مراحل سياسية في حياة الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


تعمق فتوحات الأموين

قام الخلفاء الأمويون بمواصلة تقدمهم في بلاد الغال القوطي(فرنسا اليوم)، قام البربر بالاستقرار بالقرب من جبال البرانس، وتعمقت فتوحاتهم في فرنسا، هزم تشارلز مارتل جيش المسلمين في معركة تورز (732).

لكن قام الأمويون بالاستمرار في شن الغارات الكبيرة على أراضي الفرنجة حتى العقد التالي، كان السبب الرئيسي لتوقف التوسع الإسلامي في الجهة الشمالية لجبال البرانس هو التمرد الكبير الذي قام به الأمازيغ والذي اندلع في كل المناطق الموجودة في شمال إفريقيا عام (739).

تحديات في حياة الدولة الأموية

كانت هذه الانتفاضة قد وصلت حتى إسبانيا، قام حاكم الأندلس بطلب المساعدة من دمشق، حيث قام بإرسال الخليفة لجيش من سوريا بقيادة الجنرال الأموي بلج بن بشر، الذي قام بكبح جماح الثورة التي قام بها الأمازيغ في شمال إفريقيا قبل أن ينطلق من مدينة سبتة إلى إسبانيا معقل الأمويين.

أخمد بلج بن بشر التمرد في إسبانيا، وقام بالسيطرة على الحكم في قرطبة في عام (742)، وقام بقتل الحاكم في ساحة كبيرة ليكون عبرة لأمثاله، ليُقتل في معركة بعد ذلك بوقت قليل، كانت هذه المشاكل قد مهدت الأمر لسيطرة ألفونسو الأول على أستورياس والقيام  بإثبات نفسه لفترة وجيزة كحاكم لغاليسيا والميسيتا، لكنه كان يفتقر إلى العتاد والعدد اللازمة للسيطرة عليها بشكل دائم.

قام حاكم أموي جديد بتهدئة الأوضاع المتدهورة في الأندلس لحين آخر، لكن الخلافة الأموية كانت على وشك الانهيار والسقوط في الشرق في معقلها في العاصمة دمشق، قام الخليفة هشام بن عبد الملك بالمحافظة على التوترات الطائفية بين القبائل العربية الشمالية قبيلة (قيس) بالإضافة إلى القبائل الجنوبية (كلب) تحت السيطرة.

لكنّ تلك الخلافات المشتعلة بين هذه القبائل تحولت إلى صراعات ممتدة بعد وفاته وذلك في عام (743)إلى مدينة الهاشمية، وهي طائفة معادية للأموية بشكل واضح، وفي عام (747) قام أبو مسلم بإطلاق انتفاضة كبيرة ضد الخليفة الأموي مروان الثاني لإسقاط الدولة الأموية.

دفعت جيوش أبو مسلم العباسيين إلى السلطة عام (749)، وكانت هزيمة مروان الثاني في معركة نهر الزاب الكبير عام (750) بمثابة نهاية الخلافة الأموية، خلال هذا الوقت، كان حاكم إسبانيا القائد يوسف الفهري.

بينما قام العباسيون بالعمل على القضاء على بقية السلالة الأموية، قام عبد الرحمن الأول، حفيد هشام بن عبد الملك، بالهرب إلى شمال إفريقيا، وذلك بعد أن شق طريقه إلى إسبانيا ليقطن فيها ويؤسس حكمه في عام (755)، قام عبد الرحمن الداخل بالتواصل السياسي الدبلوماسي، وعلى جميع الأطراف ساعده على ذلك نظرته الثاقبة على الحصول على دعم من جميع الأطراف المحيطة به بالإضافة إلى دعم من جيش من المرتزقة.

قام عبد الرحمن الداخل بالنهاية بجمع ما يكفي من القوة من أجل القيام بتحدي يوسف الفخري على حكم إسبانيا، في مايو (756)، قام عبد الرحمن الداخل بمواجهة قوات يوسف الفهري خارج مدينة قرطبة وقام بالتغلب عليه وهزيمة قواته، وقام عبد الرحمن الداخل باختيار تلك المدينة عاصمة للإمارة الأموية الإسبانية التي تم تأسيسها لاحقا في عام(929).

المصدر: الكامل في التاريخ – المجلد الثاني, ابن الأثير (1979). عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني. دار صادر. الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان (الطبعة الثانية سنة 1985). يوسف العش. دار الفكر. التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي (الطبعة الأولى سنة 1982). محمود شاكر. المكتب الإسلامي. كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار الدكتور محمد علي الصلابي.


شارك المقالة: