إنتاج الطاقة والفروق بين الجنسين أثناء ممارسة الرياضة

اقرأ في هذا المقال


يترتب على اللاعب أداء المهارات الرياضية بشكلها الصحيح والفني؛ وذلك من أجل أن يؤدي الرياضي أداء متقن وصحيح أثناء المنافسات العالمية.

إنتاج الطاقة والفروق بين الجنسين أثناء ممارسة الرياضة

الدهون والكربوهيدرات تعتبر مصادر الوقود الأساسية التي تستخدمها العضلات أثناء التمارين الهوائية، كما أن الدهون الثلاثية داخل الخلايا والأحماض الدهنية الخالية من البلازما، هي المصادر الأساسية للدهون بينما الجليكوجين العضلي وجلوكوز الدم هما المصدران الرئيسيان للكربوهيدرات المقدمة للعضلات العاملة، ولا يعتبر البروتين الداخلي مصدرًا رئيسيًا للوقود أثناء التمرين، بينما تزداد أكسدة البروتين مع زيادة كثافة التمرين.

كما تبقى مساهمتها في إجمالي إنتاج الطاقة ضئيلة، وبشكل عام فإن المساهمة النسبية لكل ركيزة في إنتاج الطاقة معقدة بسبب العديد من العوامل مثل كثافة التمرين والمدة وحالة التدريب والنظام الغذائي والجنس.

كما أن الفروق بين الجنسين عند الاستجابة للتمرين، وعلى وجه التحديد أثناء تمارين التحمل الخفيفة إلى المعتدلة التي تستمر لمدة تصل إلى ساعتين، ولا تُلاحظ هذه الاختلافات بشكل روتيني في شدة التمرين الأعلى وهي واضحة بغض النظر عن حالة التدريب، بالإضافة إلى ذلك هناك عدد قليل من الدراسات التي تشير إلى أنه خلال تمرين التحمل دون الحد الأقصى يعاني الذكور من زيادات أكبر في تركيزات الكاتيكولامين وهرمون النمو، بينما تظهر الإناث زيادات أكبر في الجلوكوز.

كما أن نسبة كبيرة من الاختلاف بين الجنسين في أداء التحمل تكون نتيجة إلى زيادة القدرة الهوائية للرجال الناتجة عن مستويات الهيموجلوبين المرتفعة وكتلة العضلات الأكثر اتساعًا، كما أنه يتم تقليل الفروق بين الجنسين في أداء التحمل عن طريق التطبيع للكتلة الخالية من الدهون أو الكتلة الخالية من الدهون، والتي غالبًا ما تقضي في الواقع على هذه الاختلافات في أداء العدو، على الرغم من أن تأثير هذا التطبيع على عمل الساق واضح، إلا أن النتائج المتعلقة بتأثيره فيما يتعلق بقوة الجزء العلوي من الجسم وأداء القوة أقل ثباتًا.

كما أن الرجال لديهم كتلة عضلية أكبر نسبيًا في الجزء العلوي من أجسامهم، فمن المتوقع أن تكون الفروق بين الجنسين في أداء تمارين الجزء العلوي من الجسم أكبر من تلك المرتبطة بتمارين الساق، بالإضافة إلى هذه الاختلافات البيولوجية قد يوجد اختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بالتدريب، وخاصة في حالة التزلج، ومن الممكن أن يتضمن التدريب اليومي ظروف مختلفة بالإضافة إلى أنماط مختلفة من التمارين (مثل التزلج وركوب الدراجات) وتقنيات التزلج.

وبالتالي قد تؤدي الاختلافات في توزيع حمل الجزء العلوي والسفلي من الجسم أثناء التدريب إلى زيادة الاختلافات الفسيولوجية، فضلاً عن الاختلافات في تقنية التزلج بين الرجال والنساء، كما يعكس الاختلاف بين الجنسين في إنتاج الطاقة أثناء عملية التزحلق على الجليد.

كما تشير الكمية الأكبر من الكتلة الخالية من الدهون في الجزء العلوي من الجسم للرجال إلى أن الكتلة العضلية الأعلى تساهم في زيادة إنتاج الطاقة لديهم، وقوة أعلى والقدرة الهوائية القصوى، فضلاً عن قدرتها اللاهوائية الأكبر، وعلى الرغم من أن هذه الاختلافات البيولوجية ربما تفسر جزءًا كبيرًا من الفروق الواضحة بين الجنسين في الجزء العلوي من الجسم، إلا أن الحجم الأكبر لهذه الاختلافات مقارنة بتلك التي لوحظت خلال أنواع أخرى من التمارين قد يعكس الاختلافات في التدريب.

كما يُعتقد أن الفروق التشريحية والفسيولوجية بين الذكور والإناث تحدد الاختلافات في حدود الأداء البشري، كما أن تأثيرات الجنس البيولوجي على الاستجابات الحادة والمزمنة يجب دراستها وحصرها عند وصف التمارين الهوائية تمامًا مثل أي تدخل يستهدف تحسين الوظيفة الفسيولوجية، كما أن استجابة النظم الفسيولوجية للتمرين تختلف بين الذكور والإناث؛ مما ينتج عنه حصول تأثيرات مفيدة على الرياضيين.

كما أن عتبات التمثيل الغذائي التكاملي أثناء التمرين تتأثر بالاختلافات الظاهرية بين الجنسين في العديد من الأنظمة الفسيولوجية، علاوة على ذلك فإن عضلات الهيكل العظمي الأنثوية أكثر مقاومة للإرهاق الناجم عن جرعات مكافئة من التمارين عالية الكثافة، ويتم النظر في كيفية تأثير الاستجابات الحادة المختلفة على قابلية التدريب طويلة المدى للذكور والإناث، مع مناقشة حول تخصيص التمرين لخصائص الفرد المقدمة في سياق الجنس البيولوجي.

 الفروق بين الجنسين في النظم الفسيولوجية في المجال الرياضي

كما أن للهرمونات الجنسية الداخلية والخارجية تأثير كبير على الاستجابات الفسيولوجية لممارسة الرياضة عند الإناث، كما أنه في حال تنافست النساء جسديًا مع الرجال فسوف يتعرضن للانهيار العصبي، كما أن الجهاز المنقبض للمسار الحركي مسؤول في النهاية عن توليد القوة والحركة البشرية، وكثيرًا ما يتم ملاحظة انخفاض قدرة العضلات الهيكلية على إنتاج القوة بعد أشكال مختلفة من التمارين الحركية.

ويُنظر إليها على أنها تحد من قدرة الفرد على الحفاظ على كثافة معينة من التمرين، خاصةً عند كثافة عالية، وذلك على الرغم من أن الممارسة البدنية لا يقتصر على تفاصيل جميع مكونات الضعف الناجم عن التمرين لتقلص العضلات والهيكل العظمي، كما أن خصائص أداء تمرينات العضلات الهيكلية تؤثر على توفير الطاقة ومقاومة التعب والقدرة على التكيف على المدى الطويل مع التمارين، ولذلك فإن أي اختلاف بين الجنسين في هذه الصفات الفسيولوجية يمكن أن يؤثر على الاستجابات للتمارين الحادة والمزمنة.

كما أن إحدى الملاحظات البسيطة هي أن الذكور يمتلكون كمية أكبر من العضلات الهيكلية مقارنة بالإناث؛ مما يساهم في زيادة القوة القصوى، كما أنه عندما يتم فحص الخصائص الفسيولوجية للعضلات الهيكلية، تصبح الفروق بين الجنسين التي قد تؤثر على الاستجابة للتمارين الرياضية واضحة، ومع وجود اختلافات كبيرة في التركيب المورفولوجي للعضلات الهيكلية، على سبيل المثال ، تظهر العضلات المتسعة للإناث باستمرار أن لديها مساحة أكبر بنسبة 7_ 23% من ألياف العضلات من النوع الأول.

كما تكون عواقب هذه النسبة الأكبر من ألياف النوع الأول متعددة العوامل، من حيث التمثيل الغذائي للعضلات أثناء التمرين، وتأكسد الإناث المزيد من الدهون ولكن أقل من الكربوهيدرات والأحماض الأمينية مقارنة بالذكور، ويظهر سرعة حركية أسرع في امتصاص الأكسجين أثناء شدة التمرين المعتدلة، ويكون ذلك الشيء نتيجة إلى حقيقة أن الذكور لديهم قدرة أكبر على تحلل السكر في حين تتمتع الإناث بقدرة أكبر على الأكسدة للعضلات الكاملة.

وبالمثل فإن الإناث يظهرن انخفاضًا أقل في تركيزات (ATP) وهي اختصار لـ”Adenosine triphosphate” وزيادة في نواتج انهيار (ATP) بعد التمرين الشامل، علاوة على ذلك يختلف الذكور والإناث المدربون في الوظيفة المؤكسدة للميتوكوندريا، حيث تظهر الإناث ما يقرب من ثلث معدلات التنفس للميتوكوندريا أكثر من الذكور، وتشير هذه النتائج إلى أن التمثيل الغذائي للعضلات الهيكلية الأنثوية أكثر ملاءمة لإعادة تصنيع (ATP) من الفسفرة المؤكسدة أثناء التمرين.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: