مصادر وأعراض الاحتراق الرياضي في علم النفس الرياضي

اقرأ في هذا المقال


مصادر الاحتراق الرياضي لدى الرياضيين في علم النفس الرياضي:

هناك مجموعة من المصادر التي تقود الرياضيين إلى الاحتراق الرياضي، والبعض من هذه المصادر من الممكن أن تكون موجودة في الشخصية الرياضية ذاتها وبعضها الآخر من الممكن أن يرتبط بعدة عوامل خارجية، وقد تم تلخيص مصادر الاحتراق الرياضي للرياضيين في مجموعة من الجوانب ومنها:

  •  الشخصية الرياضية:
    هناك مجموعة من الفروق الفردية الواضحة والخاصة في الشخصية الرياضية بين كل رياضي واخر، فاللاعبين الرياضيين اللذين من الممكن أن يكونون قريبين من ظاهرة الاحتراق الرياضي بدرجات أكثر من اللاعبين الآخرين، فهم غالباً ما يتصفون بالكثير من الصفات والجوانب المتعددة، ومن هذه الصفات: (نقص مستوى الدافعية الرياضية اتجاه الإنجازات والتفوق الرياضي، الحاجة إلى الثقة بالنفس والتفاعل الذاتي، وقلة درجة تقدير الذات، ومستويات عالية في القلق الرياضي، وجود سمة نزعة التشاؤم بمستوى أكثر من سمة نزعة التفاؤل خلال النظر إلى المواقف والاحداث الرياضية المتنوعة، الافتقار إلى تفسير أسباب المواقف أو الأحداث الرياضية على أنها ليست من تحكمه.
  •  قيمة الإنجاز الشخصي: إن قيام اللاعبين الرياضيين على تحقيق الإنجازات أو التفوق في مجال الرياضه التي يمارسونها، أو محاولتهم في الإدراك أن إنجازاتهم الرياضية هي إنجازات متواضعة ولا ترتقي إلى مستوى قدراتهم الرياضية وإمكاناتهم أو توقعاتهم في المجال الرياضي، إضافةً إلى الاستمرار في عملية تكرارهم للهزائم ومرورهم بالكثير من محاولات الفشل، أو قدرتهم في إدراك بأن الاخرين في المجال الرياضي وخاصةً أولئك الذين عادةً ما يهتمون بآرائهم وتقييماتهم؛ مثل المدربين الرياضيين أو الإداريين الرياضيين أو الناقدين الرياضيين لا يقومون بتقديرهم بشكل صحيح أو أنهم يقومون بتقديرهم بشكل سلبي مبالغ فيه أحياناً.
  • تكرار الإصابات البدنية في المنافسات الرياضية: إن اللاعبين الرياضيين اللذين يكونون قد حدث لهم عدة اصابات رياضية بدنية فإنه من الممكن أن تتكرر إصاباتهم في عدة أجزاء مختلفة من أجسادهم، أو أنه من الممكن أن تعود إليهم نفس الاصابات القديمة، وذلك بناء على طبيعة الأنشطة الرياضية التي يتم ممارستها، وهذا هو الأمر الذي يقوم بإلقاء العديد من طبيعة الأنشطة الرياضية التي يتم ممارستها، وبالتالي يلقي هذا بالمزيد من الضغوط النفسية على معظم الرياضيين من النواحي البدنية أو النواحي النفسية لهم.
  • ضغوط المجال الرياضي: من الممكن أن يكون ذلك بسبب الحمل الرياضي الزائد أو التدريب الرياضي الزائد الذي يكون قد تعدى حدود قدرات اللاعبين الرياضيين، وأيضاً بسبب القيام بمغالاة الاشتراكات في المباريات الرياضية، أو بسبب القيام بمواجهة الرياضيين المنافسين أصحاب المستويات الرياضية العالية، ومن الممكن أن يكون بسبب كثرة السفر أو التنقل للخوض في المنافسات والمباريات الرياضية.
  • ضغوط الحياة العامة للرياضيين: يقصد بالضغوط النفسية في المجال الرياضي، هي تلك الضغوط النفسية التي تكون عادةً مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية المتشابكة والمترابطة ما بين اللاعبين الرياضيين وكل من المدربين الرياضيين، والإداريين الرياضيين، وبين الوسائل الإعلامية الرياضية، وغيرهم الكثير ممّن تربطهم مع الرياضيين الكثير من العلاقات الاجتماعية في المجال الرياضي، ومن الممكن أن يرتبط بنوع هذه العلاقات من عمليات الانتقادات أو الدكتاتورية أو عدم وجود التقدير الرياضي الكافي أو عدم وجود التحفيز الرياضي أو تشجيع اللازم، أو القيام بمحاولات من المطالبة لتحقيق درجات عالية من الطموحات في المجال الرياضي.

أعراض الاحتراق الرياضي لدى الرياضيين في علم النفس الرياضي:

هناك الكثير من الأعراض التي من الممكن أن تبدأ بالظهور على اللاعبين الرياضيين على شكل إشارات واضحة أو كعلامات إنذار لوجود الاحتراق الرياضي لديهم، ومن هذه الاعراض التي وضحها علماء النفس الرياضي ما يلي:

  • الإنهاك البدني: هو عبارة عن استمرارية شعور اللاعبين الرياضيين باستنزاف الطاقة الرياضية أو البدنية، وشعورهم بحالات من الإرهاق والتعب ذات المستوى الشديد، وعدم وجود إحساس لديهم بوجود الراحة الجسمية أو النفسية، وحاجتهم الى مدة زمنية طويلة لمحاولة الشفاء أو للمحاولة في العودة إلى حالتهم الطبيعية، حيث أنه بعد قيامهم باداء نوع معين من الجهد البدني فإنه ينتابهم مشاعر بانخفاض مستوى اللياقة البدنية لديهم، أو انخفاض في بعض من السمات البدنية مثل؛ (القوة العضلية أو السرعة أو التحمل أو الرشاقة وغيرها)، وأيضاً شعورهم بحالات من التوتر العضلي المستمر، أو شعورهم بالقلق الرياضي البدني من ارتفاع وحدة الاستثارات الرياضية الفسيولوجية.
  • الإنهاك الانفعالي: هو عبارة عن استمرارية الاحساس بزيادة درجات التوتر والاستثارة، القلق، ضعف القدرة على التحكم بالعديد من المواقف والأحداث، المرور في حالات انفعالية سلبية بصورة ملحوظة، تميز اللاعب بالنزفرة الواضحة والانفعال لأقل مثير والارهاق الانفعالي.
  • الإنهاك العقلي: ويعني استمرار شعور اللاعبين الرياضيين بحالات من التعب العقلي ذات المستوى الشديد، وشعورهم بالبطء في الكثير من العمليات العقلية العليا، مثل: (عملية الإدراك وعملية التفكير وعملية التذكر وعملية التصور الذهني وعملية الانتباه)، وشعورهم بعدم وجود القدرة لديهم على اتخاذ القرارات، وميلهم نحو التفكير بطريقة تشاؤمية.
  • الإنهاك الدافعي: ويرتبط باستمرار شعور اللاعبين الرياضيين بحالات من النقص الواضح في عملية الدافعية الرياضية نحو الانجاز أو التفوق الرياضي لديهم، وحدوث ضعف في الشعور بالتنافسية لدى اللاعبين الرياضيين وفقدان ثقتهم بأنفسهم أو إنخفاض مستواها، وفقدان الميول الرياضية لديهم في ممارسة الأنشطة الرياضية أو في محاولة الارتقاء بالمستويات الرياضية العالية، والحاجة إلى الفاعلية الذاتيه.

نتائج أعراض الاحتراق الرياضي للرياضيين في علم النفس الرياضي:

إن أعراض الاحتراق في المجال الرياضي التي تم ذكرها تعتبر أنها عبارة عن سلسلة رياضية تكون متصلة الحلقات تؤثر كل حلقة منها على الحلقة الأخرى، ومن الممكن أن يتم القيادة اليها والتأثر بها، ومن الممكن أن تكون نتائجها على الشكل التالي:

  • قيام اللاعبين الرياضيين بالاستمرارية في ممارسة الأنشطة الرياضية في مستويات رياضية أقل بكثير جداً من مستوياتهم الرياضية الحقيقية وقدراتهم وإمكاناتهم الرياضية السابقة.
  • قيام اللاعبين الرياضيين بالانسحاب بشكل كامل أو قيامهم بالتوقف عن الاستمرار في خوض المنافسات أو المباريات أو الأنشطة الرياضية، ويعتبر هذا بأنه محصلة نهائية لهذه العوامل السلبية، وبالتالي حدوث الاحتراق الرياضي للاعبين الرياضيين.

وبالتالي يعتبر ممارسة الرياضيين للأنشطة الرياضية بشكل معتدل ومنتظم، مثل: ممارسة المشي بشكل يومي وفي فترات الصباح، أو قيامهم بركوب الدراجات الهوائية، أو ممارستهم للأنشطة الرياضة التي يميلون إليها، تكسبهم فوائد كثيرة على مستوى الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية، وبالتالي تبعدهم عن ظاهرة الاحتراق الرياضي أو تعمل على تخفيف درجتها وفي جميع المستويات الرياضية.

وهذه الفوائد تفوق فوائد الأنشطة البدنية بأضرارها المحتملة التي من الممكن أن تحدث نتيجة لعدة حوادث في المجال الرياضي، وكذلك يعد ممارسة الرياضيين لبعض الأنشطة الرياضية أفضل من حالة عدم ممارستها على الإطلاق، ويعتبر ممارسة المزيد من الأنشطة الرياضية بشكل يومي وبطرق بسيطة تمكن الرياضيين من أن يصلوا بسرعة إلى مستويات الأنشطة الرياضية التي يهدفون إليها.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامة كامل راتب،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسين عبدالزهرة عبدأليمه،الطبعة الأولى.


شارك المقالة: