ما هو القياس الأدائي في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن القياس الأدائي في الرياضة:

تعد مقاييس الأداء الرياضي مفتاحًا حاسمًا لتطور الفرد الرياضي بشكل عام من جميع النواحي، حيث يوجد عدد قليل من البيئات التي من الضروري فيها الوصول إلى مستويات أداء عالية ضمن إطار زمني ضيّق في أكثر من رياضة، حيث يزداد الضغط على كلا الفريقين والمدربين لمواصلة دفع أنفسهم وتحسينهم بشكل مكثف؛ لأنهم يخضعون باستمرار لرقابة الجمهور، بالإضافة إلى ذلك، يترجم مستوى أدائهم بشكل أساسي إلى نجاح أو فشل حياتهم المهنية، حيث أن الأداء هو ما يميز كل رياضي في نهاية المسابقة.

حيث يجب أن يكون كل الفريق الرياضي يتدرب بكثرة أفضل فريق وأن يقدم أداء على أعلى المستويات، حيث تعتبر مقاييس من الأسباب الرئيسية التي تجعل الفريق يشارك في الرياضة، حيث لا فرق بين الرياضات إذا كانت كرة القدم أو كرة السلة أو الرجبي.

القياس الأدائي في الرياضة:

إن الأداء الرياضي هو  عبارة عن الطريقة التي يتم بها قياس المشاركة الرياضية، كما أنه هو عبارة عن مزيج معقد من الوظائف الميكانيكية الحيوية والعوامل العاطفية وتقنيات التدريب، حيث أن الأداء في السياق الرياضي له دلالة شائعة لتمثيل السعي لتحقيق التميز على الأفرقة الأخرى، حيث يقيس الفرد الرياضي أدائه كتقدم نحو أو إنجاز، كما أن الرياضيين المهتمين بالأداء يميلون إلى مستوى المنافسة أو النخبة، أما بالنسبة إلى الأفراد الرياضيون المهتمون بالمشاركة البسيطة، لأغراض عامة مثل اللياقة البدنية أو التحكم في الوزن، هم في الغالب رياضيون ترفيهيون لا يضعون أهدافًا محددة للأداء.

ومن ناحية أخرى يعد تحديد وقياس الأداء الرياضي في معظم التخصصات الرياضية أمرًا بسيطًا، وفي تلك الأنشطة التي تكون فيها النتيجة قابلة للقياس والتعريف، مثل سباق أو قفزة أو شيء يتم إلقاؤه، حيث تكون النتيجة النهائية قابلة للقياس الكمي، حيث في هذه الرياضات يؤدي السعي إلى تحسين الأداء الذي يدفع إلى العمل على تحليل المكونات الفردية للأداء، حيث عندما يتمكن الرياضي والمدرب من عزل الأهداف التي يجب التركيز عليها في التدريب، فمن المرجح أن تتحسن النتيجة النهائية.

كما أن للأداء الرياضي أربعة جوانب مميزة، لكل منها عدد من الفئات الفرعية بعضها متأصل في اليقين الجسدي، والبعض الآخر يميل إلى التباين الاجتماعي، حيث تشمل المجالات الأربعة  على العوامل العصبية والعضلية، والعلاقة بين الجهاز العصبي وأبعاده والجهاز العضلي الهيكلي، بالإضافة إلى السيطرة العقلية والعوامل النفسية والظروف البيئية والتدريب والدعم الخارجي للرياضي.

حيث ينقسم المكون العصبي العضلي للأداء الرياضي إلى عناصر منفصلة خاصة به، ويجب أن يكون كل عنصر من هذه العناصر موضوع مناهج تدريب محددة، بما في ذلك نوع الجسم على أن تتناسب العديد من الألعاب الرياضية مع هيكل أو مكانة بدنية معينة محددة بوقت مسبق بشكل عام، ويجب أيضاً أن يتمتع رجال ملوك كرة القدم الأمريكية ومهاجمي الرجبي بدرجة كبيرة من الحجم البدني، وإن لم يمتلك الأفراد الرياضيين الاستعداد الطبيعي لامتلاك بنية حركية كبيرة، فلن يتمكنوا من النجاح بشكل تنافسي في هذه المناصب الرياضية.

كما يكون الأفراد الرياضيين أصحاب البنايات الكبيرة عدائين ناجحين أو لاعبي الوثب العالي؛ وذلك لأن علم الوراثة لديهم هو في الأساس عبارة عن استبعاد من السعي الجاد لمثل هذه الأنشطة الحركية، كما أنها سوف تكون محدودة بغض النظر عن الشغف الذي قد يمتلكونه للرياضة، ولمزيد من المشاركة الترفيهية في مثل هذه المساعي في العديد من الأنشطة الرياضية، مثل الجمباز وكرة السلة، يتم توجيه الرياضيين الذين يتمتعون بسمات بدنية طبيعية مرغوبة إلى هذه الأنشطة الرياضية.

ومكوّن عصبي عضلي آخر هو القوة العضلية، سواء من حيث كتلة العضلات أو قوة العضلات يميل نوع الجسم إلى التأثير بشكل كبير على قدرة الرياضي على تطوير قوة العضلات، حيث أن التدريب سيسمح بتطوير القوة لدى جميع الرياضيين، سواء من حيث القوة الواضحة أو كدالة للقوة الأساسية، أو من العلاقة المتوازنة بدقة بين الجزء العلوي من الجسم، والهياكل العضلية الهيكلية السفلية للجسم أثناء الحركة.

كما تتطلب قدرة الجسم على الاستجابة للمنبهات الخارجية في الرياضة، مثل حركة الخصم، بالإضافة إلى تطوير جوانب التحكم الحركي للرياضي، حيث تتضمن هذه القدرات العصبية العضلية المحددة ميزة زمن رد الفعل، كما أن الرشاقة والتوازن والتنسيق عبارة عن ثلاثة مفاهيم مترابطة مع بعضها البعض، حيث تتأثر هذه الجوانب من الأداء الرياضي أيضًا بالوراثة ونوع الجسم إلى حد كبير، ولكن في ذات الوقت يمكن تعزيزها جميعًا من خلال التدريب.

كما تحتوي معظم الأنشطة الرياضية على تدريبات محددة يتم تطويرها لتعزيز كل مجال من المجالات الحركية، مثل تدريبات الجري البسيطة حيث يجب على الفرد الرياضي الركض من خلال نمط معين يتم وضعه على سطح الجري، وعندما يتم تشغيل التدريبات في الاتجاه المعاكس أو في تسلسل متفاوت يتم تكثيف الممارسة، حيث أن كل من هذه السمات العصبية والعضلية للأداء الرياضي بقوة الجهاز العضلي الهيكلي وأكثر تأثرًا بالتقنية والتكرار.

حيث يتم بناء السرعة من خلال التدريب الذي يركز على تطوير ألياف سريعة النتوء لعضلات الهيكل العظمي، ويتم أيضًا تنظيم توزيع الألياف سريعة النتوء عبر عضلات الجسم من خلال علم الوراثة، لكن التدريب الرياضي والقياس الأدائي يمكن أن يزيد من تأثير النشل السريع.

ففي العديد من الألعاب الرياضية، ستكون قدرة الرياضي على تطوير إيقاع الأداء أمرًا حاسمًا للنجاح، حيث يعد الجري والتزلج الريفي على الثلج وركوب الدراجات والتزلج السريع من الرياضات التي يؤدي فيها إنشاء إيقاع أو إيقاع فعال إلى إبقاء الرياضي منظمًا وفعالًا بدنيًا، حيث أن تطور الإيقاع هو فرض الإيقاع على النشاط العضلي الهيكلي.

حيث أن التحكم العقلي والعوامل النفسية المرتبطة به في قياس الأداء الرياضي هي عبارة عن عناصر غير ملموسة تنعكس في النتيجة النهائية لجهد الرياضي، ففي كثير من النواحي تعتبر العناصر العقلية للرياضة هي الأصعب في إتقانها؛ لأنها تتطلب عادةً مستوى عالي من الخبرة الرياضية والنضج للوصول إلى ثمارها، حيث تكثر الأمثلة في كل رياضة للرياضي الموهوب بدنيًا عاليًا؛ وذلك لأن الرياضي لم يكن قادرًا على السيطرة على المشاعر أثناء المنافسة، حيث يمكن فحص هذا التطور في التحكم العاطفي الرياضي من عدد من المنظورات بما في ذلك الذكاء، والذي يعتبر سلعة ثمينة للرياضي، تساعده القوة المنطقية والتحليلية الرياضي في أي رياضة على مراجعة المكان الذي يجب أن يتحسن فيه دون عاطفة.

كما تعد قدرة الرياضي على التحفيز الذاتي أمرًا ضروريًا للنجاح سواء في المنافسة أو في التدريب، بالإضافة إلى ذلك، يعد الإبداع أيضًا أمرًا غير ملموس سيفصل الرياضيين الناجحين عن الموهوبين فقط، حيث يتجلى الإبداع في الألعاب الجماعية من خلال تكتيكات ذكية أو جيدة التصميم، ففي الرياضات الفردية، غالبًا ما ينعكس الإبداع من خلال نهج الرياضي في التدريب الروتيني.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: