ما هي طبيعة المجموعات في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


طبيعة المجموعات في علم الاجتماع الرياضي:

إن الحركات الرياضية لا ترتبط بالفرد الرياضي فقط، ولكنها تربط أيضاً مع التفاعل والاعتماد المتبادل للأفراد الرياضيين، فمن جهة منظور السلوك الحركي، فإنه من المهم تحديد الأمر الذي يصف أو يجسد مجموعة رياضية محددة، حيث من إحدى علامات التمييزية في المجموعات الرياضية، هي الاعتماد المتبادل، ويقصد بالاعتماد المتبادل أنه تأثير مشترك أو تبادلي لفردين رياضيين أو أكثر، ممّا يخلق ذلك تأثيراً على طبيعة علاقات المجموعات الرياضية.

حيث تتضمن المجموعات في علم الاجتماع الرياضي عدة خصائص، أهمها (التفاعل، البنية، الحجم، الأهداف، الانسجام، التفاعل، التناغم، والتغير الزمني)، كما يشتمل التفاعل الاجتماعي على الطرق التي يؤثر فيها أفراد المجموعة الرياضية في سلوك بعضهم البعض.

فعلى سبيل المثال يدخل قائد الفريق الذي تم تعيينه بوقت سابق ليكون مسؤولاً عن الإحماء إلى صالة الجمباز بوقت متأخر، بينما في ذات الوقت يتولى عضو أخر عملية الإحماء، حيث يبدو أعضاء الفريق الرياضي متباطئين في بداية الإحماء، وعند وصول القائد يكون تغير ملحوظ في سلوك جميع الأعضاء الآخرين في الفريق الرياضي، حيث أنه مع استلام القائد لقيادة الإحماء، يبدأ أفراد المجموعة الرياضية (الفريق الرياضي) ببذل الجهود.

حيث أن بنية المجموعات الرياضية يمكن تحديدها في ضوء الدور الذي يقوم به الفرد الرياضي، والحالة والجاذبية؛ أي بمعنى كيفية جذب الأفراد الرياضيين الآخرين، فأعضاء المجموعة الرياضية سوف يتولّون أدوار الدعم أو القيادة الرياضية أو المواجهة الرياضية، حيث يمكن أن تكون الأدوار أدوار رسمية المتمثلة بالمعلم أو المدرب أو قائد الفريق أو صانع الألعاب، أو اللاعب الذي يشغل مركز الظهير الرباعي أو مركز مهاجم أو مركز لاعب الوسط.

أما بالنسبة إلى الدور غير الرسمي قد يكون الدور المناط بالمصلح أو المهاجم أو الناقد، كما أن بعض الأفراد الرياضيين الذين يقومون بأدوار رسمية أو غير رسمية يكونون محبوبين، ولهم تقدير واحترام أكثر ولهم شعبية أكثر، كما يمكن أن يختلف حجم المجموعة إلى حد كبير.

أقسام حجم المجموعات الرياضية:

يمكن تقسيم حجم المجموعات الرياضية إلى ما يلي:

  • مجموعة ثنائية: وهي المجموعة التي تتكون من فردين رياضيين.
  • مجموعة ثلاثية: وهي المجموعة التي تتكون من ثلاث أفراد رياضيين.
  • مجموعة صغيرة: وهي المجموعة التي تتكون من أربع إلى عشرين فرداً رياضيين.
  • مجموعة كبيرة: وهي المجموعة التي تتكون من عشرين إلى ثلاثين فرداً رياضيين.
  • المجتمع الرياضي: وهي المجموعة التي تتكون من أكثر من أربعين فرداً رياضياً.

حيث من المهم الانتباه إلى حجم المجموعة الرياضية؛ وذلك لأن التأثير والاتصال الرياضي والتفاعل الرياضي يلعبان أدواراً في تحقيق النجاح أو فشل المجموعات الرياضية، ففي العادة أن الوحدات الاجتماعية في الألعاب الرياضية المنظمة سواء كانت ألعاب فردية مثل لعبة التنس أو السباحة، أو ألعاب جماعية مثل لعبة كرة القدم أو لعبة كرة الطائرة، تكون مجموعات صغيرة أو تكون مجزأة في مجموعات صغيرة.

كما يستعد أعضاء المجموعة الرياضية للسعي وراء تحقيق الأهداف العامة، فعلى سبيل المثال سوف يخلق الأفراد الرياضيين مجموعة مبنية على الرغبة بالفوز ببطولة الولاية في هوكي الجليد، فإن الأهداف يمكن أن يتم استخدامها كمساعد في توضيح الدور، حيث عندما يتم توضيح الأدوار فإن اللاعبين سيتقبلونها.

فإن الحد الذي تربط فيه المجموعة أعضائها مع بعضهم البعض ومع المجموعة بأكملها يسمى التماسك، حيث أنه هو عبارة عن الرابط الحميم لأعضاء المجموعة الرياضية، فيمكن أن يتم تقييد وربط الأفراد الرياضيين مع بعضهم البعض ومع المجموعة، فعلى سبيل المثال لاعب الجمباز الحركي أو الجمباز الإيقاعي قد ينجذب إلى اللاعبين الذين يشبهونه من المشاركين على جهاز المتوازي، كما يمكن أن ينجذب إلى فريق الجمباز بأكمله.

حيث أن الفرد الرياضي المتواجد في المجموعات الرياضية هو  عبارة عن شخص ذات طبيعة اجتماعية، يتنافس في واحدة أو أكثر من الألعاب الرياضية التي تنطوي على القوة البدنية أو السرعة أو القدرة على التحمل، كما توفر الرياضة واللعب فرصًا لا حدود لها في التعليم والتعلم داخل المجموعات الرياضية، حيث تشجع الرياضة التعليم المستمر في تنمية المهارات والشخصية، كما يتعلم الرياضيون الذين يتعلمون كيفية الأداء بشكل أفضل أيضًا كيف يصبحون زملاءً أفضل في الفريق الرياضي (المجموعة الرياضية)، حيث أنهم يعملون لتحقيق أقصى استفادة من تجربتهم.

كما يساعد هدف الأداء الرياضي المحدد من قبل أفراد المجموعات الرياضية على التركيز على جانب من جوانب الأداء على أن يتحكم فيه بشكل كامل، حيث تسمح أهداف الأداء للرياضي بالتركيز على تفاصيل الأداء، وليس فقط الفوز والخسارة، فإن  الهدف الناتج يساعد المؤدي على التركيز على الصورة الكبيرة لما يحاول تحقيقه.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، خيرالدين عويس وعصام الهلالي، 1997الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: