معركة أربونة

اقرأ في هذا المقال


متى وقعت معركة أربونة

وقعت معركة أربونة عام (737) بين الدولة الأموية بقيادة القائد الأموي يوسف بن عبد الرحمن الفهري، الحاكم الأموي لمدينة أربونة (وهي مدينة فرنسية ذات أهمية كبيرة وهي عاصمة أقليم سبتمانيا، وجيش الفرنجة بقيادة تشارلز مارتل، تم الاستيلاء على مدينة أربونة من قبل السمح بن مالك الخولاني، حاكم الأندلس، في (719) أو (720).

بقيت مدينة أربونة مسلمة حتى عام (759)، وتحولت إلى قاعدة عسكرية للعمليات العسكرية التابعة للدولة الأموية في المستقبل، وكانت هذه المدينة واحدة من المدن المهمة، حيث تم تكوين القواعد العسكرية فيها لتصبح منطلق للمعارك التي سيخوضها الأمويون.

أحداث معركة أربونة

بعد نجاحه في حصار أفينيون عام (737)، حاصر تشارلز مارتل أربونة، لكن قواته لم تكن قادرة على الاستيلاء على المدينة، ومع ذلك، عندما بعثت الدولة الأموية قوات للدعم من إسبانيا، تم اعتراضها من الفرنجة عند مصب نهر بيري، في مقاطعة أود الحالية، وحققوا انتصارًا كبيرًا، وبعد ذلك ساروا إلى نيم.

ربما كان تشارلز قادرًا على الاستيلاء على أربونة لو كان على استعداد لإلزام جيشه وموارده الكاملة بحصار غير محدد المدة، لكنه لم يكن راغبًا أو قادرًا على القيام بذلك، وكان السبب الرئيسي في هذا الأمر أن دوق آكيتاين هونالد كان يهدد خط اتصاله مع الشمال.

وكذلك تذكر المصادر التاريخية بأن ماورونتيوس (وهو رجل ارستقراطي من مدينة بروفانس الفرنسية)، من مدينته غير المحتلة مرسيليا، بإثارة ثورة ضده من الخلف، قد يكون الزعيم الفرنجي قد فكر في تحقيق أهدافه الأساسية من خلال تدمير الجيوش العربية، وترك باقي العرب محصورين في أربونة.

عندما رجع من منطقة سبتمانيا، قام جيشه بتدمير العديد من المدن والمعاقل (أفينيون) وغيرها التي فشلت في دعمه ضد المسلمين، قادت حملة الفرنجة الثانية في عام (739) من أجل طرد الكونت ماورونتيوس الذي لم يكن يتوقع هذه المرة الإغاثة الأندلسية، من مرسيليا واستعادة السيطرة على بروفانس.

وفقًا لتاريخ قبيلة اللومبارد، انسحب العرب عندما علموا أن مارتل قد شكل تحالفًا مع اللومبارد، بقيت قوات الدولة الأموية في المنطقة وماورونتيوس لم يكن لديه القوة التي تمكنه أن بخوض معركة مفتوحة.

بعد نهاية المعركة قام الخليفة الأموي هشام بن عبدالرحمن الداخل بإنفاق نصف الغنائم التي كسبها الأمويون على بناء المساجد وتحسين البنية التحتية لجميع المدن التي كانت تحت ظل الإمارة الأموية.

المصدر: موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، دار سفير، سنة 1996. الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان (الطبعة الثانية سنة 1985). يوسف العش. دار الفكر. الكامل في التاريخ – المجلد الثاني, ابن الأثير (1979). عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني. دار صادر. كتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار الدكتور محمد علي الصلابي.


شارك المقالة: