ما هي مصادر ووظائف دوافع السلوك الحركي؟

اقرأ في هذا المقال


 مصادر دوافع السلوك الحركي:

إن الدافع الرياضي هو ينشأ عن الحاجة، ومن ثم يكون السلوك نتيجة لمجموعات متداخلة من الحاجات، حيث أن هذه الحاجات كثيرة ومتنوعة ومختلفة؛ أي بمعنى أنه من الصعب حصرها، ولكن في ذات الوقت يمكن تقسيمها إلى صنفين أساسين وهما فسيولوجية واجتماعية، حيث ينتج عنها دوافع يمكن العمل على تصنيفها وفقاً إلى دوافع فسيولوجية ودوافع اجتماعية.

فإن الحاجات الفسيولوجية يقصد بها أنها عبارة عن العوامل المرتبطة بالتكوين الفسيولوجي للفرد الرياضي اللاعب، مثل الحاجة إلى الطعام، والحاجة إلى الماء والحاجة إلى الحركة، حيث يتولد عن تلك الحاجات دافع الجوع ودافع العطش ودافع النشاط الحركي، حيث أن هذه الحاجات قد تكون عواملها المثيرة عوامل كيميائية أو عومل عصبية أو عوامل حركية، كما أنها لا تستخدم جميعها كمصادر لدوافع السلوك الرياضي، ولكن يمكن استغلال الحاجة إلى ممارسة الحركة والنشاط في الملاعب الرياضية.

كما تعتبر الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها سواء كانت أنشطة جماعية، مثل (لعبة كرة القدم، لعبة كرة السلة)، أو أنشطة فردية مثل (ألعاب القوى، ركوب الخيل) وسيلة لإشباع الحاجات الفسيولوجية، كما أن استثارة هذه الحاجات بطريقة مثلى ينتج عنها أفضل الدوافع للممارس الأنشطة الرياضية.

فإن اللاعب الرياضي قد يجد المتعة والفرح والسعادة عند ممارسة نشاط رياضي معين، حيث أن هذا الشعور الذي يدفع إلى الاستمرار والمواظبة في ممارسته، حيث أنه يكون ناتج عن إشباع حاجة أو أكثر من حاجاته الاجتماعية النفسية، مثل الحاجة إلى الانتماء الاجتماعي؛ وذلك نتيجة لشعوره بأنه أصبح عضواً فعالاً في الفريق الرياضي، أو وجود الحاجة إلى التقدير؛ وذلك لشعوره بالتفوق على زملائه وإحساسه وميوله باهتمام المدرب وأصدقائه به أثناء اللعب.

حيث كلما زادت الحاجة كلما زات قوة الدافع في ممارسة الأنشطة الرياضية، كما أن من جانب الثاني يتعلم الفرد الرياضي إشباع الحاجات من خلال تفاعله مع مجتمعه الرياضي المحيط به، سواء كان في مجال الأسرة أو المدرسة أو النادي الرياضي أو المركز الاجتماعي، أو أي وسط اجتماعي يتعامل معه اللاعب الرياضي.

وظائف دوافع السلوك الحركي:

  • تعمل الدوافع في الرياضة على إثارة سلوك اللاعب الرياضي؛ أي بمعنى أن اللاعب يصبح خاملاً وكسولاً إذا تم إشباع جميع حاجاته، أما في حالة استثارة حاجة من حاجاته فإنه يذهب إلى إشباعها، فإن من الملاحظ الأفراد الرياضين العاملين مجال التدريب الرياضي أن كثير من اللاعبين الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية لا يبذلون من الجهد والتعب في معظم الأوقات التدريب، بقدر ما يبذله اللاعبين الذين يسعون إلى تحقيق هذه المكانة في الفريق إلّا إذا شعروا بأن يوجد بعض اللاعبين الآخرين سوف يحتلون مكانتهم.

كما يلاحظ أن اللاعب الذي يكون ضمن جماعة أحد الأندية الرياضية في أية لعبة لا يقبل على الاشتراك في حصص التدريب في الملاعب الرياضية بنفس النسبة الذي يقبل به باقي لاعبين الجماعة، حيث هنا يظهر دور المدرب والمدرس الرياضي في ضرورة استثارة حاجات لاعبيهم.

  • كما تعمل الدوافع على توجيه السلوك الرياضي الممارس، حيث أن اللاعب حريص على تحقيق مركز كبير في اللعبة التي يمارسها ويشعر بضعف مستوى أدائه لبعض مهارات اللعبة، فعلى سبيل المثال اللاعبين الضعيفين في التصويب بكرة السلة من أماكن معينة يلاحظ المدرب أكثر اللاعبين تصويباً من هذه الأماكن، حيث أن الدوافع الرياضية لا تقتصر على توجيه السلوك داخل الملعب الرياضي لوحده بل أيضاً خارجه.

فإن الفرد الذي يحب الرياضة يكون حريصاً في أغلب الأوقات على تتبع الأخبار الرياضية التي تنشر يومياً في الصحف والمجلات الرياضية، وبالإضافة إلى تتبع المباريات التي يتم بثها على شاشة التليفزيون؛ حيث أن ذلك عكس الفرد غير المحب للرياضة الذي يمر مرور الكرام على الأخبار الرياضية، حيث أنه لا يهتم بالمباريات المبثوثة كما يهتم اللاعب الذي يمارس نفس اللعب والذي يهتم أكثر من الرياضي الذي يمارسها.

  • تساعد الدوافع داخل الملاعب الرياضية على استمرار السلوك الرياضي وصولاً إلى تحقيق الهدف، فإن اللاعب الرياضي يستمر في كفاحه ويقوم ببذل أقصى جهد ويستمر في حضور التدريب في هدف رفع مستواه، ما دام هذا النشاط مجالاً لإشباع حاجاته بمختلف أنواعه، والتي تتمثل في الرغبة في تحقيق التفوق وإحراز البطولة؛ ونسبةً إلى ذلك يتم ملاحظة زيادة الجهد والتعب ومعدل حضور اللاعبين واستمرارهم على التدريب، كما أنه كلما اقترب موعد البطولة الرياضية التي تعتبر مجالاً لإشباع حاجات اللاعبين، كلما كان الهدف واضح من التدريب وأيضاً زاد إقبال جهد اللاعبين عليه.
  • تعمل الدوافع داخل الملاعب الرياضية على زيادة معدل السلوك الرياضي، حيث أن المجال الرياضي بمختلف مجالاته المتعددة يعتبر من أفضل مجالات الحياة إشباعاً لحاجات الفرد الرياضي اللاعب، حيث يعتبر هذا الإشباع عامل تعزيز إيجابي للسلوك الرياضي والذ يؤدي إلى احتمالية حدوثه، فإن اللاعب الرياضي الذي يمارس الأنشطة الرياضية لأول مرة غالباً ما يجد في هذه الممارسة المتعة والفرح والسعادة، حيث أن هذا يعتبر حالة من الرضا النفسي.
  • تساعد الدوافع في الملاعب الرياضية على تأخير ظهور التعب خلال ممارسة الأنشطة الرياضية، حيث أن من الثابت علمياً أن التعب عبارة عن ظاهرة نفسية أكثر من كونها ظاهرة فسيولوجية، فإن اللاعب الرياضي الذي يميل إلى ممارسة لعبة معينة يراه المدرب الرياضي المسؤول عنه قادراً على ممارستها لمدة أطول من المدة الزمنية التي يتحملها لاعب ثاني يميل نحو ممارسة لعبة ثانية، وذلك حتى لو كان هذان اللاعبان على نفس مستوى اللياقة البدنية.

فإن الفرد الرياضي الذي يميل إلى ممارسة نشاط معين يجد أن دوافعه نحو هذا النشاط أكثر من الأنشطة الأخرى؛ أي بمعنى أنه يعتبر مجالاً مهمًا لإشباع حاجات اللاعبين، كما أن عملية إشباع الحاجات لا يستطيع أن يتحمل أعباءها إلا اللاعب الرياضي المستفيد منها.

    • تساعد الدوافع على تعلم السلوك الرياضي، فعلى سبيل المثال، لاعب كرة القدم لم يبدأ في تعلم هذه اللعبة من نفسه، ولكن يوجد عامل دفعه إلى ذلك، حيث عندما كان طفلاً وشاهد مباراة كرة القدم، سواء كان في المدرسة أو التليفزيون، حيث يكون قد لاحظ مدى الاهتمام والتقدير والثناء الذي يحصل عليه اللاعبين قبل وبعد وأثناء المباراة.

فإن شعر بشكل غير مباشر أنه هذه اللعب قد تكون مجالاً وعاملاً مهمًا لإشباع حاجاته الاجتماعية والنفسية، حيث أن هذا الشعور قد تمثل في ميله إلى لعبة كرة القدم وهو ما دفعه إلى ممارستها، والتغلب على كل الصعوبات والمشاكل التي واجهها أثناء التدريب على اللعبة حتى أصبح لاعباً.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997 علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005


شارك المقالة: