ما هو مفهوم تحليل الأداء في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم تحليل الأداء في الرياضة:

منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين  شهد تحليل الأداء في الرياضة تحولًا جذريًا في كل من أساليبها؛ أي دمج النمذجة الإحصائية المتقدمة والأطر التحليلية الجديدة والتقنيات، مثل تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وبرامج التحليل الترميزي التي انقضت زمنيًا ومجموعة كبيرة أجهزة استشعار التعقب ومعدات التتبع الأخرى، وتطور منذ ذلك الحين إلى أنظمة وتقنيات محوسبة متقدمة تجمع كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالأداء الرياضي.

كما أدت البيئة شديدة التنافس مع تضييق الهوامش باستمرار إلى ظهور تحليل الأداء كوظيفة مستقلة ومتعددة التخصصات في غرفة خلفية تتخصص في التقييم الموضوعي والكمي في أغلب الأحيان للأداء، حيث برز البحث في هذا المجال أيضًا كمجال متخصص خاص به.

كما تنشر المجلة الدولية لتحليل الأداء في الرياضة بانتظام دراسات حول مجالات بحث التحليل الرياضي الرئيسية، مثل تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية، والوقاية من الإصابات من خلال تحليل معدل العمل والتحليل البدني، تحليل الحركة، سلوكيات المدربين وعمليات التغذية الراجعة، الفعالية من الأساليب والتكتيكات، التنميط المعياري، التحليل الشامل للمباراة وحتى تحليل أداء الحكام.

الغرض من تحليل الأداء في الرياضة:

يهدف إلى توقع نقاط القوة والضعف في الخصم من خلال إجراء تحليل شامل للمعارضة لإنتاج المعرفة المكتسبة، التي تتيح للفريق التدرب على المسرحيات المناسبة، وتحسين تلك المهارات الفردية التي من شأنها أن تساعد في التفوق على الخصم القادم.

كما تساعد الرؤى التي تم إنشاؤها من خلال عمل تحليل الأداء مثل تحليل الخصم المدربين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الخيارات التكتيكية، واختيار الفريق الذي من شأنه استغلال نقاط الضعف بشكل أفضل، والتغلب على نقاط القوة لخصم معين، فتقليدياً تم اتخاذ هذه القرارات في مجملها بعد الحكمة التي اكتسبها المدرب من خلال سنوات من الخبرة في الرياضة.

وغالبًا ما كان يلعب في السابق على مستويات النخبة بأنفسهم، ومع ذلك فقد أثبتت الدراسات مرارًا وتكرارًا أن قدرة استدعاء المدرب للحوادث الخطيرة التي تحدث في حدث رياضي تقتصر على ما بين 42% و 59% من الأحداث، وعلاوة على ذلك، فإن الأحداث التي يتم تذكرها عرضة للنقص والتحيز العاطفي وعدم الدقة وسوء التفسير بسبب العيوب الطبيعية في الإدراك البشري والقدرة المعرفية.

حيث أن تغطية هذه القيود في بيئة أكثر تنافسية بشكل متزايد تحول المدربون إلى التكنولوجيا والتحليلات للوصول الفوري إلى كل من المعلومات الموضوعية للأحداث الماضية، بالإضافة إلى لقطات فيديو فورية لمراجعة أحداث معينة يرغبون في تذكرها وإعادة تقييمها، ولهذا الغرض يستفيد معظم المدربين رفيعي المستوى الآن من أقسام محللي الأداء الخاصة بهم التي تزودهم بالمهارات اللازمة لجمع البيانات ومعالجة البيانات والتحليل والتحليل بالفيديو للسماح لهم بالاستفادة من الكم الهائل من المعلومات الناتجة عن رياضتهم، حتى الآن تلقي تلك العناصر الرئيسية الأكثر أهمية بالنسبة لهم بطريقة واضحة وموجزة وفي الوقت المناسب.

نطاق تحليل الأداء في الرياضة:

التحليل الفني:

كان تطوير الرياضيين الأفضل، من مستويات النخبة إلى البرامج القاعدية، محورًا رئيسيًا في مجال تحليل الأداء في الرياضة خلال السنوات الأخيرة، حيث يتم تحليل التفاصيل الميكانيكية للمهارات التي يؤديها الرياضيون بعناية لاكتشاف العيوب في التقنية، مع مراقبة التقدم وتحديد التغييرات أثناء التحضير أو حتى تقييم إعادة التأهيل من الإصابة.

حيث يتم قياس ومقارنة وتصنيف الفعالية التي يؤدي فيها الرياضي مهارات معينة أو مقطعًا أوسع من اللعب، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، مقابل نتيجة متوقعة محددة مسبقًا، فعلى سبيل المثال قد يتوقع المدرب حدًا أدنى لمعدل النجاح من لاعبي خط الوسط أو سرعة دنيا من الأجنحة في كرة القدم.

ففي كثير من الأحيان يتم تقديم هذه القياسات كنسب أو نسب مئوية من المهارات التي تم إجراؤها بنجاح، مثل النسبة المئوية للنجاح، كما يتم استخدامها بعد ذلك لتطوير ملفات تعريف أداء للاعبين يتم استخدامها لقياس الأداء، ومقارنتهم مع زملائهم في الفريق أو اللاعبين المنافسين.

التحليل التكتيكي:

حيث يساعد التحليل التكتيكي الذي ينفذه محللي الأداء المدرَبين على فهم تأثير قراراتهم التكتيكية بشكل أفضل، كما يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد ميول معينة والإعدادات التكتيكية المفضلة من قبل الفرق المتعارضة؛ وذلك من خلال الاستفادة من أحدث تقنيات تحليل الفيديو وتتبع اللاعب، حيث أصبح محللي الأداء الآن أكثر قدرة على تقييم أنماط اللعب جنبًا إلى جنب مع المهارات التي يتم أداؤها والموقع في الملعب، والتوقيتات واللاعبين المشاركين لرسم تمثيل دقيق للتباينات التكتيكية في ضوء سيناريوهات معينة للمباراة. 

كما يوفر تحليل الأداء ملاحظات موضوعية للرياضيين والمدربين من خلال استخدام تحليل الفيديو والمعلومات الإحصائية، حيث يمكن استخدامه أثناء أو بعد الحدث لقياس أداء الرياضيين بطريقة دقيقة وموثوقة، كما يمكن بعد ذلك استخدام التحليل من أجل عدة نقاط، وهي (تقييم عمل سجل دائم للأداء، التقدم المرئي، تعقب التغييرات في المتغيرات المتعلقة بالأداء، وبالإضافة إلى تحديد نقاط القوة والضعف لكل من الرياضي والمعارض).

التحليل الفسيولوجي:

حيث يتم أيضًا تقييم حركات اللاعبين بعناية لضمان تحقيقهم لمواقع مميزة، بالإضافة إلى السرعات المرغوبة والمسافة المقطوعة ونطاقات السرعة، كما يتم استكمال هذا النوع من العمل من قبل محللي الأداء بشكل وثيق مع عمل فريق القوة والتكييف، حيث أن الهدف من ذلك هو تمكين الرياضيين من تحقيق حالتهم البدنية المثلى، من خلال توفير تحليل الأداء في المجالات المتعلقة بالقوة والقوة والقدرة على التحمل والرشاقة والاستقرار والتنقل.

كما تعتبر الوقاية من الإصابات أولوية أيضًا، خاصة في الألعاب الرياضية ذات الاحتكاك الجسدي الشديد، حيث يكون احتمال الإصابة مرتفعًا، حيث تم دمج أجهزة تعقب (GPS) وغيرها من التقنيات القابلة للارتداء، مع تحليل الفيديو لفهم الجهود البدنية التي يبذلها اللاعبون أثناء التدريب والمباريات والسماح للمدربين بإدارة كثافة الجلسات بشكل أفضل.

التحليل النفسي:

حيث يعد التدريب النفسي عنصرًا أساسيًا في عملية التدريب عندما يتعلق الأمر بإعداد الرياضيين عقليًا لضغوط الرياضة، والظروف الصعبة التي قد تؤثر على دوافعهم وطموحاتهم في الوصول إلى أهدافهم المرجوة، حيث أن محللو الأداء قادرون على دعم المدربين، من خلال تقييم الانضباط والجهد والجهود والتقلبات الأخرى في معدل العمل التي يمكن أن ترتبط بالعوامل العقلية، في محاولة لتقليل آثار التأثيرات العقلية السلبية والتأثير الإيجابي على الرياضيين.

ففي أغلب الأحيان يستخدم محللو الأداء قدراتهم في تحليل الفيديو لإنشاء مقاطع تحفيزية، وأبرز مقاطع الفيديو التي يمكن أن تدعم المدربين بالإعداد الذهني لفرقهم والرياضيين.

كما يحتاج محلل الأداء إلى التخطيط للتدخل مع المدرب للتأكد من أن التحليل مصمم وفقًا للاحتياجات الفردية للرياضي، حيث يتم التحليل عمومًا في الإعداد الميداني، سواء كان أثناء التدريب أو المنافسة، حيث يمكن تقديم الملاحظات للرياضي والمدرب من خلال التقارير والتجميعات، حيث أنه يسمح للمدرب والرياضي بتحليل الأداء بشكل أكبر عند الحاجة.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005 علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007 علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997


شارك المقالة: