ما هي المشاكل التي واجهت الإمبراطورية الرومانية؟

اقرأ في هذا المقال


منذ أن تولَّى الإمبراطو دقلديانوس الحكم، قام بعِدَّة إصلاحات في الإمبراطورية الرومانية، إلا أن الإمبراطورية الرومانية واجهت عِدَّة مشاكل من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.

المشاكل التي واجهت الإمبراطورية الرومانية:

عانت الإمبراطورية الرومانية من عدة مشاكل، أثرت على عملية توحيد الإمبراطورية الرومانية، فقد عانت الإمبراطورية الرومانية من تقسيمها وضعفها، وعدا عن المشاكل الداخلية التي حدثث بين مدنها والصراعات الداخلية التي كانت تقوم بين شعبها ومدنها.
بعد أن اتجهت بعض الولايات في الشرق والغرب نحو الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية، وقد قامت تلك الولايات بحركات ثورية انفصالية في عام 200 ميلادي، وقد شجع إهالي الولايات الإمبراطورية الرومانية تلك الثروات، وكان هناك عدة عوامل مشتركة أدت إلى قيام تلك الثورات، منها الاقتصادية والاجتماعية والعنصرية والتي قامت على تحريكها وساعدت على سرعة اشتعالها.

مشكلة احتفاظ الإمبراطورية الرومانية بوحدتها سليمة كاملة:

هناك عدة عوامل أدت إلى اضمحلال الإمبراطورية الرومانية، ومن أهم تلك العوامل هو ازدياد تركيز السلطة الحكومية في أواخر عهد الإمبراطورية الرومانية، والذي أدى إلى كبت الروح العنصرية في الولايات، وفي الواقع أن الحكومة الرومانية حاولت اتباع سياسة التركيز هذه في أواخر عصر الإمبراطورية الرومانية، نتيجة الفساد الذي كان منفشياً في الولايات، وذلك بعد أن أصبح حكام الولايات على قسط غير كافٍ من المقدرة.
ممّا عمل ذلك على أفقدتهم ثقة الحكومة، في الوقت الذي أصاب مجالس الولايات الإنحلال والضعف، ولذلك لجأت الحكومات المركزية في الإمبراطورية الرومانية إلى التدخل لمحاولة إصلاح الأوضاع الإدارية في الولاية، وهكذا أخذ عدد من الولايات الرومانية في تزايد مستمر، ونتيجةً لهذه السياسة،زاد عدد الولايات في الإمبراطورية الرومانية، من ستة وأربعين ولاية إلى مئة وتسعة عشر ولاية، وقد كان ذلك في عام 327 ميلادي.
وثد قامت العديد من المدن في الإمبراطورية في إقامة المنشآت، وزخرفتها كالحمامات والمسارح والملاعب؛ الأمر الذي تطلب زيادة الضرائب المحلية، وقد دفع ذلك بعض الأباطرة إلى تعيين مراجعين ومحاسبين لفحص دفاتر بلديات المدن، كما دفعهم أحياناً إلى حرمان بعض البلديات من حريتها واستقلالها الذاتي، وجعلها تابعة لحكومة الولاية.

المشاكل الاقتصادية في الإمبراطورية الرومانية:

ساءت الأوضاع الإقتصادية في الإمبراطورية الرومانية، نتيجة الحروب الأهلية التي مزقت وحدة الدولة، والتي جعلت الطرق التجارية غير أمينة، في البر والبحر، وممّا زاد المشاكل أيضاً، ثقل عبء الضرائب في القرن الثالث، سواءً تلك التي فرضتها الحكومة المركزية، أو التي جمعتها السلطات المحلية، وذلك أن الإمبراطورية قد أصبحت مقسمة إلى دوائر جمركية عديدة، في حين تم فرض الضرائب على جميع السلع التجارية.
كما قامت المدن بفرض ضرائب صغيرة على المأكولات، والتي ترد إليها من الأقاليم المجاورة، وقد كان هناك بعض الضرائب العينية، أي أنه يتم أخذها من نوع البضاعة أو الصنف، كما كان الحال في الضريبة الذهبية الفضية، والتي كان يتم دفعها نقداً، إلا أن كان العبء الأكبر للضرائب يقع على الأراضي والمزارعين.
وقد اشتهر العالم الروماني بالملكيات الزراعية الكبيرة، فإنه كان من المفروض أن تقوم طبقة كبار المُلّاك، بتحمل الجزء الأكبر من أعباء الضرائب، ولكن في الواقع لم يتم تطبيق ذلك عملياً، وإنما بقيت مجرد نظرية، إذ تحرر كبار الملاك من هذا العبء الباهظ والذي تم إلقائه على كواهل المستأجرين، وذلك عن طريق رفع قيمة الإيجار، أو عن طريق أثقالهم بالالتزامات والخدمات التي يتعين عليهم دفعها للمالك.
وقد كان المزارع الصغير قد يلجأ إلى رهن أرضه، وذلك عندما يعجز عن سداد ما عليه من ضرائب، وحينها يستولي كبار المُلّاك على الأرض ويصبح المزارع الحر قنا فيها، أو يقوم بترك مزرعته، ينزح إلى إحدى المدن، والتي أخذت تتكاثر في المدن الرومانية وقتها، كما قامت الإمبراطورية الرومانية، بفرض ضريبة إجبارية، يدفعها أهل الولاية نقداً أو سخرة؛ وذلك لصيانة الجسور والطرق والقنوات وغيرها من المرافق العامة.
وكما تم فرض ضرائب على جميع الأحرار، والتي كانت مقتصرة في بداية الأمر على المواطنين الرومان، الذين تمتعوا بالجنسية الرومانية، حتى قامت ولاية كركلا بمنح الجنسية لكل سكان الإمبراطورية في عام 212 ميلادي، وذلك للحصول على إيراد أوفر وأعم، إلا أن هذا الإجراء قد ترتب عليه نتائج خطيرة بالنسبة للإمبراطورية الرومانية ونظمها.
وقد ازدادت في الآونة الأخيرة، الضرائب في الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث ميلادي، وقد أثر ذلك الوضع بشكل خطير في بناء المجتمع الروماني، والذي اختل توازنه نتيجة أن الأغنياء هم الطبقة الارستقراطية والمؤلفة من كبار مُلّاك الأراضي قد زادوا غنى، والفقراء زادوا فقراً، أما الطبقة الوسطى في الإمبراطورية الرومانية، فقد أخذت بالاختفاء، نتيجة تحويل أفرادها إلى فئة الأتباع والعبيد في مجال الزراعة والصناعة، وكما قل الإنتاج وانخفضت قيمة العملة.

المصدر: تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012


شارك المقالة: