ما هي حرب الشمال الثانية؟

اقرأ في هذا المقال


حرب الشمال الثانية: هي حرب قامت بها  الإمبراطورية الروسية القيصرية، الدنمارك، النرويج، بروسيا، هولندا، مملكة هابسبورغ، بولندا ضد السويد.

حرب الشمال الثانية:

بدأت حرب الشمال الثانية عندما قامت السويد بغزو بولندا وليتوانيا والتي كانت بولندا قبل الغزو السويدي تحت الحكم الروسي، وقد قامت القوات العسكرية البولندية والليتوانية بالاستسلام للسويد وأصبحت ليتوانيا مستعمرة سويدية؛ ممّا دفع ملك بولندا بالهروب إلى مملكة هابسبورغ، أثناء ذلك الغزو قام ملك بروسيا بالتحالف مع السويد مقابل توفير الحماية له، في تلك الفترة كانت دولة كاثوليكية وقامت ببث الروح الدينية لدى شعبها وحرضهم ضد الاستعمار السويدي البروتستانتي، حتى تمكنت بولندا من استرجاع أراضيها من السويد.

استغلت روسيا القيصرية الهزيمة التي تعرضت لها من قِبل بولندا، فقامت بإعلان الحرب على السويد، قامت بروسيا بالإمدادات العسكرية للسويد وذلك مقابل اعتراف السويد بدولة بروسيا كدولة مستقلة وقامت بالاتفاق معها لغزو بولندا وليتوانيا، وقد قامت بولندا بالتحالف مع مملكة هابسبورغ ضد السويد، وأثناء انشغال السويد في حروبها استغلت الدنمارك الوضع وغزت السويد؛ ممّا دفع السويد إلى التراجع من بولندا وسحب قواتها العسكرية وتجهيزهم لغزو الدنمارك، لم تكن الدنمارك أثناء الغزو السويد لها مستعدة للحرب؛ ممّا دفعها ذلك إلى الاستسلام وتنازلها عن بعض الأراضي الدنماركية.

بداية حرب الشمال الثانية:

بعد انتهاء حرب الثلاثين عام في أوروبا ظهرت السويد كدولة قوية في أوروبا، في تلك الفترة كانت علاقة السويد مع روسيا علاقة قوية وتربطهم علاقة سلام، بينما العلاقات السويدية البولندية كانت متوترة خاصةً بعد انتهاء الحب بينهم، قامت روسيا القيصرية بغزو بولندا وليتوانيا واستولت على بعض أراضي المستعمرة السويدية الموجودة في بولندا؛ ممّا أدى ذلك الى غضب السويد وتحركها لحماية مستعمراتها البولندية.

في تلك الفترة كانت بولندا تعاني من ثورات محلية ضد الحكومة البولندي؛ ممّا دفع السويد لاستغلال تلك الفرصة والوقوف إلى جانب الحكومة البولندية؛ وذلك خوفاً من تحالف بولندا مع روسيا وبروسيا، عرضت السويد على بولندا وليتوانيا التحالف معها، إلا أنّ بولندا رَفضت ذلك التحالف؛ ممّا دفع السويد شن الهجوم على بولندا وليتوانيا.

قامت السويد بتجهيز قواتها العسكرية وعَملت على تقسيمها بين المناطق الشمالية الغربية، قامت بولندا بتجهيز قواتها العسكرية والتي كانت معظمها من المزارعين البولنديين، لم تتمكن بولندا من مواجهة القوات العسكرية السويدية والتي كانت تفوقها عدداً؛ ممّا دفعها للاستسلام وإعلان الولاء للسويد، وأصبحت ليتوانيا تحت الحماية السويدية، تمكنت السويد من تحقيق انتصاراً عظيماً في تلك الحرب.

عندما قامت روسيا القيصرية بغزو بولندا تمكنت من السيطرة على بعض المقاطعات البولندية وبقيت بعض الأراضي تحت الحكم البولندي والتي قامت السويد بالسيطرة عليها فيما بعد من خلال عملية غزو سريعة قامت بها السويد.

كانت بداية الخلافات بين السويد وبولندا خلافات دينية والتي كانت بين الكاثوليكين السويديين والبروتستانت البولنديين، فقد كان البولنديين يقومون بقتل رجال الدين الكاثوليكيين في السويد، كما قاموا بسرقة الكنائس والقيام بالأعمال التخريبية؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام حركات دينية في السويد ضد الأعمال التي يقوم بها البولنديين، في تلك الفترة كان مجموعة من البولنديين بعمليات القتل ضد السويديين الذين يقيمون في الأراضي البولندية، كما قام البولنديين الذين كانوا بالجيش السويدي بالفرار والذهاب إلى الجيش البولندي للخدمة فيه.

قامت السويد بالتحالف مع ولاية “براندنبورغ” الألمانية واتفقت معها لمساعدتها في غزو بولندا مقابل مساعدتها في دعومات عسكرية، تمكنت ولاية ” براندنبورغ” من السيطرة على بولندا مكان السويد، وقامت السويد بدعمها بالقوات العسكرية، استغلت روسيا انشغال السويد في الحرب وقامت بغزوها، كما قامت كلاً من هولندا والدنمارك بالتخطيط لغزو السويد، إلا انّ السويد وولاية “براندنبورغ” تمكنت من هزيمة ذلك الغزو، فقامت السويد بعد ذلك بغزو بولندا وبروسيا وتمكنت من السيطرة عليها.

تمكنت السويد من تولي الحكم الكامل على بروسيا، وقامت كلا الدولتين في الاتفاق معاً لغزو  بولندا وتم تجهيز الجيوش والتي قامت رومانيا بالانضمام إليهم للمشاركة في غزو بولندا، في تلك الفترة قامت روسيا بتوقيع معاهدة هدنة مع بولندا وقررت عدم الدخول في صراع ضد السويد، وعلى الرغم من ذلك القرار وقع اشتباك ضعيف بين القوات الروسية والقوات السويدية والتي قامت القوات السويدية من تحقيق النصر؛ ممّا دفع روسيا إلى توقيع معاهدة هدنة مع السويد.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011


شارك المقالة: