النظريات المرتبطة بتعليم المهارات الحركية للمعاقين

اقرأ في هذا المقال


تعد العوامل النظرية لتعليم المهارات الحركية في مجال تأهيل الرياضين من ذوي الاحتياجات الخاصة عامة والمتخلفين عقليا خاصة أصول نظرية، وذلك لأنها تشكل محاولات علمية جادة لبناء نظري متكامل يعتمد على معرفة علمية متطورة.

النظريات المرتبطة بتعليم المهارات الحركية للمعاقين

هذا الأسلوب الذي يفتقر أساسا على المعرفة العلمية التي تشكل الإطار النظري الموجه للممارسة والذي يقوم الأخصائي بتوظيف هذا الإطار النظري كشيء رئيسي للتعامل مع موضوعات الخدمة الاجتماعية والتربوية المقدمة لهذه الفئة، فالمداخل النظرية تمثل البناء الفكري الذي يستعمله المدرب لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لإنجاز وظائفهم وكذلك في عملية التخطيط والتدخل والتقويم.

بمعنى أن أهمية المداخل النظرية تمكن في مساعدة الأخصائي في المواقف المختلفة لممارسة الأنشطة البدنية، فكل مدخل من مداخل الممارسة يستخدم مجموعة من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحقيق التكيف الاجتماعي للوصول إلى مستوى أفضل من الخدمات للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونشير هنا بأن هذه المداخل النظرية مستخدمة في مجال الإعاقة عامة بما في ذلك المتخلفين عقلياً، أي أن الخدمة الاجتماعية تستخدم هذه المداخل والنظريات في تعاملها مع هذه الفئة في المراكز الخاصة.

1. نظرية التعديل السلوك

يستعمل الإخصائي مبدأ تعديل السلوك في مجال الإعاقة وذلك لعدة أسباب منها أن، المنهج السلوكي هدفه هو العمل على زيادة قدرة الرياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة على أداء وظائفه الاجتماعية والقضاء على ما قد يواجهه من مشكلات تعيق تأهيله ورعايته، حيث يستعمل مدخل تعديل السلوك عدة أساليب علاجية يختلف استعمالها حسب طبيعة الأفراد والمؤسسات الخاصة، كما يقوم التعديل السلوكي على مبادئ اجتماعية لا سيما المحيطين به.

2. نظرية الدور

تحاول هذه النظرية العمل على فهم السلوك الإنساني بالصورة المعقدة التي يكون عليها، حيث تساعد المدرب على التحديد والتخطيط وتنفيذ الخطة ومتابعتها وتقويمها، بمعنى أن نظرية الدور لها قيمتها بالنسبة للأخصائي الاجتماعي من زاويتين الأولى، أنها تقدم له المحددات الاجتماعية للأنماط السلوكية للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقدم له مجموعة المفاهيم والمصطلحات التي تساعده في تحليل ألوان السلوك الاجتماعي لهؤلاء الرياضيين.

ومن هذا المنطلق يستطيع أن يتوقع سلوكهم في المواقف المختلفة، ومن جهة أخرى فإن مفهوم الدور يستعمل في تحليل سلوك الأخصائي نفسه أثناء قيامه بعمله مع الرياضي، مما يجعله قادرا على استيعاب أدواره مع الرياضيين من وي الاحتياجات الخاصة، وهذا يساعده على حل الكثير من المشكلات خلال عمله وتعامله معهم.

3. نظرية اللعب

يعد اللعب فرصة للأخصائي لملاحظة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ودراستهم، كما يعتبر الوسيلة المهمة للتعبير عما في نفوسهم وتدريبهم على ضبط النفس، ومتابعة حاجاتهم الانفعالية حيث يستعمل المربي بعض الألعاب الخاصة كأساس للكشف عن قدراتهم وحاجاتهم ورغباتهم عن طريق سلوكهم أثناء ممارسة هذه الألعاب وكذلك للكشف عن قدرات واحتياجات عمليات التأهيل والعلاج.

4. نظرية التفاعل الاجتماعي

إن الأهمية التي تقدمها هذه النظرية في مجال الإعاقة هو أنها تساعد المربي في فهم سلوك المتخلفين عقليا وتحليل العلاقات التي تحدث بينهم، كما تساعده في فهم الغرض من السلوك لتفسيره وتوجيهه، حيث تجعل المربي قادرا على فهم معاني العلاقات الاجتماعية في مختلف المواقف كما تفيده هذه النظرية في فهم توقعات السلوك والأدوار وإعادة بناء الجماعات حتى يشبع كل معوق احتياجاته وتحقيق أهدافه وبالتالي تحقيق أهداف الجماعات التي ينتمي إليها.

5. النظرية التأهيلية

يستخدم المدرب هذه النظرية لصياغة الأهداف العلاجية والتي يمكن دراستها، وتشخيصها بدقة من خلال تشخيص الإصابات ومعالجة الجماعات وأعضائها لتحقيق الأهداف العلاجية المختلفة، وإشباع احتياجات الرياضيين من خلال البرامج بعد دراسة تلك الحاجات وتشخيصها، كما يستخدم هذا المدخل أيضا لإحداث أنواع من التغيرات في شخصية الرياضي والبيئة الاجتماعية المحيطة، حيث يستخدم المدرب وفقا لذلك وسائل مختلفة لتغيير بعض الخصائص في الجماعة لمساعدة المعوقين في تحقيق أهدافهم ومن هذه الوسائل أساليب تعديل السلوك.

وحسب قراءتنا لهذه النظرية انه يمكن الاستفادة منها في برامج إعادة التأهيل في المراكز الطبية، وفي المراكز الاستشفائية ، إذ يمكنها أن تقدم الكثير من الحلول لممارسة الأنشطة الرياضية المكيفة للمعوقين وخاصة في تحقيق الأهداف الوقائية والعلاجية وتحسين المهارات الحركية الأساسية والمهارات الاجتماعية مع فئة الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

6. نظرية المجال

تكمن أهمية استخدام هذه النظرية في مجال رعاية الرياضيين عامة والمتخلفين عقليا خاصة، كما أنها تقدم مفاتيح لتحليل العمليات التي تحدث في اجتماعات جماعة الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يساعد أيضاً في النظر لسلوكيات المعوقين وعلاقاتهم التفاعلية كأفراد ثم ككيان اجتماعي، أي تنظر إلى السلوك الاجتماعي أنها تعترف بالحالة الفردية، فإذا حدث تغيرًا في الجزء يتبعه تغيرًا في كل الأجزاء الأخرى.

والجماعة في ضوء هذه النظرية جماعة من الأفراد يتحركون نحو هدف واحد اتفقوا عليه جماعيًا وتفيد هذه النظرية في مجال المتخلفين عقليا في تحقيق اندماج اجتماعي وتعويد المعاقين على تحمل المسؤولية واحترام المعايير والعادات الاجتماعية داخل الجماعة التي ينتمي إليها، بمعنى المربي في مجال المتخلفين عقليا يجب أن يصل هؤلاء إلى جماعة واحدة ذات معايير واحدة ثم يوجه هذه الجماعة للوصول إلى أهدافها.

7. نظرية التعلم

من المعلوم أن خصائص الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة تختلف عن العاديين مما يجعلهم يحتاجون إلى المساعدة بطريقة خاصة، لأنهم غير قادرين على اكتساب بعض المهارات أو على التعلم الذاتي، ولذلك لابد من وجود نوع من البرامج الخاصة لتعليمهم وتدريبهم، ومن بين النظريات التي تدعم عمليات تعلم المتخلفين عقليا هي نظرية السلوك الإجرائي، التي تعتبر من النظريات الهامة في تعليم المتخلفين عقلياً.

حيث حاول سكينر (skinner) الاستفادة من تجاربه لتعليم المتخلفين عقليا، بعض المهارات الخاصة مثل مهارة الاعتماد على النفس ومهارات التكيف مع الحياة اليومية، حيث تفسر هذه النظرية العلاقة بين سلوك الفرد وبين المثيرات البيئية فغالبا ما تكون الاستجابات غير متحكم فيها بما يتلاءم مع المثيرات، عند قيام المتخلف عقليا ببعض المهارات المهنية ومهمة المربي هنا، هو أن يجعل هذه الاستجابات ممكنة التحكم لتتلاءم مع المثيرات، من خلال التقليل من السلوكيات غير مرغوب فيها وزيادة السلوكيات المرغوب فيها.

أما نظرية التعليم الاجتماعي فهي من النظريات التطبيقية للمتخلفين عقليا، حيث تؤمن هذه النظرية بأن الفرد يتعامل مع البيئة، إما باكتساب السلوك أو الابتعاد عنه وتجنبه وتنص هذه النظرية، أن المربي يتوقع من المتخلف عقليا سلوكا يستطيع القيام به من خلال مهارات خاصة، وأما النظرية السلوكية تشير أن عملية التعلم تتم من خلال إشباع الحاجات الأساسية البيولوجية والتي لها تأثير على سلوك الإنسان، حيث ربطت هذه النظرية بين الحاجات والسلوك لأن دوافع الحاجات تؤدي إلى ممارسة سلوك معين لإشباعها.

المصدر: كتاب" التربية البدنية والإعاقات الحركية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: منى أحمد الأزهري كتاب" التربية البدنية لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: حسن عبدالسلام محفوظ كتاب" رياضة الإعاقة الحركية للدكتورة: إيمان عباس كتاب" رياضات لذوي الاحتياجات الخاصة للدكتور: نايف مفضي الجبور


شارك المقالة: