ما هي علاقة الذكاء بالشخصية في علم النفس الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


من الواضح في السنوات الأخيرة كثرة الاهتمام بموضوع علم النفس الرياضي حيث انتشر مجال علم النفس الرياضي وأصبح يرتبط ارتباطًا واضحاً بالعلوم الرياضية الأخرى، مثل علم التدريب الرياضي، وهذا يُبيّن أن علم النفس الرياضي لا تتوقف مجالاته فقط على النواحي النظرية، بل تتجاوز ذلك إلى دراسة النواحي التطبيقية والعملية لهذه المجالات؛ وذلك بهدف الانتفاع من السلوكات والخبرات والعمليات العقلية التي من الممكن أن تساعد في تحسين الأداء الرياضي وفي تطوير الشخصية الرياضية وفي الفوز في المنافسات الرياضية.
حيث يتبيَّن أن عمليات التفاعل ما بين الجوانب العقلية والجوانب الوجدانية من الممكن أن تظهر عن طريق الذكاء في المجال الرياضي، والذي يعتبر صورة سلوكية متعددة الجوانب؛ فمنها إدراك الانفعالات الشخصية والقيام بإدارتها وإمكانية إدراك الانفعالات لدى الرياضيين الآخرين، فالذكاء الرياضي الذي يتميز به الأشخاص الرياضيين يعتبر من العوامل والجوانب المهمة في عمليات تعلم المهارات الرياضية الحركية والقدرات الرياضية المخطط لها.

علاقة الذكاء بالشخصية الرياضية:

من المعروف في مجال علم النفس الرياضي أن لكل لاعب رياضي مستوى معين من الذكاء الذي يساعده على إخراج أفضل مستوى رياضي له من خلال الأداء الرياضي له، والذي يطلق عليه في مجال علم النفس الرياضي (بالمستوى الأفضل للذكاء)، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن مستوى معين من الذكاء لدى رياضي معين يمكن أن يساعده في تقديم أفضل أداء رياضي، بينما نفس المستوى من الذكاء لدى لاعب رياضي آخر من الممكن أن يمنعه عن تقديم أفضل أداء رياضي له، وبذلك ترتبط المنافسات الرياضية في بعض العوامل التي ترفع من مستوى شدة الانفعالات لدى الرياضيين، ومن ثم القيام بتحديد المستوى الأفضل للذكاء والشخصية الرياضية معاً؛ ممّا يؤثر ذلك على مستواى شخصية الرياضي أثناء المنافسات الرياضية.
ومن أهم هذه المتغيرات في المجال الرياضي هي:

  • الضبط الانفعالي.
  • نظام المنافسات الرياضية.
  • ترتيب المنافسات الرياضية.
  • أهمية المنافسات الرياضية.
  • موقع المنافسات الرياضية.
  • تنوع أدوات المنافسات الرياضية.
  • اختلاف في طبيعة مناخ المنافسة الرياضية.
  • الجمهور المتابع.
    حيث أن أغلب الأبطال الرياضيين على المستويات الرياضية يكونوا متقاربين نسبياً في المستويات البدنية والمهارية والخططية، ويعتبر مفهوم الذكاء في مجال علم النفس الرياضي من أهم العمليات العقلية المهمة، والذي يلعب دوراً كبيراً على قدرة الرياضيين في إمكانية السرعة في التعلم، ومؤشر مهم في قدرة الرياضيين على التفوق والإبداع الرياضي، فيشير العديد من علماء النفس الرياضي ومنهم العالم جونز (وهو عالم نفس أمريكي) إلى إدراك أهمية الشخصية الرياضية وامكانية التحكم بها وإدرتها؛ بحيث أنها تساعد على ارتفاع مستوى الذكاء الرياضي، وهي أيضاً من العوامل التي تساعد في ظهور مفهوم الذكاء الانفعالي؛ وهو قدرة الرياضي على فهم ومعرفة واستخدام الانفعالات في مجال علم النفس الرياضي.

اختبارات الذكاء والشخصية في المجال الرياضي:

من ضمن الاختبارات الشخصية اختبار يسمى (اختبار الذكاء)؛ وهو اختبار يتم عمله لقياس درجة الذكاء لدى الرياضيين بصورة تقريبية، وفي بداية تصميم هذا الاختبار كان يستخدم لقياس الذكاء لدى الأطفال والكشف عن من منهم أعلى مستوى ذكاء من الآخر، ومن ثم تم تطوير هذا الاختبار ليصبح للأشخاص الرياضيين لمحاولة الكشف عن القدرات العقلية لديهم، ودورها في التحسين والتطوير في الشخصية على حسب مستوى درجة الذكاء لدى الرياضيين.

وتتلخص الفكرة من هذه الاختبارات الرياضية في محاولة قياس القدرات العقلية وبعض من المشاعر المتعلقة بالشخصية والمتعلقة بالاختبارات في المجال الرياضي، ولكن بصورة عامة إن كل من اختبارات الذكاء في المجال الرياضي تأخذ جهة معينة من الدماغ لمحاولة قياس قدرات الرياضيين، مثل: القدرة على التذكر والقدرة على الحفظ وكذلك قياس قدرات رياضية معينة، وهناك أيضاً اختبارات رياضية أخرى متعلقة بمجال الشخصية في مجال علم النفس الرياضي، فمثلاً في اختبارات قياس درجة الحفظ يتم عرض مجموعة من الأشكال، ومن ثم يتم إخفائها ويطلب من الرياضي القيام بتحديد أماكنها أو القيام بتحديد الأشكال ذات الشكل نفسه.

وهناك مجموعة من النماذج الموجودة لاختبارات الشخصية الرياضية، ويعتبر نموذج من النماذج الشاملة ويعرض فيها للشخص الرياضي نتيجة لمعلومات الرياضي الشخصية، سواء في الملعب أوفي المنافسات أو أي مكان هو الأنسب، والنتائج تكون ذات مصداقية عالية إذا كانت الإجابات موضوعية وصحيحة وليست ذات طابع قريب للمثالية.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامة كامل راتب،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسين عبدالزهرة عبدأليمه،الطبعة الأولى.


شارك المقالة: