من هو عتاب بن أسيد؟

اقرأ في هذا المقال


تحدث عمرو بن أبي عوف وقال: سمعت عتاب بن أسيد يقُول وهو يخطب ومسنداً ظهره إِلى الكعبة ويحلف: ما أصبت في الذي بعثني عَليهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين، كسوتهما مولاي كيسان.

من هو عتاب بن أسيد؟

هو عتاب بن أسيد بن أَبي العيص بن أُمية بن عبد شمس القرشي، يُلقّب بأَبَا عبد الرَّحمن وقيل: أَبُو مُحَمَّد، دخل إلى الإسلام في اليوم الذي فُتحت فيه مكة، وضعه الرسول -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- والي على مكة عام فتح مكة، ذلك عندما خرج إِلى حنين، فقام الناس بإقامة الحج تلك السنة وحج المشركون على ما كانوا عليْه.

على هذا النحو أقام أَبو بكر الصديق -رضي الله عنه- للناس الحج سنة تسع، حين أردفه النبي محمد بعلي بن أَبي طالب -رضي الله عنه-، فأمره أن يقوم بالمنادة بألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وأن يبرأ إِلى كل ذي عهد من عهده، كما أردفه بعلي بن أَبِي طالب، يقرأ على الناس سورة براءة، فلم يزل عتاب أميراً على مكة حتى قبض رسول اللَّه محمد وأقره أَبو بكر عليها، فلم يزل إِلى أن مات.

كانت وفاة عتاب بن أسيد فيما ذكر الواقديّ يوم أن توفي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، قال: ماتا في يَوْم واحد، قال محمَّد بن سلام: جاء نعي أبى بكر رضي اللَّه عنه إِلى مكة يوم دفن عتاب بْن أسيد بها، كان رجلاً صالحاً خيراً فاضلاً، أمّا أخوه خالد بن أسيد فذكر محمَّد بن إِسحاق السرَّاج قال: سمعت عبد العزيز بن معاوية من ولد عتاب بن أسيد ونسبه إِلى عتاب بن أسيد يقول: مات خالِد بن أسيد وهو أخو عتاب بن أسيد لأبيه وأمه يوم فتح مكة قبل دخول رسول اللَّه محمد مكة.

روى ابن هشام أنّ النبي محمد دخل الكعبة سنة الفتح ومعه بلال بن رباح فأمره أن يؤذن، كان عتاب بن أسيد وأبو سفيان بن حرب والحارث بن هشام جالسون في فناء الكعبة، فقال عتاب بن أسيد: لقد أكرم الله أسيداً ألا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث بن هشام: أما والله لو أعلم أنّه محق لاتبعته، فقال أبو سفيان: لا أقول شيء، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد علمت الذي قلتم، ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتاب: نشهد أنّك رسول الله والله ما أطلع على هذا أحد كان معن، فنقول أخبرك.

أثر النبي محمد في تربية عتاب بن أسيد:

يروي بن أبي عقرب عن عتاب بن أُسيد فقال: أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بردين معقدين، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا، فقد رزقني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل يوم درهمين، فلا أشبع الله بطناً لا يشبعه كل يوم درهمان.

كان عتاب بن أسيد شديد على المنافقين ورحيم بالمؤمنين، ورد فيه من حديث أنس أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد وضع عتاب بن أسيد والي على مكة، حيث كان شديد على المريب وليّن على المؤمنين، كان يقول: والله لا أعلم متخلفاً عن هذه الصلاة في جماعة إلّا ضربت عنقه؛ فإنّه لا يتخلف عنها إلّا منافق، فقال أهل مكة: يا رسول الله استعملت على أهل الله أعرابياً جافياً، فقال: إنّي رأيت فيما يرى النائم أنّه أتى باب الجنة، فأخذ بحلقة الباب فقعقها حتى فتح له ودخل.

روى ابن جريج أنّ الني محمد صلى الله عليه وسلم قال: “أربعة أربأ بهم عن الشرك، عتاب بن أسيد وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام وسهيل بن عمرو، عن ابن أبي مليكة يقول: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد رأيت أسيداً في الجنة وأنى يدخل أسيد الجنة فعرض له عتاب بن أسيد فقال: هذا الذي رأيت أدعوه لي فدعا فاستعمله يومئذ على مكة، ثم قال لعتاب: أتدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله فاستوص بهم خيراً “.

توفي النبي محم وعلى مكّة وعملها عتاب بن أسيد، فلمّا وصل خبر وفاة الرسول ضج أهل المسجد، فبلغ عتاباً فخرج حتى إحدى شعاب مكة، سمع أهل مكة الضجيج فتوافى رجالهم إلى المسجد، فقال سهيل: أين عتاب؟ وجعل يستدل عليه حتى أتى عليه في الشعب، فقال: ما لك؟ قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قم في الناس فتكلم، قال: لا أطيق مع موت رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام، قال: فاخرج معي فأنا أكفيكه، فخرجا حتى أتيا المسجد الحرام، فقام سهيل خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وخطب بمثل خطبة أبي بكر، لم يخرم عنها شيئاً.

المصدر: أدب صدر الإسلام، عبد المجيد الإسداويتاريخ صدر الإسلا، د.عبد العزيز الدوريتاريخ الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء والأشراف في الإسلام، ستانلي بول، ترجمة، عباس إقبالعصر صدر الإسلام، يوسف عطا الطريفي


شارك المقالة: