة للإشارة إلى إنه يمكن القول بأن استخدام الفهرس بمعزل عن الرمز والأيقونة إساءة استخدام لنظرية تشارلز بيرس.

حيث كان مصراً على ذلك حيث العلامة تتضمن العناصر الثلاثة، ومن هنا تسمى الصورة بالفهرس، أو القول أهم الخاصية هي المؤشرية، فهي تخطئ في قراءة تشارلز بيرس، ولكن لم يكد الهدف هو أن تستمر المناقشة في إهمال النتائج المنهجية والنظرية لها، ونتيجة لذلك يحدث ارتباك معين في المناقشة مع المفهوم.

ويتم سحب المؤشرية في عدة اتجاهات في وقت واحد، وليس من المستغرب أن يوضح النقاش القضايا التي تبدو غير قابلة للحل والتي قد يقود المرء إليها عند قراءة خاطئة لتشارلز بيرس، إذن المشكلة هي أن الفكرة الأساسية وراء الفهرس أي أن الإشارة قد ترمز موضوعها بحكم ارتباط وجودي معها تم انتزاعها من سياق فلسفة تشارلز بيرس شبه الحيوية والبراغماتية.

ويقتصر علماء الاجتماع على النظر في المنهجية والنتائج النظرية المشار إليها ويأملون أن تبدد بعض النتائج المهم سوء الفهم العميق الذي لا يزال يعاني من استخدام مفاهيم تشارلز بيرس شبه الحيوية، وفي مؤشرية هذه الحالة في نظرية الفن والنقد الثقافي، ولكن قبل أي شيء يجب أن يكون الفهرس ليس بأي حال من الأحوال حلاً سحريًا لـعدد لا يحصى من المشاكل التي أثارتها الصورة الفوتوغرافية بما في ذلك العديد من المشاكل الجمالية.

نظرية التصوير

إن حصر ما يتم قوله عن صورة فوتوغرافية في مؤشرية هو قول شديد وقليل وهذا لا يعني مع ذلك أن مثل هذا الادعاء غير ذي صلة لأنه يقلل من الصورة المساهمة في المعرفة وتحد من أي إمكانات في النمو السيميائي، ومن المهم أن تبقى فيضع في الاعتبار أن شبه حيوية تشارلز بيرس هي أساسًا نظرية عملية للمعرفة من خلال العلامات.

فالعلامات هي مجرد كيف تُعرف الأشياء عن العالم من خلال تمثيله، كما أن كل كائن في العالم يرتبط وجوديًا بعدد غير محدد من الأشياء الأخرى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا يرقى إلى القول بأن كل كائن دنيوي يمتلك جهد مؤشر غير محدد، وإن تقييد الصور الفوتوغرافية إلى وضعها الفهرسي هو نفس الشيء غير منتج مثل قصر اللغة اللفظية على حالة الرمز دون مراعاة مختلف مهام  سيميائية أي المهام من كل ما تفي.

وتم اقتراح الصور واللغة مثل معظم الأنظمة السيميائية الأخرى، حيث تتكون من إشارات تمتلك مهام أيقونية ومؤشراتية ورمزية، ولهؤلاء أولية الملاحظات، ومع ذلك يكون السعي إلى عدم أهلية الفهرس لشخصية التصوير، وقدرتها على الدفاع عن شيء بحكم الوجود والاتصال به، لكن لا التصوير الفوتوغرافي ولا سيميوتيك تشارلز بيرس مخدمان جيدًا بواسطة قدرة الوسيط على التسجيل.

وبالطبع في مناقشة فهرس التصوير الفوتوغرافي معظمهم يمانع العلاقة بين الصورة وما يقف أمام الكاميرا عند الصورة، وكانت أصابت بواسطة الطريق غير محدد مقدار من وجود علاقة تربط الصورة بالعالم، ومع ذلك تصبح المؤشراتية مهمة فقط عندما يتم تفسير علامة صورة بطريقة يمكن فهم قيمتها المعرفية على أنها تعتمد بشكل رئيسي على ارتباطها الوجودي بما تمثله.

نظرة موجزة على التصنيف شبه السامي لتصنيف العلامات

إن الملاحظات المعروفة حول ثلاثية الأيقونة والفهرس والرمز ينتمي إلى المحاولات التي قام بها تشارلز بيرس لتصنيف العلامات، وهناك العديد من هذه المخططات التصنيفية في عمل تشارلز بيرس ولكن الأكثر شهرة والأكثر مرونة هو العمل المنصوص عليه في المنهج والذي أنتج بالتزامن مع سلسلة من الدراسات التي وضعت في عام 1903.

وفي ذلك يقسم تشارلز بيرس فئات مختلفة من العلامات وفقًا لثلاث مجموعات من الثلاثية رمز فهرس مؤشر، وكل ثلاثي تعتبر العلامة من زاوية معينة، ويمكن التفكير في الثلاث أجزاء كإجابة ثلاثة أسئلة منفصلة:

1- ماذا أو ما هو الدلالة لحرف من إشارة، أو إلى وضعه بشكل مختلف؟

2- ماذا أو ما الذي يصنع تسجيل الدخول إلى علامة؟

3- كيف تمثل العلامة موضوعها، أي على أي أساس تقف لكائنها؟

ويتعلق كل سؤال بما اعتبره تشارلز بيرس المكونات الثلاثة غير القابلة للتصرف للعلامة: الممثل والموضوع والمترجم، وفي الإجابة على السؤال الأول أدرك تشارلز بيرس أن الطابع الدلالي للعلامة قد يكون صفة تمتلكها بغض النظر عن أي مظهر من مظاهر ذلك التأهيل، وإنه قد يكون حقيقة مظهره.

أو إنه قد يكون بسبب عادة أو قانون مثل اتفاقية تشريعية، وفي الإجابة على السؤال الثاني رأى تشارلز بيرس أن العلامة قد ترمز إلى موضوعها بحكم الشبه به كرمز، وبحكم ارتباط وجودي به كفهرس، أو بحكم العادة أو قانون الرمز.

أخيرًا يمكن تفسير العلامة على أنها علامة على الاحتمال وعلامة حقيقة أو علامة على شيء في حد ذاته، ولديها القدرة على تحديد مترجم معين بحكم عادة أو قانون كحجة، ووفقاً لتشارلز بيرس هؤلاء المجموعات الثلاثة من الثراء الغني ينتج عشرة فئات من العلامات.

حيث لكل فئة من العلامات يجب الإجابة على الأسئلة الثلاثة المذكورة وهذا هو السبب بتشكيل كل فئة على أنها مجمع ثلاثي مصممة لتصحيح قوائم من فئات أرسطو وكانط، ومع ذلك لابد من تفريغ مكونات هذا التمثيل وتوصيل إلى ثلاث ظواهر عالمية أو مفاهيم أو فئات المفهوم الأول الجودة حيث يوجد شيء ما ربما ممثلة على سبيل المثال الإشارة إلى صفة تُفهم على أنها احتمال خالص بغض النظر عن أي شيء بخلاف ذلك، بما في ذلك الشيء حيث يمكن أن تظهر الصفة نفسها.

والمفهوم الثاني بواسطة شيئا ما يمكن تمثيله بإشارة إلى ارتباط إلى شيئا ما، والتصور من الثلاث حيث الثاني موجود ويتم تجميعها معًا في التمثيل وإشارة إلى نظام الإشارة، والمفهوم الثالث منطقياً يستوجب الحضور إلى المفاهيم من الثانية والأولى، وبصورة مماثلة يتطلب مفهوم الثانية منطق الاهتمام بمفهوم الأول.

لكن وعلى الرغم من أن كل ما هو موجود للعقل يمكن أن يكون كذلك عن طريق الثلاث تمثيلات أو إشارات، من الممكن حضور الثاني من خلال عمل تجريد للثالث على سبيل المثال عندما تتفاعل الأجساد أو العقول بشكل أعمى مع بعض التحفيز أو لبعض التأثير والحدث دون أي اعتبار له كمظهر من مظاهر سبب عام.

وبالتالي فإن الظواهر قادرة على التمثيل، والتمثيل على أرض الواقع لأي منها من إحدى تلك الخصائص، وبعبارة أخرى قد يتم تمثيل ظاهرة أو يجوز تمثيلها بشكل أيقوني من خلال بعض التشابه مع صفة تمتلكها، ومؤشرًا بالمناسبة لعلاقة حقيقية بشيء ما، أو رمزياً من خلال تفسيرها على هذا النحو.

علاوة على ذلك هذه الثلاث طرق للتمثيل يجب أن تكون حاضرة لإشارة حقيقية لتمثيل موضوعها حقًا، حيث الرمز يؤكد أن الإشارة تدل على موضوعها، ويؤكد الفهرس أن الإشارة تدل على موضوعها، ويؤكد الرمز على أن يتم تفسير العلامة على أنها تمثل هدفها من خلال تحديد المزيد ووضع علامة المترجم الفوري لتمثيلها أيضًا.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994سيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كامل ط1


شارك المقالة: