ما هي الأنماط الانتباهية في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الأنماط الانتباهية في الرياضة:

إن أحد أكثر الشروحات للأنماط الانتباهية فائدة الذي تم تطويره من منظور نظري من قبل علماء الرياضة، حيث يمكن رؤية التركيز الانتباهي من بعدين، وهما الاتجاه المكاني المتمثل في (قسم داخلي وقسم خارجي)، واتساع الانتباه المتمثل في (قسم واسع وقسم ضيق).

حيث أن أنماط الانتباه التي يتم استخدامها متغيرة بشكل مستمر داخل الفرد الرياضي طوال الوقت في المهمات أو الأعمال أو داخل إطار الموقف؛ وذلك عن طريق وضع هذه الأبعاد على متسلسلات وتقطيعها الذي ينشأ عنها أربع فئات أو تصنيفات، وهي (واسع خارجي، واسع داخلي، ضيق خارجي، ضيق داخلي).

كما تتطلب مواقف معينة تركيزاً وانتباهاً واسعاً؛ بحيث يكون الفرد الرياضي حساساً لمجموعة واسعة من الإشارات، بينما مواقف أخرى تتطلب تركيزاً ضيق، فعلى سبيل المثال لعبة البيسبول تتطلب تركيز ضيقاً داخلياً، وفي كرة القدم الأمريكية، اللعب في موقع الظهير الرباعي يتطلب من الفرد الرياضي تطوير تركيز واسع خارجي للانتباه، حيث أن هذا ليس كالذي يلعب حارساً دفاعياً، والذي يتطلب نوعاً أضيق من الانتباه.

وبشكل عام، عندما تكون البيئة نشطة ومعقدة، يكون النمط الانتباهي الضيق هام وضروري، وعندما يتطلب اتخاذ القرار رد فعل انعكاسي تحليلاً وتجميعاً، فإن نمطاً انتباهياً داخلياً يكون مهماً، وعندما يكون الفرد الرياضي منخرطاً في بيئة أدائية تنافسية، حيث أن الصيغة العامة للسلوك تنتج من نمط انتباهي ضيق داخلي.

فإن مهارة تغير النمط الانتباهي في لحظات مناسبة ضمن بيئات مفتوحة يصبح حاسماً بالنسبة إلى الأداء الناجح، كما أن القدرة على التسرب من نمط انتباهي إلى نمط آخر يعتمد على مستوى الإثارة لدى الفرد الرياضي، فعندما تكون مستويات القلق والإثارة مرتفعة، فإن قدرة الشخص على الانتقال من نمط انتباهي إلى نمط آخر بشكل فعال وكافي تكون محدودة.

حيث يمكن أن تفسر هذه الظاهرة عن طريق استخدام الإشارة، حيث فيها أن درجة اتساع المثيرات التي يمكن للفرد الرياضي أن ينتبه لها تكون ضيقة عندما يكون الفرد الرياضي في حالة إثارة عالية، وأن القدرة على تحديد العلائقية (أي بمعنى لها علاقة) للمثيرات تنخفض، فعلى سبيل المثال الذين ليسوا خبراء في الحركة المهارية مثل رياضة السباحة، ورياضة الرمي بالمسدس ورياضة الغولف، فقد يتم إغراقه مع المثيرات الخارجية للاختيار منها، حيث قد يواجهون صعوبة في تركيز الانتباه؛ وذلك لأنهم لا يعرفون أي معلومات لها علاقة بالموضوع.

ففي البيئات المفتوحة مثل (لعبة الهوكي الأرضي، ولعبة التنس الأرضي ولعبة الكرة الطائرة)، أثبت استخدام أنماط انتباهية خاصة بالبيئة، حيث قد يستخدم أحد اللاعبين تركيزاً واسعاً خارجياً؛ وذلك ليكون مدرك لزملائه في الفريق وخصومة، كما قد تتطلب البيئات المفتوحة من الفرد الرياضي اتخاذ تركيز واسع داخلي، ووفقاً إلى ذلك يتم تخزين الأداء حسب صلته بالأنشطة الخاصة بيئة اللعب.

فإن التركيز الضيق الداخلي قد يكون متطلب بهدف أداء الحركة بشكل فعلي، بينما يتم استخدام التركيز الضيق الخارجي عند أداء الحركة التي يقوم بربطها مع الأفراد أو مع المجتمع الرياضي، حيث أن جعل مستويات الإثارة في حالتها الأفضل من أجل التعلم والأداء الناجح هو حجر الزاوية متعدد الأبعاد، كما يعتبر الأسلوب العالي التنظيم والثابت من أجل الاستعداد في الأنشطة الرياضية المتحكمة للذات واحداً من حجرة البناء الاجتماعي للفريق الرياضي ذات المعنى.

 الأنماط الانتباهية في الرياضة:

ففي الرياضة يوجد متغير أساسي واحد للوصول إلى النجاح الرياضي وهو أكثر أهمية من المهارات الفنية والتكتيكات، وهي أنماط الانتباه؛ وذلك من خلال ممارسة السيطرة المثلى على انتباههم، حيث يمكن للاعبين الحصول على أفضل النتائج الممكنة في المنافسة فقط عندما يكون اللاعب قادرًا على الحفاظ على الانتباه وتركيزه على تنفيذ مهمة ما، والتحكم في الأفكار السلبية وتجنب الانحرافات، يكون عندما يؤدي اللاعبون أفضل أداء داخل الملاعب الرياضية.

ولهذا السبب، فإن الكثير من التدريب النفسي الذي يتم إجراؤه في الأكاديمية موجه نحو توفير التدريب على مهارات الانتباه، حيث يتضمن التدريب اليومي تمارين تحفز على وجه التحديد الأنواع المختلفة من الاهتمام الذي ينطوي عليه لعب التنس، بما في ذلك الانتباه المنقسم والاهتمام المستمر والاهتمام الانتقائي.

حيث أن الأنماط الانتباهية هي عبارة مفهوم معقد يشمل مجموعة واسعة من الظواهر الفسيولوجية التي يمكن تصنيفها إلى:

1. الاهتمام المركّز: بناءً على كمية المعلومات المختارة في أي لحظة.

2. الاهتمام المستمر: حيث أن الاهتمام بمرور الوقت، أي مقدار الوقت الذي يمكن تنفيذ المهمة الرياضية فيه، واتساق تنفيذ هذه المهمة على مدار فترة زمنية، يتعلق الأمر بمفاهيم الأداء المستمر وتتطلب المهمة استجابة مستمرة أو اليقظة التي تتطلب المهمة استجابة أكثر تباعدًا، مع فترات طويلة من التحكم في المحرك والتنبيه المتبقي.

3. اليقظة: هي القدرة على اكتشاف والاستجابة لحدوث تغيرات طفيفة في البيئة بمرور الوقت.

4. الانتباه الانتقائي: هو القدرة على التركيز على مهمة واحدة محددة حتى في سياق التحفيز من الانحرافات أو المنافسة، حيث يتعلق الأمر بمفاهيم التركيز؛ أي بمعنى اختيار وتجميع كل المحفزات ذات الصلة للتركيز عليها، والتغيير المتعمد الذي يقصد به هو القدرة على التحلي بالمرونة مع تركيزك اعتمادًا على متطلبات المهمة الرياضية.

5. الانتباه المنقسم: والقدرة على الاستجابة لمهمتين أو أكثر في وقت واحد، أو لأكثر من حافز في نفس المهمة.

6. الاهتمام المتناوب: والقدرة على امتلاك المرونة العقلية للسماح للفرد بتبديل انتباهه بشكل فعال والتنقل بين المهام ذات المتطلبات المعرفية المختلفة.

7. السيطرة المتعمدة: وهو عبارة عن التخطيط والتنظيم والتحقق من السلوك الموجه نحو الهدف، حيث يتمتع كل لاعب رياضي بأسلوب مهيمن في الانتباه، ويعتمد هذا الأسلوب على الفروق الفردية والمهارات التي تتطلبها الرياضة التي يمارسونها وتفعيل هذه المهارات لدى اللاعب، حيث من الواضح أنه عندما يتمتع الرياضي بمستوى عالٍ من التنشيط، يسود أسلوب الانتباه المهيمن، ولكن عندما يتجاوز مستوى التنشيط الخاص بهم الحد الأدنى، يفقد اللاعب السيطرة على انتباهه ويدخل في حالة من الذعر.

حيث أن الاهتمام الانتقائي المتعلق بالأنماط الانتباهية له علاقة بالألعاب الرياضية، خاصةً التنس الأرضي، حيث إذا كان لاعب التنس قادرًا على اختيار المعلومات ذات الصلة وتجاهل المحفزات غير ذات الصلة، فسيتم تحسين أدائه بشكل كبير، حيث أن هذا هو الحال بشكل خاص عندما يركز المدرب انتباه اللاعب على حركة معينة، كما أن هذا لا يعني أنهم يريدون أن يتجاهل اللاعب السلسلة الحركية بأكملها، ولكنه يشير إلى الجزء الذي يحتاج إلى التركيز عليه في وقت معين.

ومن خلال التمرين سيكون لاعب التنس قادرًا على وضع انتباهه الكامل طوعًا، على جوانب مهمة (النظر إلى منافسه ووضع أقدامه بشكل صحيح)، أو القيام بعمل يحتاج إلى اهتمام طوعي مركّز (مثل إرسال الكرة)، حيث كلما أصبحت الحركات الفنية أكثر آلية، ستزداد مستويات الاهتمام الطوع؛ ممّا يسمح للاعب بمواجهة مواقف أكثر تعقيدًا في الملاعب الرياضية.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خيرالدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997


شارك المقالة: