مفهوم التدخل الاجتماعي لدى كبار السن

اقرأ في هذا المقال


التدخل الاجتماعي بمعناه العام يعني السعي المخطط أو المدروس الهادف إلى تغيير حياة الجماعات أو الأفراد إلى الأفضل، من خلال توظيف المعرفة الشاملة والمهارات ذات الصلة بالعمل الاجتماعي.

مفهوم التدخل الاجتماعي لدى كبار السن

يأخذ التدخل الاجتماعي عادة شكل خدمات اجتماعية والتي يمكن تعريفها بآلالية الاجتماعية لتوزيع الخدمات المختلفة بهدف بلوغ مستوى معين من الرفاه الاجتماعي ومحاولة المحافظة على هذا المستوى، ولا يعني ذلك أن التدخل الاجتماعي موجه نحو الطبقات الاجتماعية المحرومة، وإنما لذوي الاحتياجات مهما اختلفت احتياجاتهم سواء أكانت مادية أم تعليمية أم تأهيلية أم صحية أم ترفيهية أم غير ذلك، هذا لا يعني عدم تفاوت فئات المجتمع ولا عدم تفاوت أوليات هذه الخدمات.

فبعض الفئات الاجتماعية أشد حاجة للتدخل الاجتماعي من فئات أخرى، وبعض الخدمات الاجتماعية أشد إلحاحاً من الخدمات الأخرى، المسنون بصفة عامة من أكثر الفئات الاجتماعية حاجة إلى التدخل الاجتماعي، هذا لا يعني التعميم فنسبة لا يستهان بها من المسنين لا زالت قادرة على تدبر شؤونها بنفسها، بل إن نسبة من هؤلاء ما تزال قادرة على المشاركة الاجتماعية الفعالة، وما زالت قادرة على الإسهام الفعال في تنمية مجتمعاتها.

فئة المسنين مثلها مثل بقية الفئات الاجتماعية من حيث الفروق الفردية في جميع الجوانب الشخصية والاجتماعية والنفسية والعضوية والأسرية والصحية، هذه الفروق بين المسنين تجعل التدخل الاجتماعي مرهوناً بجوانب القوة والضعف في المسن.

على الرغم من أن احتياجات المسنين تختلف كثيراً عن احتياجات الفئات الاجتماعية الأخرى إلا أن هذه الاحتياجات وما يترتب عليها من خدمات اجتماعية لم تتضح إلا في ضوء التطورات المعرفية للخصائص والسمات الاجتماعية والنفسية والعضوية لمرحلة الشيخوخة التي شهدها القرن العشرين.

التدخل الاجتماعي الموجه للمسنين يركز بصفة عامة على الأعمال والنشاطات التي تعين وتحافظ وتنمي الوظائف الاجتماعية والنفسية والعضوية والأسرية للمسنين ومحاولة إشباع حاجاتهم الشخصية.

لا يمكن وضع تصور للتدخل الاجتماعي الموجه للمسنين دون تبصر وتحليل للواقع الاجتماعي بجميع جوانبه المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والصحية والنفسية للمسنين، ويمكن أن تقسم هذه العوامل إلى قسمين القسم الأول ما يتعلق بالمحيط الاجتماعي للمسن كما يتمثل في المجتمع المحلي والجيرة والأسرة، والقسم الثاني ما يتعلق بخصائص وسمات المسن الاجتماعية والصحية والنفسية.

المصدر: دور النظريات الاجتماعية في أبحاث الشيخوخة، ابراهيم العبيدي، 1989.تطور مفهوم القوة الاجتماعية في الفكر الاجتماعي، ابراهيم العبيدي، 1996.التوجيه التربوي لكبار السن، ترجمة محمد عبد المنعم نور، 1980.مرض الخرف انتشاره والخصائص المرتبطة به، سامي الدامغ، 2001.


شارك المقالة: