فسيولوجيا السرعة الانتقالية والسرعة الحركية أثناء ممارسة الرياضة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر السرعة الانتقالية والحركية في مفهومها الفسيولوجي التي تشمل القدرات اللاهوائية، كما أن الفرد الرياضي لا يتمكن من أن يظهر أقصى سرعة له إلا لعدة ثواني قليلة.

فسيولوجيا السرعة الانتقالية والسرعة الحركية أثناء ممارسة الرياضة

إن السرعة القصوى للفرد الرياضي لا تكون دائماً سرعة مستقلة في حد ذاتها، حيث أنها ترتبط بعوامل عديدة أخرى كمستوى القوة المتحركة والمرونة ومستوى إتقان الأداء المهاري من قبل الفرد الرياضي، ولذلك فإن العمل على تحسين السرعة يرتبط بهذه العوامل، وعلى سبيل المثال تظهر السرعة المرتبطة بالقوة العضلية في الأنشطة البدنية وحيدة الحركة، كالرمي والوثب، كما أنه يكون الغرض هنا العمل على التحسين من القوة المميزة بالسرعة.

كما أنه من ناحية التمارين ذات الحركة المتكررة، كسباقات السباحة، فإن الهدف هنا هو العمل على التحسين من تحمل السرعة، وفي بعض التمارين الرياضية يحتاج الأمر من اللاعب العمل على التحسين من السرعة القصوى، وذلك في حالة العدو لمسافة 100 متر أو أعلى من ذلك.

كما يرتبط نوعي السرعة بفسيولوجيا الجهاز العصبي، والذي عليه أن يقوم بمهمته عن طريق التبادلات السريعة لعمليات الاستثارة وعمليات الكف للخلايا العصبية، وكذلك العمل على الاختيار السليم والتنظيم المستمر لعمل الوحدات الحركية، وعن طريق ذلك يستطيع الفرد الرياضي لإنجاز سرعة عالية سواء أكان ذلك بالنسبة للسرعة الحركية أم الانتقالية، كما أنها ترتبط بالعمل العضلي الذي يكون نتاج تطبيق كافة الأمور الموجهة إليه من الجهاز العصبية.

حيث تعمل العضلة على إنتاج الطاقة المطلوبة من أجل إحداث الانقباضات العضلية بشكل سريع، كما يترتب أن تكون العضلة مستعدة بشكل كامل للقيام بهذه الانقباضات من حيث تمكنها على الانطلاق بشكل سريع، أو في عملية تزايد السرعة التي تكون مرتبطة بشكل أساسي على وجود التوافق العالي بين عمل الوحدات الحركية، والمكونات الموجودة داخل العضلة نفسها، وقدرة العضلة على أداء الانقباض بأقصى سرعة لها، كما أن تمكن العضلة من أداء الارتخاء والمطاطية تعد عاملاً رئيسياً لتحقيق السرعة العالية والأداء المهاري الجيد.

أسس تدريب السرعة الانتقالية والسرعة الحركية

1. شكل التمرينات المستعملة

يترتب أن تكون التمرينات المستعملة لزيادة السرعة بالشكل الأصلي لها عند العمل على ممارسة المهارة الفنية، أي يترتب أن تكون تدريبات السرعة لرياضة السباحة أن تكون بنفس طريقة السباحة وبنفس أسلوب الأداء، حيث أنه للعمل على تدريب العدائيين يتم العمل على استعمال نفس تدريبات العدو، وفي حالة الرمي أو الوثب يتم العمل على أداء الحركات بنفس الأسلوب الذي يتم أدائها عليه في المهارة الأصلية، حيث أن تدريبات السرعة هو في الأساس تدريب للجهاز العصبي والألياف العضلية السريعة.

كما أن لا يمكن أن يحدث التكيف الفسيولوجي إلا إذا عمل الرياضي على أداء الحركات بنفس الطريقة التي يتم أدائها بها في المهارة الأصلية.

2. طريقة التدريب الفتري

يترتب أن تؤدى التدريبات وفقاً للمستوى المطلوب في البرنامج التدريبي، وذلك حتى تحصل عملية التكيف الفسيولوجي للنشاط تبعاً للدرجة المطلوبة والتردد الحركي المستهدف والقوة المستعملة في أثناء التدريب، على سبيل المثال في حال كان الهدف هو أن يجتاز الرياضي سباق 400 متر في دقيقة، فإنه يمكن للرياضي أن يتدرب على أجزاء هذا السباق ليجتازها في الأزمنة التي تحقق ذلك الهدف، وبذلك الشيء يكون زمن 200 متر في التدريب هو 30 ثانية وزمن 100 هو 15 ثانية.

وبهذه الطريقة يتم حرص اللاعب على التدرب بنفس الطريقة ونفس القوة ونفس عدد الخطوات وطول الخطوة، وحتى يتم ضمان أن يكون تدريب اللاعب على سرعة تكون مطابقة للسرعة التي سيكمل فيها مسافة السباق، حيث أن طريقة التدريب التي تعمل على إنجاز ذلك الشيء هي طريقة تدريب المراحل التي تشمل فترات الأداء التي يتبعها فترات الراحة من النشاط الرياضي الذي يتم أداؤه من قبل الفرد الرياضي.

3. توزيع فترات الأداء وفترات الراحة البينية

بما إن السرعة تعتمد على نظم الطاقة اللاهوائية، فإن برامج التدريب يترتب أن تصمم بشكل يسمح بوضع حمل كافي على العضلات؛ لكي تنتج المركب الكيميائي الخاص بالطاقة بطريقة لاهوائية، أي أن التدريب في حال لم يحتوي على شدة أو سرعة منخفضة فإن إنتاج هذا المركب سيكون بطريقة أخرى وهي الطريقة الهوائية، وهذا الشيء يعتبر غير ضروري بالنسبة لرفع مستوى كفاءة اللاعب في عنصر السرعة، وبناءاً على ذلك فإن فترات ممارسة النشاط البدني يترتب ألا تزيد عن دقيقة إلى دقيقتين.

كما أنه في حال استمرت هذه الفترة لأعلى من ذلك، فإن لن يحدث إنتاج الطاقة بالشكل اللاهوائي المطلوب، وفي حال كانت فترة الأداء أقل من 25 ثانية فإن أوقات الراحة يترتب أن تكون في حدود 15 ثانية، حيث أنه زيادة أوقات الراحة عن ذلك المدة يسمح بإعادة بناء ATP هوائياً من خلال الأكسجين الموجود متحداً مع الهيموجلوبين الموجود في داخل الخلية العضلية، كما أنه بعد أداء الأنشطة الرياضية لأكثر من تكرار فإنه يترتب إعطاء فترات راحة كاملة من 10 إلى 15 دقيقة.

وفي حالة كان زمن أداء النشاط الرياضي أعلى من 20 ثانية، فإن يترتب العمل من قبل المدرب على إعطاء راحة طويلة تسمح للاعب باستعادة الشفاء الكامل، ففي حال كان زمن فترة الأداء يتراوح من 20 إلى 30 ثانية أو أعلى يمكن العمل على زيادة أوقات الراحة لتصل إلى 14 دقيقة، كما يحتاج المبتدئين إلى أوقات راحة أطول وخلال أوقات الراحة يمكن أن يعمل الفرد الرياضي على تطبيق بعض التمرينات الخفيفة التي تعمل على مساعدة التخلص من حامض اللاكتيك.

وهذه التمرينات يترتب أن تكون ذات شدة معتدلة، ففي رياضة السباحة يستعمل اللاعب سباحة خفيفة خلال أوقات الراحة، كما يتم استخدام الهرولة أو تمرينات المطاطية خلال أوقات الراحة في الرياضات الأخرى، ومن شروط تحديد أوقات الراحة في الأنشطة الرياضية العمل على مراعاة حالة الجهاز العصبي المركزي، بحيث لا تكون أوقات الراحة طويلة جداً حتى لا تؤدي إلى استعادة الشفاء بشكل كامل، ولا تكون قصيرة حداً لا تعمل على حصول التعب والانخفاض في مستوى اللاعب في سرعة الأداء مع كل تكرار للنشاط.

كما أن فترة الراحة يرتبط في تحديدها من الناحية الفسيولوجية عاملين أساسين، هما حالة العضلة وحالة الجهاز العصبي، كما أنه من ناحية حالة العضلة فإنه من المهم العمل على إعطاء الوقت الكافي للعضلة من أجل العمل على تعويض الدين الأكسجيني والوظائف الفسيولوجية الأخرى التي تكون مرتبطة بشكل أساسي بالدين الأكسجيني مثل حامض اللاكتيك، كما يراعي الحرص على تجنب زيادة طول أوقات الراحة؛ وذلك حتى لا يعمل ذلك على انخفاض درجة حرارة العضلة التي تم تجهيزها في عملية الإحماء.

ومن ناحية حالة الجهاز العصبي فإن يكون له دور مهم في التأثير على تطبيق السرعة، ولذلك فإن أوقات الراحة يترتب أن تكون بشكل لا يؤثر على حالة الاستثارة التي وصل إليها الجهاز العصبي من خلال أداء عدة تمارين رياضية في تدريب السرعة، وفي حال طالت أوقات الراحة فإن ذلك الشيء سوف ينتج عنه هبوط في حالة استثارة الجهاز العصبي وبالتالي حصول هبوط في السرعة المطلوبة.

كما لا بد أن يكون التكرار دائماً في حالة نشاط الجهاز العصبي، كما أن تمرينات الراحة النشطة تعمل على سرعة التخلص من حامض اللاكتيك، والعمل على الاحتفاظ بحالة استثارة الجهاز العصبي، كما أن عمليات الاستشفاء بعد الانتهاء من ممارسة التمرين تكون بمعدل سريع في البداية ثم تميل إلى الانخفاض بشكل تدريجي، كما أن نسبة الاستشفاء  تكون بمعدل 65% خلال فترة الثلث الأولى، و30% في فترة الثلث الثاني، ثم تكون 5% خلال فترة الثلث الأخير.

4. شدة الأداء

يترتب أن يكون درجة الشدة أو سرعة ممارسة الأنشطة بالحد المطلوب بحيث لا ينخفض عن 80_ 100%، كما يفضل أن تكون الشدة عند مستوى 90% للرياضات التي تكون فترة تطبيقها من دقيقة إلى دقيقتين، وتكون بنسبة 100% للتمارين الرياضية الأقل من ذلك، مع العمل على تكون تدريبات القوة المميزة بالسرعة تحتاج من اللاعب إتقان الأداء المهاري أولاً قبل العمل على تطبيق الأداء بالسرعة القصوى، وذلك حتى يتجنب الرياضي الإصابات، والعمل على تصحيح الأخطاء التي تحصل أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

5. السرعة وتركيز الانتباه

لا يتمكن اللاعب من العمل على تركيز انتباهه في أمور كثيرة في وقت واحد، ولذلك يترتب على اللاعب أن يركز تفكيره على الواجب الحركي الذي مطلوب منه تأديته، وهو الوصول إلى أعلى سرعة عند العمل على أداء الأنشطة الرياضية، كما أن فشل اللاعب في الانتباه ينتج عنه إلى أن يكون أداؤه بسرعات قليلة.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: