معركة البيرة الأموية

اقرأ في هذا المقال


بعد أن عانت الدولة الأموية في الأندلس من الضعف والهلاك حدثت معركة البيرة في سنة (713هـ= 1314م)، والتي استطاع المسلمون من بعدها إنعاش الدولة الأموية في الأندلس من جديد إذ وقعت بعدها العديد من الفتوحات والانتصارات.

ما هو سبب معركة البيرة الأموية

امتازت فترة حكم أبو الوليد إسماعيل ابن الأحمر لمملكة غرناطة بالأمن والاستقرار وحب الجهاد، استطاع القشتاليون الانتصار على المسلمين في معركة وادي فرتونة التي وقعت في (716)هجري، وتمكنوا بعدها من السيطرة على العديد من الحصون والمناطق العسكرية، بعدما نجحوا في هذه المعركة بدأوا يأملون بالهجوم مرة أُخرى والسيطرة على الجزيرة الخضراء، ليمنعوا وصول المساعدات من مسلمين المغرب لغرناطة.

تنبه الأمير إسماعيل ابن الأحمر لذلك وقام بزيادة التحصينات والقوات لحمايتها، وعندما علم القشتاليون بذلك غيروا وجهتهم في الهجوم نحو غرناطة، ووصلت الأنباء للأمير إسماعيل بن الأحمر بعدها قام بطلب الدعم من أمير المغرب أبي سعيد، إلا أنه لم يستجب لطلبه.

أحداث معركة البيرة الأموية

توجه الجيش القشتالي نحو غرناطة وكان على رأس الجيش الدون “بيدرو” والدون “خوان” وهما الذان كانا وصيان على ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة في ذلك الوقت، وخمسة وعشرون من الأمراء القشتاليِّين، وفرقة مسيحية من الأنجليز قدمت لنصر الصليب، ويُذكر أن “دون بيدرو” ذهب إلى طليطلة من أجل لقاء البابا لأخذ الأذن والدعم من أجل مهاجمة المسلمين وطردهم من اسبانيا.

التقى الجيشان بالقرب من مدينة غرناطة في منطقة البيرة، وذكرت المصادر التاريخية أن عدد جيش المسلمين كان حوالي ستة أو سبعة آلاف جندي ومن بينهم (1500) فارس وكانوا من أقوى وأشجع الفرسان، وكان على رأسهم القائد أبو سعيد عثمان بن أبي العلاء والذي عُرف بالشجاعة والبسالة والقوة.

استمرت المعركة ثلاثة أيام متتالية استطاع المسلمون فيها على الرغم من قلتهم من الانتصار على القشتاليين، واشتدت المعركة على القشتاليين فقد قُتل الكثير منهم وكان من بين القتلى الإخوان دون بيدرو ودون خوان وعدد كبير من النبلاء والأمراء، وغرق عدد كبير منهم في النهر، وأُسر منهم الكثير.

كانت خسائر القشتاليين فادحة، إلا أن المسلمون لم يُقتل منهم إلا ثلاثة عشر مقاتل، وحصد المسلمون الكثير من الغنائم، ويعود الفضل في هذا الانتصار الساحق للقائد أبو العلاء وجنوده المغاربة، ومن الجدير بالذكر أن الدولة الإسلامية في الأندلس بدأت بالتعافي بعد هذه المعركة واستطاعت استجماع قوتها من جديد.

المصدر: مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية. تاريخ الولوج: 07-04-2012. نسخة محفوظة 01 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص16-17. تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرىالدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم. الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، الجزء الأول، محمود


شارك المقالة: