كيفية مساهمة الرياضة في الزيادة من العدوانية في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


مساهمة الرياضة في الزيادة من العدوانية في المجتمع:

  1. الرياضة تُمهّد الطريق أمام الأفراد الجيدين في زيادة العدوانية، بحيث تصبح العدوانية أكثر أهمية في التغلب على المشاكل، كما أنه في الفترة الأخيرة من هذا القرن تقدمت الرياضة بمختلف أنشطتها بشكل كبير جداً، حيث بنيت على أساس سليم وصحيح من حيث وجود النظريات والتطبيقات ومعامل علوم الحركة الرياضية، كما أصبحت في الكثير من دول العالم الرياضة ثقافة؛ أي أصبح لكل دولة ثقافة رياضية خاصة بها.
    كما أنه في الوقت الحالي تبني الرياضة بحيث تمنع أفراد المجتمع من الوقوع في تهور وإحداث العدوانية، حتى أن العدوانية نفسها أصبحت شيء يجب التعامل معه من منطق الأمان، الذي يشمل على أمن الرياضة وأمن الاقتصاد وأمن السياحة وأمن الفكر من الإرهاب والتطرف، كما أن الرياضة هي عبارة عن تنظيم من خلال السيطرة الأخلاقية وهي السيطرة التي تعطي الدفعة والحاجة إلى تنشيط النفس.
    حيث أن هناك الكثير من المواقف غير محببة تحدد بأن الرياضة مخرج عدواني فطري، وهذه المواقف لها عدد قليل من المؤيدين الذين يعتقدون بأن السلوك العدواني يرتبط بالرياضة العنيفة ومن ثم يرتبط بالرياضة ككل، كما أنه في المقابل يوجد مقترحات تقول بأن الفرق الرياضية غالباً ما يتم السيطرة عليها بشكل منظم ومرتب.
  2. الرياضة تولد تغيرات حرة في تكوين التصرف العدواني؛ أي خلق وتكوين السلوك غير الطبيعي، حيث أن الرياضة تولّد الإحباط، وفي ذات الوقت تبحث عن التخفيف والتقليل من شكل وصورة السلوك الرياضي العدواني، حيث أنه بدلاً من إظهار الرياضة كمخرج للدوافع العدوانية؛ فإنها تحدد الرياضة كمصدر من مصادر الإحباط التي ربما تكون أساس للدوافع العدوانية.
    كما أن هناك الكثير من الدراسات التي تمت في مجال السلوك العدواني المرتبط بممارسة أنشطة الرياضة بمختلف أنواعها، سواء كانت أنشطة فردية مثل (الجمباز، السباحة، المشي، الجري)، أو أنشطة الجماعية مثل (كرة سلة أو كرة قدم أو كرة طائرة أو كرة يد أو التنس الزوجي)، أشارت إلى أن الإحباط لا يؤدي مباشرة إلى حدوث العدوانية؛ لأن السلوك العدواني يتبع إلى الإحباط الرياضي، حيث يجب أن يحدث من نقطتين وهما: الإحباط فربما يرتفع إلى شعور داخلي عميق فيصبح عدوان شديد يوصف بالغضب، أو الشعور الداخلي العميق ويجب أن يخرج من موقف يحتوي على شيء يقود الفرد إلى ما هو متربط بالسلوك العدواني بواسطة فرد رياضي.
    حيث أنه من خلال ذلك يمكن التعرّف على الإحباط الذي يؤدي إلى حدوث اختلافات متنوعة للشعور الداخلي العميق، والذي يستجيب له الفرد معتمداً على المصدر الحاد للإحباط، والعلاقة بين المصدر المسبب لحدوث الإحباط والشخص المحبط والعادات التي يتبعها الشخص المحبط، حيث تظهر من خلال استجابة الشعور للإحباط، حيث يظهر الغضب على شكل عدوان، كما أن العدوانية ما زالت تعتمد على أشياء معينة أو أحداث يتم مشاهدتها، أو أحداث يتم السماع بها أو يشعر بها الفرد الغاضب، كعصا محركة للتصرف بشكل وصورة عدوانية.
  3. الرياضة تقدم نماذج من السلوك عدوانها إيجابي ذو مكافآت عالية، حيث أن الذين ينتقدون تأثير الرياضة على الأفراد أو على المجتمع، عادةً ما يقولون أن معظم المشاهدين لأنشطة بمختلف أنواعها ذو شخصيات مزدوجة تحتوي على امتداد للسلوك الرياضي العدواني، وكذلك السلوك يرتبط بحياتهم من خلال الذين تقبلوا فكرة أن الرياضة تخدم الوظيفة الشخصية لفطرية العدوان ودوافعه.
    كما أن ه في الحركات التي تتم بواسطة اللاعبين في ألعاب ذات الاتصال العالي، مثل كرة قدم أو كرة السلة أو الهوكي، هي حركات مقصودة من اللاعب بهدف المساعدة على أداء ومممارسة المهارات الخاصة باللعبة، والتي تساعد بطريقة مباشرة على تحقيق الفوز، لكن في بعض الأحيان تؤدي هذه الحركات بشيء من العنف والقوة والنية والقصد في إصابة الفريق الخصم، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود الجمهور المشاهدين وتأثيره على أداء اللاعبين.
    حيث أن المشاركة في الأنشطة الرياضية تؤدي إلى تطور نماذج السلوك العدواني؛ وذلك من خلال معرفة اتجاه ومسار العدوان والسلوك العدواني، ومعرفة حجم التوجيه والإرشاد أو معرفة نماذج السلوك يتم تنفيذها خارج أنشطة الرياضة، كما أن الرياضة عبارة عن نشاط متعدد ربما تؤدي إلى نتائج كثيرة مختلفة، حيث أن الأفراد الرياضيين من المحتمل أن يقوموا بتحديد العدوان كشيء نافع ومقبول؛ بسبب خلطهم لأمور واعتقادهم بأن العدوان الرياضي مفيد في وقت ما.
  4. إن الرياضة تعمل على إمداد المؤسسات ذات الصراعات الشخصية بالخبرات والأهداف الجماعية، والتي أصبحت فيما بعد أكثر أهمية عن القيادات التعاونية، كما أنه يمكن اعتبار الرياضة بأنها نشاط يحدث قيادات اجتماعية إيجابية ذات تماسك وتكامل، أيضاً ربما تحدث عكس ذلك؛ فهذا أمر غير متفق عليه لدى الكثير من الناس.
    كما أشارات نتائج الدراسات التقليدية لعلم الاجتماع الرياضي في المجتمع الأمريكي، أن المنافسة هي عبارة عن عملية جتماعية يمكن استخدامها لإحداث العدوانية بين الأفراد والجماعات، كما تناولت الدراسات تطوير الجماعة بين الشباب في المعسكرات الصيفية، كما تم استخدام سلسلة من الألعاب الرياضية التنافسية؛ لإيجاد عداوة بين المجموعات بهدف أغراض تجربية.
    وإن ديناميكية السلوك العدواني بين الجماهير يعتبر معقداً، حيث أنه من الصعب القول أن حالات العدوانية حدثت نتيجة المسابقات الرياضية، ولو حدث ذلك فإن من الممكن أن الحدث الرياضي يعتبر مجرد موقف لحدوث الصراعات، كما أن اللعب ربما يستخدم كمكان لتواجد الجماعات من الخصوم الذي من المحتمل أن ينخرطوا في السلوك العدواني، في حالة حدوث الاتصال في مكان بعيد قليلاً عن ساحة المنافسة.
    وفي حالة اللاعبين، فإن ديناميكية العدوانية قد تختلف إلى حد ما عن الجماهير، فبالنسبة للاعبين فإن النجاح في الرياضة يعتمد ليس فقط على التحكم والسيطرة في النشاط الرياضي التخصصي والمهارات الرياضية وعلاقات الصداقة أو العلاقات اللاعدوانية، حيث لو افترضا بأن الرياضة تتطلب علاقات صداقة جيدة بين المنافسين يعتبر افتراض خطاْ؛ وذلك بسبب أن كلما ازداد التنظيم فإن التنافس في حد ذاته يعتمد بصفة أقل على العلاقات بين أعضاء الفريق والخصوم.
    حيث أن المدرّبون يقومون بتوجيه كل تفاعلات الأداء والممارسة للفريق، والقائمون على إدارة المباريات وتنظيمها والحكم يوجهون التفاعل بين الفرق، في حين أن الاهتمام بالمشاهدين (الجمهور) الأحق والمطلوب، حيث يؤكد ذلك أن معظم المشاهدين والمهتمون بالدورات الأولمبية يركزون اهتمامهم على النتائج أكثر من الخبرات الرياضية للمتنافسين، فمصادر الميداليات في الدورات الإولمبية يعتبر بؤرة الاهتمام الأولى.
    ويكون للفوز فرحة كبيرة، فعلى سبيل المثال في حالة انتصر اللاعبون الأردنيين في دورة الألعاب الأولمبية، سوف تعمّهم الفرحة والسعادة وكذلك سوف تعم بلادهم، بينما في المقابل نجد المشاحنات والمشاكل والتناقضات تظهر بوضوح بين للاعبين الدول الثانية المشاركة في البطولة، بالإضافة إلى وجود الضيق والعزلة الإعلامية المحلية والعالمية.
    والأنشطة الرياضية الدافعية يمكن توليدها بالعديد من الطرق والوسائل، حيث أن اللاعبون والمدربون يعزون ذلك إلى وجود العوامل الدافعية الداخلية، مثل الفخر والإحساس بالسيطرة الذاتية والنفسية، وإلى العوامل الدافعية الخارجية مثل الفوز والمركز الأول والميداليات بجميع أنواعها، سواء كانت فضية أو ذهبية أو برونزية أو نحاسية، حيث أنه على الرغم من ذلك فإن معظم المعارضين للعلاقة ما بين الرياضة والدافعية يعتبرون مدى إحساس المنافس تجاه خصمه يمكن استخدامه كأساس للدافعية.
    حيث أن بعض اللاعبين والمدربين قد افترضوا أن في حالة إحساسهم السلبي تجاه الفريق الخصم، فإن الدافعية للنصر سوف تزداد مع الأخذ بين الاعتبار هذه الفكرة ومداها المنطقي، كما أن اللاعبين والمدربين والجماهير غالباً ما يستخدم المصطلحات مثل (الكراهية، العنف، القتل، الضرب، الإثارة)، حيث أن جميع هذه المصطلحات تدفع بشدة للسلوك العدواني.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: