الخصائص الفسيولوجية للأطفال في سن مبكر عند أداء النشاطات الرياضية

اقرأ في هذا المقال


يترتب على المدرب عند العمل على تدريب الأطفال العمل على تهيئة كافة الأجواء الملائمة لهم؛ وذلك من أحل أن يتشجعوا على التدريب وبذل أقصى ما لديهم من طاقات.

الخصائص العامة للأطفال في سن مبكر عند أداء النشاطات الرياضية

يتعرض جسم الفرد خلال الحياة إلى مجموعة من التأثيرات (مورفولوجيا، وبيولوجية وتغيرات وظيفية مختلفة)، كما أن القابلية البدنية والرياضية للفرد تقاس من خلال نمو الجسم بسبب هذه المؤثرات، والتي عادة ما تكون غير متعادلة، ويكون الفرد بمرحلة النمو العام وازدياد النمو الطولي الذي يكون بين البطء النسبي وثبات الأحجام في الغالب، وكذلك وظائف الجسم تبدأ وظيفة وتتأخر وظيفة أخرى.

وبشكل عام فإن القابلية الوظيفية عند الأطفال أقل بالمقارنة مع الكبار، وهذا الشيء لا يرجع إلى عدم تكامل النمو لديهم، وذلك لأن كل مرحلة من مراحل النمو تعتبر تامة للمرحلة نفسها، ولكن هناك عدة عوامل تؤثر على نمو الجسم، ومنها:

العوامل التي تؤثر على نمو الجسم عند الأطفال

1. الوراثة

من الصفات الوراثية الرئيسة التي يكتسبها الأطفال من الوالدين (الخصائص الجينية)، مثل الطول وشكل الجسم ونمو الأجهزة الأخرى.

2. البيئة الخارجية

تشمل المهارات والحالة المعيشية والعوامل البيئية الاجتماعية التي من الممكن أن تعمل على التأثير على طبيعة الفرد وسلوكه، وكلما كان التأثير كبيراً كان أعلى قوة وثباتاً.

3. وسائل التربية البدنية

تعتبر عوامل التربية البدنية ومنها التمارين البدنية من العوامل التي تعمل على التأثير على نمو أجهزة الجسم، كما تنمو العظام والعضلات وكذلك الأعضاء الداخلية بطريقة أمثل تحت أثر التمارين البدنية، ويمكن العمل على أخذ الصفات والقدرات الحركية بشكل كافي، وأما عند عدم اكتمال الخبرات الحركية وبطء النمو فإن القابلية الوظيفية للجسم تنخفض وخاصة في أدوار النمو.

4. الجهاز العصبي والتنظيم الهرموني

خلال نمو الجسم في المراحل العمرية المختلفة تتغير خصائص الجهاز العصبي والتنظيم الهرموني للوظائف، ففي المراحل العمرية المبكرة للنمو تسود تأثيرات الجهاز العصبي، وهذا الشيء يظهر من خلال ارتفاع سرعة التقلصات القلبية عند الأطفال عند الراحة، وبتقدم العمر يزداد تأثير العصب ويبطء من التقلص القلبي.

الخصائص الفسيولوجية للأدوار العمرية

1. الأعمار المدرسية الصغيرة

تتميز هذه الأعمار:

  • تكون الوظائف العصبية قوية ومتكاملة، حيث يكون رد الفعل سريع وتام وإن شدة العمل ترتفع مع تقدم المرحلة العمرية.
  • عدم المقدرة على معرفة الفرق بين الاختلافات الدقيقة.
  • صعوبة الاستجابة في الرياضات المتتابعة والمتأخرة.
  • صعوبة الربط بين عمل الأجهزة لتشكيل الحركة المناسبة.

كما أنه أثناء هذه الفترة تنمو الأجهزة الجسمية والانفعالية وفي عمر من 10 إلى 12 سنة، تنمو الوظائف الحركية والحواس، وخاصة حاسة البصر واللمس والغدد، وفي هذه المرحلة تكون المعلومات الكلامية تامة وأعلى دقة، وترتفع الرابطة الوقتية بين الكلام كمؤثر والوظيفة الحركية، حيث ينمو التحسس الحركي وعند ممارسة التمارين الرياضية يرتفع التأثير على قابلية الشخص الكلامية والذهنية؛ مما يؤدي ذلك على التسبب بتطوير النشاط الحركي لديه.

2. الأعمار المدرسية المتوسطة (الأحداث)

تتميز هذه المرحلة بما يأتي:

  • ينمو الجسم عند الأحداث بشكل غير مستمر.
  • يلاحظ التحفيز الانفعالي مع وجود صعوبة في رد الفعل.
  • تقل الاستجابة للمحفز الكلامي.
  • الانفعال وهذا الشيء يدل على عدم التوازن النفسي، حيث تتميز المراكز العصبية (مركز النمو) في هذه المرحلة بعدم الاستقرار، حيث يلاحظ أثناء أداء الجهد تعرق شديد، ويزيد رد فعل الأوعية القلبية بأسلوب مفاجئ مع تذبذب إيقاع القلب بشكل وقتي، وهذه التغيرات تحصل بسبب الاختلال في تنظيم الوظائف الجسمية في هذه المرحلة.
  • تتغير علاقة الأعصاب وفقاً للتحفيزات المختلفة للجسم، وهذا ما يميز الدور عن مرحلة الطفولة.

3. الأعمار المدرسية الكبيرة (الشباب)

عند نمو نشاط الجهاز العصبي يتم الصعود إلى هذه المرحلة وتتميز بما يأتي:

  • تكون الوظائف العصبية أكثر تطوراً وأكثر قوة، حيث يتم تكامل عمل مختلف الحوافز.
  • ترتفع كمية المعلومات وكذلك العلاقة بين المؤثر ورد الفعل وتصبح أعلى تأثيراً، وذلك لأن نشاط النخاع في عمر من 17 إلى 18 سنة يكون أكثر تكاملاً.
  • يتكامل نشاط الهرمونات.

نمو المهارات والخبرات الحركية لدى الأطفال

تنمو المهارات الحركية عند الأكفال بالتدريج، ومن هذه المهارات:

1. المشي

يعتبر المشي من المهارات والخبرات الحركية الصعبة، والتي يتعلمها الطفل في الثانية عشر من العمر، حيث يرتفع طول الخطوة بالتدريج وتقل سرعة الحركة وتذبذب الجسم عند المشي، وفي عمر من ثلاثة إلى أربع سنوات يكون الطفل قادر على الجري، وفي عمر 8 سنوات يتمكن الطفال من العمل على معرفة طول الخطوة وسرعة التمرين، والتي هي إحدى مميزات الفئات العمرية الكبيرة.

كما أنه من خلال التدريب المستمر فإن الطفل يصبح قادر على المشي بسرعة أكبر، وبالتالي يكون قادر على ربط أكثر من مهارة مع مهارة المشي؛ ليصبح أكثر قدرة على تكوين جملة حركية كاملة ومتكاملة.

2. الجري

بعد إتقان المشي عند الطفل تحدث مرحلة طويلة من التمهيد أثناء المشي مع قلة فترة الاستناد من ثلاثة إلى عشر سنوات، ومع ازدياد العمر تصبح الخطوة أكبر وتزداد سرعة الجري أيضاً، وتكون السرعة المثالية للجري عند الأطفال بعمر 7 سنوات ه 4.55 متر في الثانية، وفي عمر 15 إلى 16 سنة تكون السرعة هي 7.59 متر في الثانية، وفي عمر 19 إلى 29 سنة وعند الرياضيين ذو المستويات المرتفعة تكون السرعة هي 9.77 متر في الثانية.

كما أن مستوى الاحتفاظ بالسرعة المرتفعة أثناء الركض، عند الأِشخاص بعمر 7 إلى 8 سنوات تكون منخفضة بشكل كبير من الأحداث والشباب، كما أن التدريب المتكرر يعمل على التسبب في ارتفاع السرعة المثالية للجري وخاصة مطاولة السرعة.

3. القفز

يعتبر القفز من الخبرات الحركية الصعبة، ويحتاج نمو عالياً في القوة العضلية وفي السرعة، كما تكتمل رياضة القفز في السنة الثالثة من عمر الطفل، ومع تطور المرحلة العمرية فإنه سوف يزداد ارتفاع أو بعد القفزة التي يقوم بها الطفل، كما أنه تكون أفضل قفزة عند الذكور قبل عمر 13 سنة، وأما عند الإناث تكون في عمر أقل من 13 سنة، وفي عمر من 17 إلى 18 سنة فإنه يتوقف نمو طول القفزة.

كما أن التدريبات الرياضية تعمل على التأثير على نمو هذه المهارة، وتكون عند الشباب الرياضيين أكبر تطوراً في طول القفزة عند الأعمار من 13 إلى 16 سنة، كما أن التدريب يلعب في العمل على إتقان القفزة عند  التدريب عليها من قبل الطفل في مرحلة عمرية مبكرة إلى إتقانها بشكل كبير؛ وذلك لأن التدريب المستمر يساعد على الإتقان.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد


شارك المقالة: