ما هو تاريخ بولندا؟

اقرأ في هذا المقال


يعود تاريخ بولندا إلى أكثر من ألف عام وتعتبر الشعوب السلافية من أول الشعوب التي سكنت في بولندا، حيث كانت تشتهر بولندا بوجود الأراضي الخصبة فيها وقد اشتهرت حينها بالزراعة.

تاريخ بولندا في القرن الرابع عشر:

مع بداية القرن الرابع عشر ميلادي بدأت بولندا في الاختفاء؛ وذلك بسبب سيطرة الشعوب الجرمانية والبوهيمية والألمان عليها، حيث بدأت ألمانيا في ذلك الوقت في الهجوم على الحدود البولندية لتقوم بالسيطرة عليها، مع بداية القرن الثامن ميلادي تم الانتهاء من عملية تقسيم بولندا، فقد كانت بولندا حينها تسعى في استعادة استقلالها والحصول على دولة مستقلة ذات حكم ذاتي، تمتعت بولندا في تلك الفترة بموقع استراتيجي مميز وخاصةً بعد قيام كلاً من بروسيا وروسيا بالعمليات التوسعية لأراضيها.

مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت أوروبا الحركات السياسية والاجتماعية والتي كان لها دور كبير في التأثير على الاتجاه الفكري والسياسي في أوروبا، في تلك الفترة قامت فرنسا بتأسيس إمبراطورية خاصة بها؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب باقي الدول الأوروبية والتي قامت حينها بمحاصرة بولندا والعمل على استعمارها، قامت بولندا حينها بالتحالف مع فرنسا لتقوم بحمايتها من الاستعمار الأوروبي الذي قامت الدول الأوروبية بالتخطيط لها إلا أن تلك الوعود الفرنسية لم تكن بالمستوى الذي كانت متوقعته بولندا.

في تلك الفترة تم تأسيس “دوقية وارسو” والتي تم تأسيسها على الأراضي البروسية، وقد كانت تلك الدوقية تتمتع بحكم ذلك وقد كانوا الكثير من السكان البولنديين قام تلك الدوقية باستعادة الأراضي التي تم سلبها منها من قِبل النمسا، فقامت روسيا فيما بعد باحتلال “دوقية وارسو”، فقامت روسيا حينها بطرد القوات الفرنسية من الدوقية.

وقد أدى ذلك الانتصار إلى قيام كلاً من بروسيا والنمسا بتقسيم الأراضي البولندية، وقد كان للفترة النابولية دور كبير في التاريخ البولندي، حيث أنها سعت في توحيد بولندا، فقد كان لعملية توحيد بولندا دور كبير في عملية استقرار الأوضاع السياسية في أوروبا.

مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت الأفكار القومية والوطنية التي تطالب بالحصول على الاستقلال والحكم الذاتي تنتشر بسرعة كبيرة في بولندا، وسرعان ما انتشرت تلك الأفكار في قارة أوروبا، حيث بدأت الأفكار الأدبية والثقافة تنتشر في بولندا والتي كانت تعمل تلك الأفكار على تنمية روح الوطنية والحصول على الاستقلال، حيث بدأت تلك الحركات القومية بالظهور بين طبقة النبلاء والتي سرعان ما انتشرت بين الطبقة الوسطى والطبقة الكادحة، حيث تم حينها نشر الأفكار التوعية والتي تحثهم على طلب الحرية وعدم القبول بالحكم الخارجي.

كانت أهداف الحركات القومية في بولندا تسعى منذ البداية على الحصول على الاستقلال من خلال نشر الوعي والأفكار القومية، إلا أنها بدأت تلك الحركات في التمرد والثورات عندما رأت أنه لم يتم الاستجابة لمطالبهم، فقامت تلك الثورات بتسليح المتمردين والثوار لديها، وقد قامت بإرسال الثوار إلى الأراضي البولندية التي قامت روسيا بالاستيلاء عليها وتقسيمها، قامت روسيا بعد تلك التمردات بالعمل على عقد “مؤتمر فيينا” والذي تم من خلاله منح بولندا دستور ليبرالي ومنحها أيضاً حكم شبه ذاتي داخل الإمبراطورية الروسية.

خلال فترة وقوع بولندا تحت الحكم الروسي عانت حينها من الحكم التعسفي والاضطهاد الذي كانت تقوم به روسيا ضدها، حيث تم تأسيس حينها مجموعات سرية من القوات الروسية والتي كانت تقوم بالتخطيط للقضاء على التمردات والحركات الثورية، قامت الحكومة البولندية حينها العمل على تشكيل قوات عسكرية لتقوم بدعم تلك التمردات  للتصدي للحكم الروسي التعسفي، بعد ذلك نشبت الحرب بين روسيا وبولندا، فقامت حينها بولندا بطلب المساعدة من فرنسا في حربها ضد روسيا، إلا أنّه لم يتم الاستجابة لمطالبهم

على الرغم من ذلك بقيت الحركات القومية والتمردات قائمة ضد الحكم الروسي حتى تمكنت في الأخير من إجبار القوات الروسية من الخضوع لمطالبهم، بعد تلك الثورات بدأت روسيا تقوم بعمليات القمع للأفكار في بولندا وقامت روسيا حينها بتأسيس جماعات لمساعدتها في الاستيلاء على الأراضي البولندية، بعد عمليات القمع التي تعرضت لها الحركات القومية البولندية في أراضيها قامت بالسفر إلى باريس وعَملت على تأسيس جمعيات خاصة بها للمطالبة بعملية الاستقلال.

اتفقت تلك الحركات على العمل بالاتحاد مع بعضها البعض في الحصول على الاستقلال، إلا أنها كانت تعاني من بعض الخلافات والتقسيمات فيما بينها، تمكنت بولندا من الحصول على استقلالها بعد العمليات الثورية التي قامت بها وتمكنت من إخراج روسيا من أراضيه بعد ضعف روسيا و هزيمتها في معركة القرم.

المصدر: موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011


شارك المقالة: