مفهوم التوازن والتفاضل في الفعل الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التوازن في الفعل الاجتماعي:

يشير التوازن إلى حالة بنائية قائمة على الثبات النسبي، واختزال التوترات والاختلالات إلى أدنى درجاتها الممكنة، إن التوازن لا يستند بالأهمية على الندّية أو التكافؤ بين الأطراف المتفاعلة، ولكنه يستند في المقام الأول على اتفاق مشترك أو معيار مشترك بين الأطراف المتفاعلة.
ولذلك فإن التمايز البنائي الذي يحتوي على اختلاف الوحدات البنائية، واكتمالها يشهد حالة من الاتزان، بموجب الاتفاق المعياري المساهم بين الوحدات الفاعلة في هذه الصيغة البنائية المتمايزة.
وفي هذا السياق ينتبه يونج أن التوازن هو في المقام الأول معيار اتفاق، ولذلك فإن التوازن يمثل حلاً عرفياً للخلافات، كما يلاحظ جيمس كولمان في نموذجه النظري المكتوب بالتوازن الاستقلالي، أن العلاقات المتوازن تصدر من تصور الفاعلين، أن بإمكانهم شراء نتاج التفاعل موضع اهتمامهم عن طريق بيع نتاج تفاعلهم في المقابل.
بالمفهوم القبلي للتوازن، هناك ميل لاعتبار التوازن غير إشكالي، وهذا ما يفضي إلى التسليم بالطروحات الوظيفية للتوازن، لكن الأمر على خلاف ذلك في التوازن التفاضلي، حيث أن هذا الشكل من التوازن، هو إشكالي، ويحمل في طياته بذور الشقاق والصراع.

مفهوم التفاضل في الفعل الاجتماعي:

يشير التفاضل إلى تفاوت الأطراف المتفاعلة من حيث القوة، وهذا التفاضل يرى حالة من الثبات تعمل بكافة محتواها لخدمة الطرف الأقوى، وتكرس خضوع الطرف الأضعف، إن معادلة التفاضل هذه، تعتمد بصورة أساسية على توغل القوة في المعايير الاجتماعية التي تحكم العلاقة، وتمثل استقرار نسبي للتوازن القائم على التفاضل.
ومن هنا فإن التوازن التفاضلي يُمثل شكلاً معيناً من التوازن المجرد الذي صاغه بارسونز، وهو قائم على معادلة مجحفة يتم بمقتضاها نيل الطرف الأقوى أكثر من الطرف الأضعف وعلى حسابه، دون أن يفقد الطرف الأضعف نصيبه بصورة كلية، بحيث تتكرس هذه المعادلة بموجب المعايير الاجتماعية القائمة في العلاقة، والتي تنحاز للطرف الأقوى.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: