معركة ممس

اقرأ في هذا المقال


أين وقعت معركة ممس؟

وقعت معركة ممس عام (688) في مدينة برقة بين القوات العربية الإسلامية التابعة للخلافة الأموية والأمازيغ بقيادة كاسيليوس من مملكة ألتافا، وهي أحدى معارك الفتح الأموي في المغرب.

أحداث ما قبل معركة ممس:

قاد القائد العربي الأموي عقبة بن نافع باني مدينة القيروان رجاله في رحلة استكشافية عبر الجهة الشمالية لإفريقيا، ووصل في النهاية إلى المحيط الأطلسي وسار جنوباً حتى نهري درعة وصوص، عند عودته إلى الشرق، تعرض لكمين من قبل التحالف الأمازيغي البيزنطي بقيادة كاسيليوس في معركة فيسيرا التي كانت نهايته فيها عام (682)، كان كاسيليوس في ذلك الوقت يتمتع بسيادة بلا منازع على شمال إفريقيا وسار إلى القيروان منتصرًا.

عندما أصبح عبد الملك بن مروان الخليفة، كان فعالاً في زيادة حجم إمبراطوريته، لذلك أمر زهير بن قيس الذي كان يتمركز في برشلونة بقيادة جيش لاستعادة إفريقية وعاصمتها القيروان، اتخذ كاسيليوس موقعًا في جبال الأوريس حيث تمكن من التراجع في حالة الهزيمة، بينما قام الزعيم المسلم زهير باتخاذ قرارًا مهمًا وهو التخييم خارج القيروان بالقرب من الموارد المائية، بعد معركة عنيفة في وادي ماما، تمكن الجيش الاموي في النهاية من هزيمة القوات المدافعة وقتل ملكهم سيسيليوس.

عاد الزعيم العربي زهير وقواته إلى برشلونة للقتال ضد الغزاة البيزنطيين لتأمين الجيش الأموي من الأمام، جاءت السفن القادمة من البيزنطيين بأعداد كبيرة من الجنود الذين هزموا العرب وقاموا بقتل الزهير لكن لاحقهم بقية الجيش بقيادة الجنرال عقبة بن نافع وقتلهم، بعد موت كاسيسيليوس خلفه ديهيا كقائد حرب لقبائل البربر وعارض زحف الجيوش العربية الإسلامية من الأسرة الأموية.

قائد عربي آخر وهو الحسن بن النعمان قام بالسير من مصر واستولى على المدينة البيزنطية الرئيسية قرطاج ومدن أخرى بعد معركة قرطاج، بحثًا عن عدو آخر لهزيمته، قيل له أن أقوى ملك في شمال إفريقيا هو الجنرال الأمازيغي ديهيا، وبالتالي قام بالتقدم إلى نوميديا.

أحداث معركة ممس

التقت الجيوش بالقرب من المسكينة في ولاية أم البواقي الحالية بالجزائر، قام الأمويون بهزيمة الأمازيغ وإلحاق العديد من الخسائر بهم حتى أنهم تراجعوا بشكل سريع لدرجة أن الجنرالات الأمازيغيين قاموا بالهرب من إفريقية وقاموا بالتحصن في مدينة برقة لمدّة أربع أو خمس سنوات، أمّا بقية الجيش فقد لاحقهم الجيش الأموي حتى نهر ملوية عند حدود المغرب الأقصى.

حقق الأمويون مبتغاهم وذلك بفتح المغرب وبدء السيطرة الكاملة على المغرب العربي بعد أن كانت تحت حكم البربر، لكن هذا الانتصار لاحقه خسارة القائد الأموي زهير بن قيس البلوي بعد وفاته على يد القوات البيزنطية.

المصدر: الكامل في التاريخ – المجلد الثاني, ابن الأثير (1979). عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني. دار صادر.الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان (الطبعة الثانية سنة 1985). يوسف العش. دار الفكر.التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي (الطبعة الأولى سنة 1982). محمود شاكر. المكتب الإسلامي.الوجيز في الخلافة الراشدة (الطبعة الأولى سنة 2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.


شارك المقالة: