ما هو تاريخ مدينة هاشينوهي اليابانية؟

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة هاشينوهي في جنوب شرق مدينة أوموري كين في شمال شرق هونشو في اليابان، وهي تقع على جسر في المحيط الهادئ عند مصب نهر مابيتشي في الجزء الشمالي من منطقة توهوكو.

مدينة هاشينوهي اليابانية

كانت مدينة هاشينوهي عبارة عن قلعة خلال فترة إيدو توكوغاوا في عام 1603 ميلادي وكانت بمثابة مركز تجاري صغير وميناء لأراضي الصيد الممتازة قبالة جنوب شرق هوكايدو، تطورت معالجة المنتجات البحرية بعد أواخر القرن التاسع عشر ميلادي، وتم إدخال صناعات أخرى مثل كبريتات الأمونيوم والصلب والأسمنت بعد الحرب العالمية الثانية، لا يزال هاشينوهي أحد الموانئ الرئيسية لصيد الأسماك في أعماق البحار في اليابان، تشتهر أجزاء من ساحلها بجمالها الخلاب.

في عام 2011 ميلادي تعرضت المدينة لأضرار كبيرة خاصة في منطقة الميناء من تسونامي، الناتج عن زلزال عنيف في المحيط الهادئ قبالة سينداي إلى الجنوب، لكن في غضون عامين بعد الكارثة، تم إصلاح الكثير من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، بالإضافة إلى ذلك تم دمج أجزاء من ساحل المحيط الهادئ بالقرب من مدينة هاشينوهي يوجد حديقة ريكا الوطنية، التي تم إنشاؤها على طول الساحل الشمالي الشرقي لتوهوكو في عام 2013 كجزء من استعادة الأماكن الطبيعية بعد تسونامي.

تقع مدينة هاشينوهي في محافظة أوموري في جزيرة هونشو اليابانية الرئيسية ويوجد فيها من المناطق المميزة، كما أنّها تضم من الناحية الفنية عدداً قليلاً من المدن والقرى الأصغر، بالإضافة إلى مدينة هاشينوهي، يمكن للمسافرين استكشاف تاريخ المنطقة الطويل والرائع في سلسلة من المتاحف الرائعة أو التنزه على ساحل تانيساشي الساحر المعروف بروعته الطبيعية ومصدر إلهام لعدد لا يحصى من الفنانين والكتاب والمبدعين، وأهم ما يميز المنطقة وجود المطاعم فيها والتي تجذب السايح إليها، حيث تم بناء المطاعم فيها في الطبيعة الخلابة.

تعد مدينة هاشينوهي منطقة ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، تشير القطع الأثرية إلى أن البشر سكنوا المنطقة منذ عصر جومون، قبل حوالي 20000 عام، في فترة كاماكورا برز هاشينوهي تحت حكم نانبو  عشيرة الساموراي التي سيطرت على المنطقة لأكثر من سبعمائة عام، نسل الأسرة يبقى حتى يومنا هذا يمكن رؤية تأثير قبيلة نوبرا في كل مكان من مدينة هاشينوهي، في عام 1334 ميلادي تم بناء قلعة نجيو وكان يقام في تلك القلعة الفنون الشعبية التي تطورت بينما ازدهرت المدينة وما زالت تمارس حتى اليوم، تحتفظ مدينة هاشينوهي بأهميتها كواحدة من المراكز الثقافية الرئيسية في أوموري، ويمكن للزوار معرفة كل شيء عن تاريخها وتقاليدها في سلسلة من المتاحف الرائعة.

تم اكتشاف أعداد كبيرة من الأصداف الموجودة في مناطق الخليج الداخلية بما في ذلك المحار الشرقي، والمحار من رتبة ميادا والمحار الياباني، معظم عظام الأسماك التي تم اكتشافها هي تلك الخاصة بالأسماك التي يتم اصطيادها في مناطق الخليج الداخلية، بما فيهم القاروص الياباني ، والبورجي الأسود الياباني والبونيتو ​، ولكن بعضها من أسماك السطح. كما تم اكتشاف عظام الطيور والحيوانات بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأواني والأدوات الحجرية والأشياء الحجرية الأخرى والأشياء الفخارية.

كما تم اكتشاف أنواع كثيرة من الأجسام العظمية وقرون الوعل مثل الخطافات المدمجة مع الأعمدة ورؤوس الحربة المفتوحة؛ ممّا يشير إلى ممارسة الصيد بنشاط. كان الناس في تلك الأيام يصطادون الخنازير البرية والغزلان والحيوانات الأخرى في المناطق النائية الجبلية.

تاريخ مدينة هاشينوهي

يُعتقد أنّ الناس في ذلك الوقت قد طوروا أساليب الصيد بالقضيب والحراب المصممة خصيصاً للموارد البحرية التي كانت متوفرة في المرحلة المبكرة من فترة جومون، تعد مدينة هاشينوهي هي كنز دفين من الأنقاض، حيث يوجد فيها ما يقارب 480 موقعاً أثرياً، بما في ذلك تلك الموجودة في نانغو وارد، حيث تشكل نسبة كبيرة منها عبارة عن أطلال من فترة جومون، ومن بينها أطلال كريكاوا التي تعود إلى العصر الحجري والتي تم تصنيفها كموقع تاريخي من فترة جومون في عام 1957 ميلادي، وتم تحديد تل شل تشوشيتشياتشي من قبل الحكومة في عام 1981 ميلادي.

خلال الفترة الأولى من حكم كينمو في عام 1334 ميلادي قام مورويوكي نامبو من مقاطعة كاي ببناء قلعة في القلعة الأساسية  وتهدئة شمال توهوكو المتحاربة وخدم المحكمة الجنوبية لخمسة أجيال وبنى أساس هذه المنطقة، بعد ذلك  اكتسب نونبا السلطة ونقل القلعة إلى موريكا، وأصبح نينجي نوربت تحت سيطرته، في الفترة الأخيرة من حكم كيني غادر موريكا في مسقط رأسه وتم نقله إلى مدينة تونو في مدينة إيوت، في عام 1664 ميلادي توفي شينغن والذي كان حاكم منطقة موريكا دون أن يختار وريثه، في تلك المنطقة كانت نقطة انطلاق عشيرة هاشينوهي المكونة من عشرين ألف كوكون وأصبحت نقطة انطلاق جديدة لتطور مدينة هاشينوهي.

خلال قيام الحرب العالمية الثانية تعرضت مدينة هاشينوهي للكثير من الدمار وتم تدمير معظم المرافق الموجودة فيها وقد تم إعادة المدينة إلى العصور القديمة وبدأت المدينة تحاول إعادة النهوض من جديد وبدأت تعاني من نقص الموارد بشكل كبير، وقد أدت الحرب إلى تلوث مصادر المياه فيها، حيث أنّها تعتمد على الأنهار في الحصول على المواد الغذائية وبعد نهاية الحرب حاولت الحكومة اليابانية إعادة تسوية الأوضاع المدينة والتي عانت بشكل كبير من الحرب وبدأت بإعادة تحسين الأوضاع فيها، إلا أنّ تلك العملية لم تستمر طويلاً، حيث عادت الحرب من جديد وبدأت الحرب العالمية الثانية من جديد.

عند بداية الحرب العالمية الثانية كانت مدينة هاشينوهي ما زالت تتعافى من آثار الحرب العالمية الأولى وقد كان تأثير الحرب العالمية الثانية أقوى بكثير على اليابان وشاركت مدينة هاشينوهي بكل ما تملك من قوات عسكرية في الحرب، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الحلفاء في إجبار اليابان على سحب قواتها العسكرية المتواجدة في كوريا، في البداية رفضت اليابان سحب قواتها، إلا إنّ الولايات المتحدة الأمريكية قامت إرسال قواتها العسكرية إلى المدينة وبنت قواعدها العسكرية فيها وبدأت في السيطرة الكاملة على المدينة ومنعت القوات الياباينة من دخولها واستمر الوضع كذلك حتى انتهت الحرب.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية إعلان اليابان الاستسلام تم إخراج القوات العسكرية الامريكية من مدينة هاشينوهي وعادت اليايان إعادة بناء المرافق وإصلاح الطريق فيها وأصبحت بعد ذلك الوقت من أهم المدن السياحية في اليابان.

وفي النهاية تعد مدينة هاشينوهي أحد المدن اليابانية والتي تميزت بوجود تاريخ مهم لها وتعرضت المدينة للكثير من الدمار خلال تلك الحروب قامت الحكومة اليابانية بإعادة إصلاحها من جديد، لتصبح بذلك من أهم المدن السياحية في اليابان.

المصدر: موسوعة مدن العالم-المؤلف: حسام الدين إبراهيم عثمان-2014اليابان وجهة نظر شخصية-المؤلف: ميسرة عفيفي-2022متجولة من الإمارات-أدب ورحلات-د: نعيمة حسن2018موعد مع الشمس: أحاديث في آسيا-المؤلف: هيكل-محمد حسنين-1987


شارك المقالة: