نماذج السلطة السياسية عند ماكس فيبر في علم الاجتماع السياسي

اقرأ في هذا المقال


نماذج السلطة السياسية عند ماكس فيبر في علم الاجتماع السياسي:

1- السلطة التقليدية:

يذهب فيبر إلى أن السلطة تعرف بأنها تقليدية ما دامت مشروعيتها تستند إلى قدسية النظام، وأن هذه القدسية المتعلقة بالنظام وبمكانة السلطة في إطاره، يعتقد في وجودها نظراً؛ ﻷنها تنحدر من السالف، ويؤكد بارسونز في هذا الصدد، أن استعمال فيبر لمفهوم القداسة، التي تتعلق بالجوانب التقليدية، يتصل بالمشروعية، ويبرز ارتباط ذلك بالجانب المعياري، وبذلك يمكن أن يقال أن فيبر قد أسس ارتباطاً قوياً بين مشروعية أحد نماذج السلطة وبين النزعة التقليدية.

فالسلطة التقليدية في نظر فيبر لا تستند على عوامل القوة أو القهر أو العقلانية لدعمها، إنما تكتسب قدسيتها من البعد القيمي والدعم الذي يتوفر لها من خلال العمق الزمني الذي وجدت خلاله أو من خلال عدد من الأشخاص المقدسين الذي أسهموا في تأسيسها، وطبقاً للطريق التقليدي فإن الوقت يأتي بالأحسن، دائماً كنا نفعل أشياء بطريقة ما، وأطعنا أناساً من عائلة كذا، أو شاغل المركز، ذلك المركز الذي وصلوا إليه بجدارتهم أو بقدراتهم أو بشجاعتهم أو لصفة كانوا يحملونها.

2- السلطة العقلانية القانونية:

هذا الطريق الحقوقي الرشيد، يرى أن العقل هو الوجود، وهو العلم وهو التقنية والقانون، وهذه هي أسس السلطة القانونية العقلانية، وهي أفضل طريق للوصول للغايات، ويرى فيبر تمثيل لهذا النموذج يتمثل في البيروقراطية، وهو يؤكد إن في إطار هذا النموذج نواجه بنسق من القواعد التي تطبق قانونياً وإرادياً وفقاً لمجموعة من المبادئ المؤكدة والثابتة بين كل أعضاء الجماعة.

ويشير بندكس إلى فيبر يعرف السلطة العقلانية بأنها الاعتقاد بالعقلانية لنماذج من القواعد المعيارية، وإن مفهوم العقلانية نفسه يحمل عدة معان، فيعني أسلوب لنماذج من القواعد المعيارية، وإن مفهوم العقلانية نفسه يحمل عدة معان، فيعني أسلوب معين من التفكير، وأدراك العالم الواقعي بمزيد من الرؤية، والمقومات المجردة كما يعني أنه أسلوب معين في الحياة، وشرعية هذا النمط من السلطة تكون من خلال ممارسة القوة ذات الطابع السياسي، والتي تعتمد على القواعد القانونية ذات الصفة اللاشخصية، بل يكون الامتثال والخضوع حسب تلك القواعد المعيارية.

3- السلطة الكاريزمية:

تعني كلمة كاريزما في اللغة الإغريقية الرحمة الإلهية، وأول من استخدمها أرسنت ترولتش، ثم ماكس فيبر الذي كان يقصد بها قابلية الفرد على السيطرة والإلهام وذلك بتفوق جهد ذاته وعبقريته وافتراضاته، إضافة إلى قدرات وخصائص غير عادية، تجعله خاصية تنبؤية سامية، يعتقد أن بقية البشر يفتقدونها، مثل الأنبياء والأبطال الذين ضحوا من أجل مبادئهم ومن أجل شعوبهم، مثل المهاتما غاندي وغيره.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: