ما هي إمبراطورية وبلاد الغال؟

اقرأ في هذا المقال


إمبراطورية الغال:

تم تأسيس إمبراطورية الغال في القرن الثالث ميلادي، وقد تم تأسيسها في أراضي الإمبراطورية الرومانية حتى تم تسميتها باسم إمبراطورية الغال الرومانية، وتم تأسيسها بعد قيام صراعات بين القادة العسكريين والنبلاء الرومان الذين كانوا يطالبون باستقلال غرب روما عن حكم الإمبراطورية الرومانية، وكانت تلك المناطق تشمل بريطانيا الرومانية وإسبانيا الرومانية وبلاد الغال، وكانوا يسعون إلى حمايتها من الهجمات.

تاريخ إمبراطورية الغال:

في القرن الثالث ميلادي عانت الإمبراطورية الرومانية من أزمات في أراضي مستعمراتها، وكانت تلك الأراضي قامت بها التمردات والثورات ضد حكم الإمبراطورية الرومانية، الأمر الذي أفقدها سيطرتها على تلك المناطق، في تلك الفترة قامت معركة الرها والتي كانت بين الإمبراطورية الرومانية وبين الإمبراطورية الساسانية، وتم هزيمة الرومان في تلك المعركة، وتمكنت الإمبراطورية الساسانية من السيطرة على أراضي الرومان في الشرق وقامت بالسيطرة على مملكة تدمر وعلى أراضي الرومان في بلاد الشام.

في ذلك الوقت قام حكام إقليم بانونيا الروماني بالتمردات ضد الحكم الروماني، لكن تلك التمردات لم تحقق نجاحاً، وفي ظل تلك التمردات قام الإمبراطور الروماني بتمويه قادة التمردات وقام بالعبور عبر نهر الدانوب وأخبرهم بأنّه سوف يتنازل عن الحكم، وكانت الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت تتعرض لهجوم إمبراطورية الفرنجة، وتمكن الرومان من هزيمتهم وسحق كافة جنودهم، فأصبحت إمبراطورية الفرنجة تعاني من الدمار وخاصة بعد خسارتها معظم أسلحتها وجنودها في تلك الحرب.

في ظل تلك المعارك القائمة في الإمبراطورية الرومانية، قامت إمبراطورية الغال بحماية حدودها ووضعت الحرس بشكل كبير؛ وذلك تحسباً لأيِّ هجوم من الممكن أنّ تتعرض له، كما قامت بتشكيل مجلس جيوش خاص بها وعينت فيه أعضاء من داخل الإمبراطورية واختارت حاكماً خاصة بها وأرادت بذلك الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية؛ وذلك من أجل تجنب الصراعات التي التي كان يخوضها الرومان، لم تدم إمبراطورية الغال لفترة طويلة، فقد تم هزيمتهم من قَبل الإمبراطورية الرومانية واخضاعهم لحكمها.

بلاد الغال:

بلاد الغال: هي المناطق التي كان يسكنها شعوب الغاليون والتي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي، وكانت تلك الأراضي تشمل إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وهولندا ولوكسمبورغ، كما احتوت بلاد الغال على جزء من أراضي ألمانيا، في عام 390 قبل الميلاد قامت قبائل الغال بالتحرك وعبرت جبال الألب حتى تمكنت من الوصول إلى إيطاليا وعند وصولها إليها قامت بالدخول إلى روما ونهب خيراتها وإحراقها.

وأصبحت المناطق الجنوبية من جبال الألب تحت سيطرة قبائل الغال، فقد عُرف عن القبائل الغالية بحبها للقتال وقوتهم، وقد تمكنوا من تحقيق انتصارات كبيرة في تلك المعارك، بعد سيطرة الرومان على بلاد الغال، قاموا بتقسيمها إلى ثلاثة مقاطعات، استمرت سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغال لمدة خمسة قرون، وخلال فترة العصور الوسطى تم تسميتها باسم مملكة فرنسا، وقد اتصفت بلاد الغال بكثرة وجود المعادن والذهب فيها، فقد عُرف عن سكانها بحب اهتمامهم بالزخرف والرسم.

في القرن الثاني قبل الميلاد حاولت الإمبراطورية الرومانية بفرض سيطرتها على إمبراطورية الغال، وخاصة بعد قيام القبائل الغالية بغزو وتدمير روما، فقامت روما بعقد علاقات تجارية مع مدينة مرسيليا اليونانية وتم الاتفاق بأن يتم حماية روما من الهجوم الغالي، في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية الرومانية تتعرض لهجوم القبائل البربرية؛ ممّا دفع الإمبراطورية الرومانية إلى ترك المناطق الشرقية والجنوبية والذهاب عن إيطاليا للدفاع عنها، في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية الرومانية فقدت سيطرتها على بلاد الغال.

بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية قامت الطبقات الأرستقراطية بحكم بلاد الغال، كما كانت أراضيها تحت حكم القبائل الجرمانية، ومع انتهاء حكم الجمهورية الرومانية تم ضم أراضي بلاد الغال إلى أراضي إيطاليا، وحاولت روما تحسين علاقتها مع فرنسا، فقامت بالعبور عبر جبر جبال الألب وتحسين علاقاتها التجارية مع فرنسا والدول المجاورة لها، وعلى الرغم من ضم أراضي بلاد الغال إلى إيطاليا، إلا أنّها بقيت مستقلة في حكمها عن روما، وتم خوض بعد ذلك الحروب الغالية والتي تم من خلالها ضمها إلى أراضي روما.

خلال فترة سيطرة الرومان على بلاد الغال، كان لهم دور كبير في التأثير على الثقافة واللغة في بلاد الغال، عانت بلاد الغال بعد ذلك من صراعات أهلية على الحكم ومن ثم تعرضت للغزو الألماني وغزوات القبائل الجرمانية، والتي أدّت إلى استيطان القوط الغربيون فيها.

المصدر: موسوعة الحروب- المؤلف: هلال، هيثم-2006موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020


شارك المقالة: