يوحنا هونياد أمير ترانسيلفانيا

اقرأ في هذا المقال


يعتبر أمير ترانسيلفانيا وهو زعيم عسكري وسياسي مجري وحاكم محلي أطلق عليه لقب “الفارس الأبيض”، حيث أعطاه البابا بيوس الثاني لقب “بطل المسيح”، حيث ولد في مدينة هونيدوارا غرب مملكة المجر في سنة 1387 وتولى مسؤولية الدفاع عن الحدود ضد الدولة العثمانية من سنة 1441 حتى موته.

لمحة عن يوحنا هونياد أمير ترانسيلفانيا

كان يوحنا هونياد أحد حكام المنطقة التاريخية لإمارة أرديل (ترانسيلفانيا) ومناطق أخرى تحت مملكة المجر بين عامي سنة و1453، حيث تلقى هزائم ثقيلة من العثمانيين في عدة معارك كان أشهرها هزيمته الرهيبة على يد السلطان مراد الثاني في معركة فارنا في سنة 1444.

كان يوحنا هونياد في ذلك الوقت القائد العام للقوات الأوروبية فهرب من ساحة المعركة بعد أن قتل العثمانيون الملك المجري فلاديسلاف الثالث في المعركة، حيث حاول تكرار الكرة مرة أخرى بعد 4 سنوات لكنه تلقى مرة أخرى هزيمة ثقيلة من السلطان مراد الثاني في معركة قوص الثانية في 17-20 أكتوبر 1448.

في ذلك الوقت كان يوحنا هونياد تحت قيادة تحالف مملكة المجر والاشيا، وبعد هزيمته لم تتمكن دول البلقان المسيحية من مقاومة العثمانيين لعقود، حيث يعتبر يوحنا شخصية تاريخية مشهورة بين المجريين والرومانيين والصرب والبلغاريين ودول أخرى في المنطقة.

حياة يوحنا هونياد أمير ترانسيلفانيا

  • في شبابه عمل تدريجياً في خدمة عدد من أشهر الرجال في شرق ووسط أوروبا كما زار ميلانو ودرس تحت قيادة فرانشيسكو سفورزا الأول أحدث فنون الدفاع عن النفس المتأثرة بعصر النهضة الإيطالية، حيث تألق نجمه في المجتمع الأوروبي مع العديد من الانتصارات التي حققها على الجيوش العثمانية المتوسعة في أوروبا.
  • اعتاد يوحنا هونياد على توظيف جيوش محترفة مدربة في خدمته بدلاً من الجيوش الإقطاعية التي اعتمدت على التجنيد الإجباري، كما أنه اعتاد على استخدام تكتيكات جديدة لم تكن الجيوش الأوروبية في عصره معتادة على استخدامها مثل عربة الحرب.
  • استخدم يوحنا هونياد الكثير من ممتلكاته وأمواله لإعداد الجيوش لصد العثمانيين في البلقان وجعلته انتصاراته يصل إلى مكانة عالية في مملكة المجر ويمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمدن والقلاع، حيث كان تأثيره أعظم في دولته لم يضاهيه أي تأثير آخر ولم يكرس قوته للسيطرة على عرش المجر التي امتد نفوذها إلى رومانيا المعاصرة وأجزاء من البلقان وغيرها.
  • كان يوحنا هونيا الابن غير الشرعي لملك المجر السابق ثم أصبح زعيماً للمجر وكان كاثوليكياً متعصباً هدفه الوحيد هو طرد العثمانيين من البلقان ومن أوروبا، حيث درس تكتيكات الحرب العثمانية جيداً وتمكن من هزيمة العديد من الجيوش العثمانية التي سارعت ضده لكن العثمانيين ألحقوا به هزائم ثقيلة وخاصة السلطان مراد الثاني.

معارك يوحنا هونياد ضد العثمانيين

  • انتصر يوحنا هونياد على العثمانيين في معارك قليلة لكنه تعرض للهزيمة أكثر من مرة وتعرض لهزائم تاريخية ثقيلة في معارك كبرى على يد السلطان مراد الثاني وابنه السلطان محمد الفاتح.
  • من أشهر المعارك التي خسرها معركة فارنا في سنة 1444 التي قاد فيها القوات الأوروبية ضد العثمانيين بقيادة السلطان مراد الثاني، حيث هزم فيها يوحنا وفر من ساحة المعركة وقتل فيها الملك المجري فلاديسلاف الثالث وكذلك المبعوث البابوي جوليان سيزاريني، الذي كان أحد المخططين الرئيسيين لحملة فارنا الصليبية.
  • بعد الهزيمة الرهيبة للصليبيين في معركة فارنا قضى هونياد سنة 1445 في تسوية الشؤون الداخلية ثم في سنة 1446 كان عليه أن ينظم حملة ضد أولريش الثاني كونت سيليه.
  • بعد أن أصبح حاكماً للمجر هاجم هونياد أراضي سيليه لكن قوته انهارت في معركة كوسوفو الثانية سنة 1448 ضد العثمانيين، كما تمكن الكونت أولريش الثاني بعد ذلك من قيادة حملة ناجحة في المجر، حيث دفع القيصر فريدريك الثالث لتسليم حكم المجر من هونيا الذي كان وصياً على العرش وسلمه للملك الصغير لاديسلاوس اليتيم سنة 1452.
  • فر هونياد بشكل متكرر من ساحة المعركة في المعارك مع العثمانيين ففي معركة فارنا تمكن من الهروب من ساحة المعركة ببعض الصعوبة وفي ذلك الوقت هرب من القبض عليه، حيث في معركة كوسوفو الثانية فر مرة أخرى من المعركة في اليوم الثاني متنكراً بزي جندي بسيط مدركاً أن جيشه سيهزم حتماً تاركاً جيشه بدون خطة انسحاب، مع ذلك قام برانكوفيتش الحاكم الموالي للعثمانية لصربيا بالقبض عليه أثناء مروره عبر الأراضي الصربية في محاولة للعودة إلى دياره.

وفي نهاية ذلك فقد مات يوحنا هونياد خلال حملة عسكرية ضد القوات العثمانية في 11 أغسطس سنة 1456 وتم دفنه في مدينة إلبا يوليا في وسط رومانيا عاصمة محافظة إلبا في ترانسيلفانيا.

المصدر: مشاهير السياسة، علي محمدموسوعة القادة السياسيين، عبدالفتاح ابو عيشة قيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي، انتصار سبكيالحكام العرب في مذكرات الزعماء و القادة السياسيين، مجدي كامل


شارك المقالة: