نماذج أساسية لنظرية التغير الاجتماعي عند بارسونز

اقرأ في هذا المقال


نماذج أساسية لنظرية التغير الاجتماعي عند بارسونز:

  • نموذج التغير التدريجي المنظم: طالما أن التغير يجري دائماً بشكل منظم، فإن النسق الاجتماعي يكشف عن ذاته دائماً كنسق، حيث أن تنظيم التغيرات يعتمد إلى التقدم المتواصل للعلم وتطبيقاته، وهكذا فإن عملية التغير تأتي من خارج النسق، وإذا كانت التكنولوجيا تتصل بمستوى ثقافي وقيمي معين، فظهور هذه العوامل يثر بلا شك ضغوطاً وتوترات في النسق القيمي، مما يثير فيه المقاومة، وتكمن أسباب في الثغرة بين الخبراء والتخصصين والباحثين وتخلف العامة.
    الأمر الذي يتطلب هجر الوسائل التقليدية التي تتصل بها مصالح إحدى الجماعات داخل النسق، واستبدالها بالوسائل الجديدة ونشرها أدائياً ورمزياً حتى في البناءات التكيفية، كالنسق القرابي مثلاً.
    وهكذا فإن هذا التغير يكون عادةً بفعل عوامل خارجية متصلة بالنسق الثقافي، ومن ثم تؤثر في النسق الاجتماعي، وعملية التغير هذه يعبر عنها بارسونز بالتوازن الدينامي، حيث تتم عملية إحلال الجديد محل القديم ومعالجة الاختلال الناتج عن الهوه بينهما، وبذلك يتخلى النسق عن توازنه القديم في اتجاه إنجاز مستوى جديد من التوازن.
  • نموذج التغير الثوري بفعل الصفوة الملهمة: مصدر هذا التغير هو نسق الشخصية، فربما لا يمكن لعملية التوازن الدينامي إنجاز التلاؤم أو التكيف، ويترتب على ذلك أمرين، أن تنحصر التوترات في مواقع محددة من النسق يستحيل عندها التكيف، وهنا يظهر الحد الأقصى من المقاومة للمصالح الثابتة فيتوقف التغير، وأن يتكثف التوتر في المكانة القيادية للنسق الاجتماعي، وهو التكثف الذي يقود إلى حركة ثورية ذات طابع راديكالي مغتربة من حيث تكوينها الدافعي عن الأوضاع القائمة في النسق.
    ورغم التهديد الدائم بقيام حركة ثورية في متنوع الأنساق، إلا من الصعب أن تحدث في مجتمع يشهد مستوى عالي من التصنيع مثل الولايات المتحدة التي تمثل أرقى المجتمعات الصناعية حسب تعبير بارسونز.
  • نموذج التغير العضوي بفعل عوامل ذاتية: إن هذا النموذج مشتق من المماثلة العضوية، حيث يتم التغير بناءً على التباين المنظم ويتم على أساس التوافق مع القيم الرئيسية للنسق،حيث يمثل التباين خلق وحدة حديثة تقوم بأداء الوظائف والمهام التي كانت تقوم بها وحدة قديمة، وعلى هذا النحو يتضمن نمو الوحدة الحديثة قدراً من الافتقاد الذي تعانيه الوحدة القديمة أو تمهد لإلغائها.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: