ما هي مكونات الجماعة في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مكونات الجماعة في علم الاجتماع الرياضي:

بالنظر إلى السلوك الحركي، فإن مجموعة من الأفراد لا تشكل فريقاً، حيث يوجد أربعة مراحل مكونات لعملية تطوير الجماعة الرياضية داخل الملاعب الرياضية أو الأماكن الرياضية بشكل عام، وأهم تلك المكونات:

  • المكون الأول (التشكيل): حيث يجب على الأفراد الرياضيين في هذا المكوّن أن يتخذوا القرارات فيما يتعلق إذا كانوا يريدون الانتماء إلى مجموعة رياضية محددة، كما أن عليهم أن يقوموا بتحديد أي أنواع من الأدوار الذين يسعون إلى ممارستها، فالفرد الرياضي الذي يستمتع في عمل الدحرجات الأمامية، والدحرجات الخلفية يتم تشجيعه على أن يصبح عضواً في فريق الجمباز.

حيث أن القرار الأول الذي يجب اتخاذه هو الميل نحو واحد من الأعمال؛ أي بمعنى التدريب، فإن الفرد الرياضي (اللاعب) يبدأ بالتفاعل مع الأفراد الآخرين أثناء أداء التمارين، حيث إنه مع نهاية الحصة أو وقت التدريب يكون اللاعب قد كون أصدقاء وأصبح عضواً فعالاً في الفريق.

  • المكون الثانية (العصف): وتسمى أيضاً مرحلة اختبار القوة، حيث تشمل على مناقشات حول القرارات والصراعات، وعدم التناغم حسبما يتم إنشاء الأدوار والمسؤوليات والوضع العام داخل المجموعة الرياضية بأكملها، حيث يمكن أن ينتج عن هذا المكون سلوكيات حركية علنية تمثل العدوانية، تشير إلى الانفعال والغضب والإحباط في البيئة الرياضية.

كما أنه خلال هذا المكون تحدث فيها الديناميكيات متعددة الأبعاد الاجتماعية، فإن أخصائي السلوك الرياضي والسلوك البدني الحركي أن يوفر الثبات في اتخاذ القرارات والسلوكيات والمناقشات بشأن القدرات الفردية وأدوار الفريق؛ وذلك بهدف تخفيف الإثارة التي تعبر عن نفسها بالقلق والهدوء.

  • المكون الثالث (وضع المعيار): وتسمى أيضاً مرحلة الهدوء ما بعد العاصفة، حيث يبدأ أعضاء المجموعة الرياضية في امتلاك إحساس الراحة بحيث يستطيعون الأداء على مستوى معين والعمل الحركي معاً، كما تصبح المجموعة متماسكة ومركزة على المهمة بشكل تدريجي؛ وذلك باستخدام القوى الفردية لإفادة الصالح العام للفريق الرياضي، وهي لا تزال نشطةً نوعاً ما في تصرفها.

حيث تقوم المجموعة بتقسيم المسؤوليات بفعالية أكبر وتنتج التضامن والتكامل الاجتماعي، حيث من المهم بالنسبة إلى أخصائي السلوك الحركي أن يشرك كل عضو في عملية اتخاذ القرار؛ وذلك لتحديد مستويات التوقع في هذا المكون.

  • المكون الرابع (الأداء): وهي عبارة عن عملية تطوير الفريق عندما يطور التركيز والأفعال الفكرة العامة لنجاح الفريق الرياضي، حيث يعمل أفراد الفريق بشكل جدي في الأدوار الممارسة، فكل واحد منهم يقوم بالمكافحة ليقوم بإسهاماته من أجل أفضل وضع للمجموعة، وبشكل عام كلما كان التفاعل والتنسيق لازماً أكثر كلما أصبحت العملية الجماعية أهم، وكلما قلت أهمية التفاعل والتنسيق يكون العمل الجماعي أقل أهمية.

دور أخصائي السلوك الحركي في تكوين الجماعة:

حيث  أن لأخصائي السلوك الحركي الدور في أن يسهل في بناء الفريق عن طريق الاعتبار لوجهات النظر المبنية على البحث التالي:

1. تصميم أوضاع من أجل التفاعل التي تتطلب من الأعضاء أن يكونوا متقاربين أو مترابطين جسدياً من بعضهم البعض، فعندما يكونوا الأفراد الرياضيين متقاربين من بعضهم البعض، فإنهم يكونوا أكثر ملائمة للتفاعل ولإيجاد الأسس العامة التي يمكنها بناء اتحاد الفريق بدلاً من الاختلاف.

2. تصميم مواقف يستطيع فيها أعضاء آخرين من المجموعة أن يقدموا فرصاً للاستمتاع الدعم الروحي والدعم العاطفي، بالإضافة إلى القياس البنائي والمشاركة الوجدانية، التي يمكن فيها أن تكون مظاهر الرعاية، والتحمل والصبر والتفهم وقبول الآخر مفيدة ومساعدة بشكل كبير، خصوصاً خلال أوقات الأزمات.

3. تعريف هوية الفريق من خلال التفرد في النوعية أو شيء محدد يفصل أو يميز المجموعة الرياضية عن المجموعات الأخرى، فعلى سبيل المثال يتم تشجيع الفريق عن طريق العمل على تزيين السيارات والكرات والشباك، بالإضافة إلى شعارات مطبوعة على قمصان الفريق التدريب التي بإمكانها أن تبني هوية الفريق وفرديته.

4. تصميم استراتيجية من شأنها أن تشجع على الانفتاح والإخلاص والثقة والسلوك الأخلاقي في علاقات الفرد الرياضي مع جميع الأفراد الي يكون مسؤول عنهم، حيث تتمثل في الأحكام التي سيتم إصدارها التي تحتوي على مهارات الاتصال الخاصة بالمدرب، بالإضافة إلى إدراك إسهامات المدرب الرياضي واللاعبين للفريق، على أن يحاول المدرب أن يساعد على لاعب في الفريق ليتحسن ويتطور، حيث كلما كان الإدراك أكبر للنزاهة بين اللاعبين والمدربين، كلما زاد مستوى الالتزام والمتعة.

5. بالرغم من أن التباين والتنوع الذي يمكن مواجهته في الفريق الرياضي، يجب أن يتم تحديد المبادئ العامة والاجتماعية التي يمكن أن يرتبط بها الأعضاء ويؤمنون بها، فعلى سبيل المثال يبدو أن العديد من المبادئ الإنسانية الأساسية تتعدى العمر، والجنس، القدرة، العرق، التوجه الجنسي، الثقافة، الايدولوجية، الاقتصاديات، السياسات والدين، بالإضافة إلى قوة الشخصية والاتزان والعقل والروح والنزاهة والعدالة والإخلاص والثقة.

كما يوجد عدة أهدف يسعى أخصائي السلوك الحركي إلى تحديدها، وهي:

  • السعي لتحقيق الفوز: ففي الرياضة المحترفة يتم الدفع للرياضيين والمدربين للفوز، في حين أن الفوز لا ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي على مستوى الشباب أو المدرسة الثانوية أو الكلية، فإن بذل الجهد والسعي للفوز بكل مسابقة يجب أن يكون الهدف دائمًا.

  • الترفيه: حيث يعود تاريخه إلى الوقت الذي تنافس فيه المصارعون في المدرج الروماني على الملاعب الحالية التي تبلغ تكلفتها عدة ملايين من الدولارات، وكان الناس يتدفقون لمشاهدة الملاعب الرياضية لعدة قرون، حيث زادت التكنولوجيا مثل الراديو والتلفزيون من شعبية الرياضة وساهمت في جعلها جزءًا كبيرًا من عالمنا الذي نعيش فيه في الوقت الحاضر.

  • الإلهام: حيث تشكل الرياضة وتلهم، وتجمع الناس معًا لعدة أسباب، لكن الأهم من ذلك أن الرياضة هي وسيلة يمكننا من خلالها تعليم وتعلم سلوكيات معينة من شأنها تشكيل شخصية الفرد الرياضي.
  • التركيز على عناصر قابلة للتحكم: ففي مجال ألعاب القوى التنافسية وفي مجال الحياة، من المهم أن يتم تذكر أن هناك أشياء يمكن التحكم فيها ولا يمكن السيطرة عليها، حيث لا يمكن التحكم في حجم أو مستوى مهارة خصومنا، والطقس، والمكالمات الصادرة عن مسؤولين وأكثر من ذلك بكثير.
  • الانضباط:  إن التأديب ليس شيئًا يتم القيام به فرد رياضي بغرض العقاب، بل هو ممارسات يومية تساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم، حيث يدرك المدربون والرياضيون أنه لا يمكن أن تصبح أكبر وأسرع وأقوى دون رفع الأثقال والجري واتخاذ خيارات الحياة اليومية، مثل النظام الغذائي والنوم والترطيب.

  • الصداقة: حيث يسعى أخصائي السلوك الحركي إلى تكوين علاقات صداقة ذات طبيعة اجتماعية بين الأفراد الرياضيين ببعضهم البعض، حيث تتشكل الروابط في الرياضة نتيجة اجتماع الأشخاص الذين يتشاركون نفس الاهتمامات ويسعون لتحقيق هدف مشترك، فعلى سبيل المثال في بداية كل الموسم الرياضي، فقد لا يكون اللاعب صديقًا للجميع في الفريق أو الجماعة الرياضية، ولكن يحدث شيء خاص من خلال الدم والعرق والدموع.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خيرالدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: