ما هي سمات القائد الرياضي الناجح في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


سمات القائد الرياضي الناجح في علم الاجتماع الرياضي:

  1. الثبات الانفعالي: حيث يعتبر التحكّم في الانفعالات من الأهمية الكبيرة للقائد الرياضي الناجح، حتى يستطيع إشاعة الهدوء والاستقرار في نفوس التابعين، وحتى يستطيع أن يعطي تعليماته ونصائحه وقراراته لهم بصورة واضحة ونبرات هادئة، وخاصة في المواقف ذات الطابع الانفعالي العنيف والضغوط النفسية العالية.
    فكثيراً ما يصادف المدرب الرياضي (القائد) الوطني الناجح العديد من المواقف العصبية التي تتطلب منه ضبط النفس وضرورة السيطرة على انفعالته، حيث أن سرعة الانفعال والغضب والعصبية وسرعة القلب من العوامل التي تسهم في الإضرار البالغ بالعمل الاجتماعي والعمل التربوي الرياضي للقائد الناجح، حيث تساعده في إحداث التأثير السلبي لنفوذه وتأثيره.
    كما أنه من ناحية أخرى، تُعدّ الانفعالات كما يقولون مُعدية؛ أي بمعنى أن أثرها ينتقل بسرعة، فظهور انفعالات الخوف والقلق والتوتر والاستثارة على المدرب الرياضي الناجح سوف ينتقل أثرها بصورة فورية على التعابعين، وبالتالي يصبح القائد الرياضي الناجح مسؤولاً بصورة مباشرة عن عدم تحكم اللاعبين في انفعالاتهم.
  2. التناغم الوجداني والتعاطف الوجداني: يقصد بالتناغم الوجداني إحساس وإدراك المدرب الرياضي؛ لِما ما يحس به الأفراد التابعين له وتفهم انفعالاتهم، كما يجب التفريق بين التناغم الوجداني وبين التعاطف أو المشاركة الوجدانية؛ وذلك لأن التعاطف يقصد به مشاركة القائد الرياضي الناجح للتابعين في انفعالتهم؛ أي مشاركة وجدانية، كما يُعدّ التناغم الوجداني من أبرز السمات الفغالة بالنسبة إلى القائد الرياضي الناجح ومساعد للأفراد التابعين، إذ أن هذه السمة تساعد المدرب الرياضي على تفهم حاجات وميول ودوافع اللاعبين التابعين، حيث أنها ليس بهدف التأثير عليهم، ولكن بهدف القدرة على حفزهم لإخراج أحسن ما عندهم.
    كما أنه من ناحية أخرى فإن سمة التناغم الوجداني للقائد الرياضي تكمن في مهاراته الاتصالية بالتابعين، وقدرته على تفهمهم، والميل والشعور الصادق للقائد الرياضي الناجح تجاهم، حيث أن هذا الأمر يتطلب أن يعمل على اكتسابه لثقتهم وتقدريهم، كما أن العلاقة بين القائد الرياضي الناجح وبين الأفراد التابعين تتأسس على الاحترام والعطف والحب والثقة المتبادلة وإحساسه، تعتبر من بين أهم العوامل التي تعمل على نجاح القائد الرياضي المتميز.
    كما أنه من ناحية أخرى ينبغي النظر إلى مفهوم التناغم الوجداني للقائد الرياضي ليس على أنها مشاركة لنفعالات التابعين في مواقف توترهم واستثارتهم وانفعاله بمثل انفعالتهم في بعض المواقف، كما ينبغي النظر إلى هذه المفهوم من ناحية إحساس القائد الرياضي الناجح بأفراح وسعادة الأفراد التابعين له أو مشاكلهم الشخصية، وكل ما يلم بهم من أحداث أو أحزان، وأن يتسم ذلك كله بالإيجابية والفاعلية.
  3. القدرة على اتخاذ القرارات: حيث يُعدّ القدرة على اتخاذ القرار من بين أهم السمات التي تميز القائد الرياضي الناجح والفاعل، بشكل خاص في المواقف المتغيرة التي تتطلب سرعة الاختيار يسن بعض البدائل، واختيار البديل المناسب والمحدد بصورة رشيدة وعقلانية، وليس بصورة عاطفية وانفعالية، وقدرة القائد الرياضي على سرعة ملاحظة مختلف المواقف الرياضية والحكم عليه بطريقة موضوعية.
    وكذلك القدرة على سرعة اتخاذ قرار بتنويع أو تغير التصورات الموضوعة، أو سرعة التعرف على الخطأ في الأداء أو السلوك، حيث أنها كلَّها عوامل عامة وضرورية ومرتبطة بالقدرة على اتخاذ القرار، ولبس المهم هو السرعة القصوى باتخاذ القرار، بل لا بُدّ أن يرتبط بذلك اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب.
  4. الثقة بالنفس: إن القائد الرياضي الناجح يتميز بثقته في نفسه وفي قدراته ومعلوماته ومعارفه وخبراته؛ بحيث يعمل على اكتساب مركزاً قوياً بين الأفراد التابعين، كما يساعد على احترامهم له وتقبلهم لتوجيهاته، فالثقة بالنفس تساعد القائد الرياضي الناجح على سهولة اتخاذ القرار، وتقبل آراء التابعين دون حساسية مفرطة وزائدة.
    كما أن القائد الرياضي الواثق من نفسه لا يظهر عليه التردد أو القلق أو التوتر في المواقف غير المتوقعة، بحيث يستطيع بكل سهولة إبراز وجهة نظره للأفراد التابعين له، وإقناعهم بها والمغالاة في الثقة بالنفس أو الغرور من جانب القائد الرياضي من العوامل ذات الأثر العكسي على الأفراد التابعين، كما أنها لا تساعدهم على توطيد العلاقات الإيجابية معهم.
  5. تحمل المسؤولية: في بعض الأحيان نجد أن بعض القادة الرياضيين يرجع السبب في تحقيق الفشل في بعض الأهداف إلى بعض الأسباب أو العوامل الخارجية، ففي حين أنهم قد ينسبون الفوز والنحاح والانتصار إليهم، وبغض النظر عن الأسباب التي تؤدي إلى النجاح أو الفشل؛ فإن هناك جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق القائد الرياضي، حيث لا بُدّ أن يتحمل المسؤولية بقدر كبير من الشجاعة والتعاون.
    كما أن القائد الرياضي الفاعل يكون مستعداً لتحمل المسؤولية في جميع الأوقات وخاصة في حالات الفشل، حيث يسعى إلى ممارسة النقد الذاتي قبل انتقاد الأفراد الآخرين ومحالة مواجهة الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الحالات، وتحمل المسؤولية تتطلب قوة الإرادة من القائد الرياضي، وشجاعة المواجهة للأخطاء الناجمة ومحاولة بذل الجهد لتصحيح هذه الأخطاء.
  6. الإبداع: إن القدرة على تحقيق الإبادع والابتكار واستخدام العديد من الطرق والوسائل الحديثة في عملية القيادة الرياضية، وكذلك القدرة على إبراز أنواع متجددة ومبتكرة في المجالات المختلفة لنشاط وسلوك التابعين تُعدّ من بين أهم العوامل التي تظهر قدرة القائد الرياضي على الإبداع، كما أن الروتينية في إصدار التوجيهات أو في تشكيل أنواع الأداء أو السلوك للتابعين لا تساعد على تنمية قدراتهم ومهاراتهم، حيث أنَّ المدرب الرياضي مبدع ومبتكر وليس روتينياً وتقليدياً.
  7. المرونة: حيث يقصد في المرونة القدرة على تحقيق التكيف والمواءمة للمواقف المتغيرة وخاصة في نطاق الظروف ذات الضغوط النفسية العالية، ولا يقصد بالمرونة أن يتغاضى القائد الرياضي عن الخطأ، أو أن يتقبل الأمر الواقع لعدم حدوث المزيد من المشاكل والصعوبات.
    ولكن يقصد بسمة المرونة هي السمة التي تميز القائد الرياضي الناجح القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة في ضوء متطلبات الموقف، وإمكانية استخدام أكثر من وسيلة لتحقيق الهدف، وعدم الجمود أو النمطية أو الإصرار على طريقة واحدة وعدم القيام بتغييرها بالرغم من تحقيقها للفشل في تحقيق الأهداف، كما أن القائد الرياضي الذي يتسم ويتصف بالمرونة قائد رياضي ناجح وواقعي، حيث يتعامل مع الإفراد الرياضيين (اللاعبين)، بطريقة واقعية وليس بطريقة مثالية أو طريقة رومانسية أو طريقة خيالية.
  8. الطموح: إن القائد الرياضي الناجح الفعال الطموح، يتميز بالدافعية نحو التفوق، والمزيد من التفوق في ضوء الأسس الموضوعية، حيث يسعى إلى دفع وحفز التابعين بجميع الوسائل الإيجابية لتحقيق أعلى ما يمكن من مستوى، كما أن القائد الرياضي الطموح يتميز بالمثابرة والإصرار، وعدم فقد الأمل في تحقيق الهدف النهائي، حيث أنه لا يستسلم بكل سهولة، كما أنه يسعى بشكل دائماً نحو تطوير نفسه وتطوير قدراته وتطوير معلوماته، حيث يتمسك بأهدافه بغض النظر عن قيمة الوقت والجهد، ولا يقتنع بمكاسبه الحالية، ولكن يسعى إلى المزيد في إطار الإمكانات المتاحة واستثمارها لأبعد مدى.
  9. القيادية: حيث أن القائد الرياضي الناجح يتسم بسمة القيادية، ويقصد بذلك قدرته على القيام بالتوجيه والتأثير في سلوك الأفراد التابعين، وقدرته على التنسيق والترتيب المنظم للمجهودات الجماعية؛ من أجل التوصل إلى تطوير مستوى قدرات زمهارات الأفراد التابعين إلى أقصى درجة، وكذلك قدرته على حفزهم وإثباتهم، وكذلك قدرته على نقدهم أو أحياناً تويع بعض العقوبات عليهم في التوقيت المناسب وبصورة تتناسب مع حجم الخطأ.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007


شارك المقالة: