مواقف وأيام للحجاج بن يوسف الثقفي في ولايته وحكمه

اقرأ في هذا المقال


إن الإنسان ما هو إلا مواقف وأحداث تسطر في كتاب عمره، ونستطيع أن نحدد شخصية الحجاج فإننا نحددها على الجمة العملية وليس النظرية، وأن للحجاج الكثير من المواقف التي كتبها التاريخ.

مواقف للحجاج بن يوسف الثقفي:

يقول ابن أبي الدنيا في مسنده: عن عبيد بن محمد التميمي، سمعت شيخاً قريس يُكنَّى بأبو بكر التميمي يقول: كان الحجاج يقول في خطبته: وكان لسناً أي أنه ذو للسان فصيح، فقال: خلق الله آدم وذريته من الأرض فأمشاهم على ظهرها فأكلو ثمارها وشربوا أنهارها وهتكوها بالمساحي والمرور، ثم ادال الله الأرض منهم فردهم إليها، فأكلت لحومهم كما أكلوا ثمارها، وشربت دمائهم كما شربوا أنهارها، وقطعتهم في جوفها وفرقت أوصالهم كما هتكوها بالمساحي والمرور.
وما روي أيضاً أن الحجاج قال في خطبته: أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، رجل حطم نفسه وزمها فقادها بحطامها إلى طاعة الله وكفى بزمامها عن معاصي الله، ورحم الله أمرأً نظر إلى حسابه، أمرأً وزن عمله، امرأً فكر فيما يقرأ غداً في صحيفته ويراه في ميزانه، وكان قلبه زاجراً وعند همه آمراً، أمرأً أخذ بعنان عمله كما يأخذ جمله فإذا قاده إلى طاعة الله تبعه وإن قاده لمعصية الله كف، أمرأً عقل عن الله، أمرأً فاق واستفاق وأبغض عن المعاصي والنفاق.
وظلَّ يقول امرأ أمرأ حتى أبكى مالك بن دينار وكان من كبار التابعين الزاهدين، ولكن تأثر كثيراً بما خطل به الحجاج بن يوسف الثقفي، وقال المدائني: عن أبي عبيد الثقفي، عن عمه قال: سمعت الحسن البصري يقول: وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج سمعته يقولل على هذه الأعواد: إن امرأ دهبت ساعة من عمرة في غير ما خلق له لحرى أن تطول عليها حسرته إلى يوم القيامة.
وقال المدائني أيضاً: عن عوانة بن الحكم قال: قال الشعبي: سمعت الحجاج تكلم بكلام ما سبقه إليه أحد، يقول أما بعد، فإن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء، وعلى الآخرة البقاء، فلا فناء لما كتب عليه البقاء، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء، فلا يغرنكم شاهد الدنيا إلى غائب الآخرة، واقهروا طول الأمل بقصر الأجل، وقال الهيثم بن عدي جاء رجل إلى الحجاج فقال: إن أخي خرج مع ابن الأشعث فضرب على اسمي في الديوان ومنعت العطاء، وقد هدمت داري.
وحكى الواقدي أن الحجاج نادى في البلد، أن من خرج بعد العشاء الآخرة من بيته قُتل، فأتى ليلة برجل، فقال: ما أخرجك من بيتك في هذه الساعة من بعد ما سمعت المنادي؟ فقال: أما والله إني لا أكذب الأمير، إن أمي مريضة هالكة وأنا عندها منذ ثلاثة أيام، فلما كانت الساعة أفاقت، وقالت: يا بني إني أعزم عليك بحقي عليك إلا مضيت إلى أهلك وأولادك، فإنهم مغمومون بتخلفك عنهم.

المصدر: كتاب الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية بني أمية، منصور عبد الحكيمكتاب الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار، علي محمد صلابيكتاب العصر الأموي، صلاح طهبوبكتاب الدولة الأموية والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداء من فتنة عثمان، يوسف العش


شارك المقالة: