التأثيرات الفسيولوجية للتدريب الرياضي للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يهدف التدريب الرياضي إلى إعادة تأقلم الرياضي المعاق مع التمارين الرياضية التي تعمل على تقديم العديد من الفوائد الهامة للرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تنعكس على الرياضي بشكل إيجابي.

التأثيرات الفسيولوجية للتدريب الرياضي للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة

1. إعادة تأهيل الجهاز العضلي (تدريب العضلات السليمة ما فوق مستوى الإصابة)

يهدف التدريب التأهيلي للعضلات السليمة ما فوق المستوى التشريحي للإصابة إلى العمل على تحسين عناصر القوة العضلية، وهو أحد عناصر اللياقة والكفاءة البدنية للمعاق فقد كانت النظرة القديمة على أنه ليس هناك ارتباط وثيقي ما بين الجزء المريض والجزء المصاب من الناحية العصبية، وتطور ذلك إذا ما علمنا تداخل الجزء المصاب في النخاع الشوكي بالجزء السليم، وأن الجزء المصاب ما زال مرتبطاً بالجهاز العصبي المركزي ما فوق مستوى الإصابة، وبالتالي تتداخل التغذية العصبية للمجاميع العضلية فوق مستوى الإصابة؛ وذلك نظراً لارتباطها بجذور المنشأ العصبي وبخاصة في حالة إصابة عضلات الحوض.

ففي حالة الحبل الشوكي بالفقرات الصدرية نجد أن المجاميع العضلية قادرة نسبياً على حفظ توازن الجذع واستقامة القامة بفعل عضلات الظهر والبطن، وفي حالة الإصابة بقطع الحبل الشوكي فوق الفقرة الصدرية السادسة نجد أن بعض عضلات الظهر في حافة عظام الحوض، والتي تصل إلى الفقرة الظهرية الثانية عشرة تصبح قادرة على إعادة تأهيل المعاق للوقوف؛ مما يجعل إمكانية تأهيل المعاق بشلل الأطراف السفلى ممكناً في بعض الحالات.

وتهدف التدريبات التأهيلية الرياضية إلى تنمية القوة والقدرة لمقاومة الإرهاق العضلي، كما أن زيادة القوة العضلية لعضلات الأطراف العليا بالممارسة الرياضية تهدف إلى الاعتماد عليها بدرجة كبيرة لممارسة رياضات مثل رمي الرمح ودفع الجلة والجري بالكراسي المتحركة، وذلك بزيادة قوة عضلات الساعدين والعضدين وحزام الكتف وعضلات الظهر، والني تفوق في بعض الأحيان وليس في معظمها أرقام الرياضيين العاديين عن الرمي من الجلوس على كراسي متحركة.

وتبدأ التدريبات التأهيلية الرياضية للمعاق وهو في سرير المستشفى بمساعدة زنبرك لشد عضلات الكتف والصدر وبعض الأثقال، والتي تزداد تدريجياً طبقاً لحالة المعاق وبمجرد جلوس المعاق على الكرسي المتحرك يلزم أن يمارس تدريبات بالأثقال وضد مقاومة، وتدريبات المرجحة بالأثقال وفي هذه المرحلة يمكن للمعاق ممارسة رياضات مختلفة مثل رفع الأثقال وتسلق الجبل والرماية بالسهام فهي من الرياضات الهامة في تلك المرحلة العلاجية التأهيلية.

ويجب العمل على مراعاة التدرج التدريبي الفني اللازم، كما يمكن أن يمر المعاق في تلك المرحلة على معظم الأنواع الرياضية المذكورة ليمارسها يومياً، مثل ممارسة الرماية بالسهام لزيادة القوة لعضلات الكتف والطرف العلوي وعضلات الظهر، وتتوقف الجرعة التدريبية على لياقة ودرجة إصابة المعاق وتزداد القوة العضلية باستمرار التدريب لمدة طويلة، كما يمكن للمعاق استعمال الدرجة الثابتة من الرقود (صممها الإنجليزي دكتور جوتمان) للمعاقين بشلل الأطراف.

كما تفيد في زيادة الارتخاء العضلي بالعضلات المتوترة نسبياً كنتيجة لإصابات العمود الفقري في مستوى أعلى من الفقرة العنقية الثانية عشرة، وذلك بعمل حركات تبادلية للأطراف السفلى المصابة، كما تفيد أيضاً في اعتماد المعاق على نفسه في أداء تدريب رياضي لتمنيه قوته وقدرته العضلية بأطرافه السفلى في حالات الإصابة الجزئية بالنخاع الشوكي خاصة لمصابي شلل الأطفال والشلل الجزئي في النخاع الشوكي، وإصابات شلل الحزمة العصبية العنقية وذلك من أجل تقوية العضلات الثنائية والثلاثية بالأطراف العليا.

كما يمكن استخدامها في تقييم كفاءة الجهاز الدوري التنفسي، وقياس الاستهلاك الأكسجيني لديه بعمل مجهود بدني مقنن على تلك الدراجة الثابتة.

2. إعادة تأهيل الجهاز العصبي (تنمية مسارات حسية وعصبية جديدة)

تؤدي الإصابة الكاملة في الحبل الشوكي إلى فقدان حسي بالإضافة للفقدان الوظيفي الحركي، وذلك تحت مستوى الفقرات المصابة في العمود الفقري للمعاق الذي يجد صعوبة كبيرة في حفظ توازنه الحسي، والذي تزداد كلما كلما ارتفع مستوى الفقرات المصابة، وقد وجد أن هناك مسارات حسية جديدة تنمي لدى المعاق بالشلل النصفي السفلي؛ لتساعده على الاحتفاظ بتوازنه ووصع جسمه، وهي أول مكتسبات التدريبات الرياضية التأهيلية له فيما يخص تنمية مهارات، ويرجع ذلك لطبيعة التغذية العصبية التشريحية.

وتذهب الإشارات العصبية الواردة من خلال أي حركة مثل رفع الأطراف العليا عند الجلوس، وتنقل الإشارات في مصابي شلل الأطراف السفلى إلى الحبل الشوكي فوق مستوى الفقرات المصابة ومنه إلى المراكز العصبية العليا المتحكمة في التوزان، والتي ينتج عنها إشارات عصبية صادرة للجهاز العصبي لحفظ توازن اللاعب المعاق.

وتساعد التمرينات الرياضية التأهيلية في تنمية ما سبق مع الحفظ وتنمية التوازن عن طريق برنامج متدرج، وبتمرينات توازن وبرفع الأطراف العليا في اتجاهات مختلفة، ويلي ما سبق أداء تدريبات توازن بالأطراف العليا مع غلق العينين، وتعتبر ممارسة رياضة الرماية بالسهام هامة في هذه المرحلة في استعادة التوازن ووضع الجسم، وفي المرحلة التالية لتنمية حفظ التوازن لدى المعاق بشلل نصفي سفلي تتم بتدريبات رمي والتقاط الكرة أو الأدوات الثقيلة نسبياً مثل الكرة الطبية.

وفي هذه المرحلة يفضل ممارسة المعاق لرياضة رمي الرمح ودفع الجلة، وفي المرحلة الأخيرة لتأهيل المعاق بشلل الأطراف السفلى لتنمية واستعادة توازنه تشمل العمل على إجراء تدريبات تبادلية سريعة من حركة حرة للأطراف العليا، وحركة الجسم ضد المقاومة ويتم ذلك باستعمال تدريبات تمرينات الكرة الطبية في حركات وأوضاع مختلفة، وبفضل في هذه المرحلة ممارسة هؤلاء المعاقين لرياضة تنس الطاولة، ورياضة السلة على الكراسي المتحركة.

كما تشكل متابعة الكرة والخصم والحركات الرياضية المطلوبة في هاتين الرياضتين عنصراً هاماً في استعادة المعاق لتوازنه وتحكمه في وضع جسمه، كما يفضل أيضاً ممارسة المعاق بالشلل النصفي السفلي أو بالشلل الرباعي لرياضة السباحة، والتي تساعده في استعادة توازنه ووضع جسمه في الماء وخاصة إذا ما كان يجيدها سابقاً، كما أن الجزء المشلول في المعاق خاصة في الإصابات العليا للمعمود الفقري يطفو بسهولة في الماء، وخاصة عند ممارسة السباحة على الصدر.

ولذلك يجد المعاق صعوبة نسبية في الاحتفاظ برأسه وكتفه أعلى من سطح الماء، ويلزم له العمل على تعديل طريقة سباحته لحفظ التوازن في الماء، ويضاف إلى ذلك عناية خاصة بشلل الأطراف السفلى الذي يصاحبه بتر في أحد الأطراف، وقد سجلت حالات لتدريب رياضي تأهيلي لمعاقين ببتر في أحد الأطراف العليا ممكن كانوا سباحين سابقين واستطاعوا السباحة بعد الإعاقة (إعادة تأهيل الجهاز العصبي الحركي لهم) بتدريبات رياضية متكررة.

3. إعادة تأهيل القلب والجهاز الدوري

يعتبر تأهيل القلب والجهاز الدوري في المعاقين بشلل العمود الفقري في نفس أهمية إعادة تأهيل الجهاز العضلي العصبي، ومن المعروف أنه في المراحل الأولى لإصابات الحبل الشوكي يصاحبها حرمان الأوعية الدموية في المنطقة المصابة بعد التحكم الخاص بتقلص الأوعية الدموية كنتاج طبيعي لشلل المراكز الخاصة بذلك، وخاصة في الإصابات فوق الفقرات الصدرية الخامسة، حيث يتلاشى التأثير الوظيفي للعصب الحشوي.

ولذلك تلاحظ حدوث احتقان دموي بالأحشاء والأطراف السفلى عند وقوف المعاق من وضع الرقود؛ وذلك نظراً لعدم القدرة على تقلص الأوعية الدموية بالأحشاء، وبالتالي تقل كمية الدم الوريدي في الجسم، ويصبح ضخ القلب غير كافي، كما وجد قلة هرمون الأدرينالين من إفراز الغدة الكظرية فوق الكلي في المعاقين بشلل نتيجة إصابته في المستويات العليا من العمود الفقري، وذلك بنسبة أقل عن الموجود في بلازم دم الرياضيين الأصحاء.

وهو ما يفسر انخفاض ضغط الدم في بعضهم وتعرضهم لحدوث إغماء عند الوقوف وبنسبة أعلى من الرياضيين العاديين عند تعرضهم لنفس الظروف، وخاصة في المعاقين الذين توجد إصابتهم أعلى من الفقرات الصدرية السادسة، كما يكون سبب الإغماء وهو ما يحدث أيضاً لمعاق الشلل الرباعي، وهو ما يمكن اختفاؤه والتغلب عليه بالتدريب الرياضي الذي يزيد من نسبة هرمون الأدرينالين في الجم، ويعيد التحكم في تقلص الأوعية الدموية بالأحشاء.

ويفضل مساعدة المعاق بعمل رباط خارجي للبطن قبل نقله من وضع الرقود إلى وضع الوقوق، كما تساعد تمرينات تقوية التنفس على زيادة القدرة والكفاءة التنفسية؛ مما يساهم في حدوث انعكاس على الدورة الدموية بالأحشاء وبالجسم.

4. إعادة تأهيل الجهاز التنفسي

يؤدي التدريب الرياضي إلى إعادة تأهيل الجهاز التنفسي في المعاق عموماً، وتؤدي الإصابة بشلل الفقرات العنقية وأعلى الفقرات الصدرية إلى إعاقة وشلل في العضلات التنفسية ما بين الضلوع، وبعضلات البطن وبالتالي قلة الكفاءة التنفسية للمعاق وذلك بعد إعاقة خطيرة لأنشطة المريض الوظيفية في المراحل الأولى للإصابة.

المصدر: كتاب" التربية البدنية والإعاقات الحركية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: منى أحمد الأزهري كتاب" رياضة الإعاقة الحركية للدكتورة: إيمان عباس كتاب" رياضات لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: نايف مفضي الجبور كتاب" التربية البدنية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: حسن عبدالسلام محفوظ


شارك المقالة: