ما هي نظريات التنظيم في علم الاجتماع؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي نظريات التنظيم في علم الاجتماع؟

يتسم العصر الحديث بتزايد معدلات التحضر والانتقال من الريفية إلى الحضرية على مستوى مجتمعات العالم ككل نتيجة لمجموعة من القوى النامية في مقدمتها التقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي، ولعل الانتقال من النموذج الريفي نحو النموذج الحضري ينطوي على تغير كبير في أسلوب الحياة، كما ينطوي بالتالي على كثير من المشاكل الاجتماعية في مقدمتها فقد الشعور بالانتماء عند الإنسان وتهديد التكامل الاجتماعي.

وقد ظهرت عدة محاولات لفهم التنظيم على أنه جهاز لتحقيق غايات وأهداف معينة وعلى الرغم مما يقدمه هذا الفهم من فوائد، إلا أنه يتغافل عن العمليات الداخلية للتنظيم كما يتغافل عن أهدافه الداخلية كذلك، وظهر مدخل آخر أكثر تقدماً لفهم التنظيم كميكانزمات يستهدف تحقيق التعاون الإنساني، أو لمواجهة تلك القوى الممزقة لذلك التعاون، تلك القوى التي يتزايد نموها مع نمو ظاهرة الحضرية.

وبهذا المعنى فإن التنظيم يميل إلى تقليل الصراع وتقليل النماذج الانحرافية للسلوك من خلال وضع الجزاءات التنظيمية السلبية ضد هذه النماذج وعلاوة على ذلك فإن التنظيم يسهم في استقرار العلاقات الاجتماعية من خلال تقليل اللاعبين في مجال بناء النسق وتحديد الأدوار المتضمنة داخله يضاف إلى ذلك أن أبناء التنظيم يتيح الفرصة لإمكانية التنبؤ بالسلوك الإنساني.

ويعرف الباحث بريسثوس التنظيم بأنه نسق للعلاقات البنائية المتبادلة بين الأشخاص أو بين أعضاء التنظيم الذين يتمايزون من حيث الأدوار والمراكز والسلطات، وتسير التفاعلات الشخصية داخل التنظيم وفقاً لخطة مرسومة، وفي هذا الإطار التنظيمي نجد أن الأفعال الاجتماعية تتحقق بالشكل المتوقع والمتقن والمحدد، أما إذا لم تحقق بعض هذه الأفعال على حسب الشكل المتوقع فإنها في هذه الحالة تعد أفعالاً انحرافية تخضع للمسائلة أو المحاسبة التنظيمية.

السلوك التنظيمي:

إن السلوك التنظيمي سلوك مخطط وليس سلوكاً عشوائياً أو ارتجالياً، وبالإضافة إلى كل ذلك فإن التنظيم يتضمن مجموعة من ميكانزمات الضبط والتوازن، فهو إلى جانب رسم الصورة المقبولة لسلوك أعضائه، فإنه قادر على القيام بعملية توازن مضاد، في مواجهة نماذج السلوك التي تنحرف عن النماذج المستقرة للفعل التنظيمي.

والواقع أن التنظيمات تختلف من حيث دقة تقنين الفعل الإنساني وامكانية التنبؤ به، ويمكن توزيعها في هذا الصدد على متصل يمتد من التنظيمات ذات النموذج البيروقراطي، تلك التي تتسم بالعديد من القيود والضوابط التنظيمية الصارمة، إلى نموذج التنظيمات الطوعية التي تتسم بضوابط تنظيمية على قدر أكبر نسبياً من المرونة.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: