مفهوم الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي وأعراضه وأسبابه

اقرأ في هذا المقال


خلال السنوات الاخيرة في المجال الرياضي بدأت ظاهرة الاحتراق النفسي للمدربين بالظهور بشكل واضح، وخاصةً في الأنشطة الرياضية ذات الشعبية الكبيرة في بعض الفرق الرياضية؛ وذلك بسبب بعض الضغوط النفسية أو معيقات مهنية أو إدارية أو اجتماعية، والتي غالباً ما قد يواجهها المدرب الرياضي في مجالات عمله، وتكون من ضمن نتائجها القيام باعتزال بعض من المدربين الرياضيين العمل في مجال الرياضة، وكذلك رجوع بعض الرياضيين المعتزلين للعمل في مجال التدريب الرياضي.

مفهوم الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي:

هو عبارة عن حالة من الانهاك العقلي أو الانفعالي أو البدني التي يشعر بها المدرب الرياضي؛ وذلك بسبب الأعباء والمتطلبات الرياضية الزائدة والمستمرة التي تكون واقعة على عاتقه، نتيجة لمهنته كمدرب رياضي أو أدائه أو جهده واخلاصه في عمله، وأيضاً علاقته مع الرياضيين او مع اشخاص آخرين مثل؛ الإداريين في المجال الرياضي أو الجمهور المشجع أو النقاد، فإن لم ينجح في الحصول على المستوى أو المقابل الذي كان يتوقعه.

أعراض الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي:

هناك مجموعة من الأعراض المترابطة  التي تظهر مع بعضها في الوقت نفسه، والتي من الممكن أن تشير الى حدوث ظاهرة الاحتراق النفسي لدى المدرب الرياضي ومن بينها:

  • الإنهاك العقلي: وهو عبارة عن شعور المدرب الرياضي بحالة من الاستنفاذ العقلي أو التعب العقلي أو الإرهاق الذهني ذات المستوى الشديد، وعدم قدرتهم في المواصلة على التفكير أو التخطيط بشكل دقيق، وتدهور مستوى الإدراك لديهم ومستويات التصور والتذكر والانتباه بشكل ملحوظ.
  • الإنهاك الانفعالي: وهو عبارة عن شعور المدرب الرياضي بزيادة درجة التوتر الرياضي الانفعالي والشعور بالقلق الرياضي الدائم والمستمر، وشعوره بتدني قدرته على التحكم في الانفعالات الرياضية الزائدة والعصبية، وسرعة حدوث الانفعالات الرياضي لديه بأقل درجة مثير رياضي، وشعورة بالإرهاق بسبب الانفعالات الرياضية.
  • الإنهاك البدني: ويقصد به بأنه هو عبارة عن شعور المدرب الرياضي بقلة مستويات الحيوية والطاقة والنشاط الرياضي البدني بصورة عامة لديه، وشعوره بحدوث انخفاض في مستوى لياقته البدنية، وحدوث حالات من التعب البدني لديه عند قيامه بأقل جهد ممكن، وإحساسه بحالة من الخمول الجسدي.
  • تغير بالشخصية نحو الأسوأ: ويتضمن ذلك حدوث تغييرات سلبية في شخصية المدرب الرياضي، مثل قيامه بالتعامل مع الرياضيين بطريقة أكثر قساوة غير اللذين هم معتادون عليها، وانخفاض درجة اهتمامه بمشكلات  اللاعبين لديه، وانخفاض مستوى الحماس اتجاه عملية التدريب الرياضي، واتجاهه نحو المحاولة بتبرير أخطاءه  الذاتية.
  • نقص الإنجاز الرياضي الشخصي: وهو عبارة عن إدراك المدرب الرياضي بعدم وجود قدرة لديه على إمكانية  تحقيق الإنجازات الرياضية، وحدوث ضعف في مستوى الدافعية الرياضية لتحقيق الإنجاز الرياضي، مع شعوره أحياناً  بعدم وجود التقدير الكافي من قبل الرياضيين وأشخاص آخرين.

أسباب حدوث الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي:

هناك مجموعة من الدراسات والأبحاث التي اجريت فيمجال علم النفس الرياضي والتي دلت على وجود الكثير من الضغوط النفسية، التي من الممكن أن تساهم في حدوث ظاهرة الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي، وتم تلخيصها كما يلي:

ضغوط نفسية مرتبطة باللاعبين الرياضيين أو بالفرق الرياضية:

  • عدم قيام اللاعبين الرياضيين باحترام المدرب الرياضي بشكل كافي، حيث أنه يشعر ويتعامل معهم على أنه معلم أو أب وأخ أكبر لهم.
  • عدم قيام اللاعبين الرياضيين بتقدير الجهود التي يبذلها المدرب الرياضي؛ وذلك لقيامه بمحاولات من الارتقاء بمستواهم الرياضي والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم الرياضية والبدنية.
  • حدوث مشاعر لدى اللاعبين الرياضيين بعدم وجود علاقات تفاعلية، أو شعورهم بعدم وجود وسائل وطرق تواصل كافية ودائمة مع المدرب الرياضي، وهذا الأمر الذي يقود الى حدوث عدم تماسك الفريق الرياضي أو عدم وجود التفاعل ما بين اللاعبين مع بعضهم البعض، وبالتالي تشتت وتزعزع الفريق الرياضي.
  • عدم قيام الرياضيين أو الفريق الرياضي على تحقيق النتائج الرياضية المرجوة والمخطط لها، أو حدوث عدة هزائم أو خسائر بصورة متكررة.
  • حدوث حساسية لدى المدرب الرياضي؛ وذلك بسبب النقد الذي من الممكن أن يتم توجيهه إليه من قبل الرياضيين أو أشخاص آخرين مثل: (وسائل الاعلام الرياضي).

ضغوط نفسية مرتبطة بالشخصية الرياضية للمدرب الرياضي:

  • توفر العديد من خصائص الشخصية الرياضية لدى المدرب الرياضي، وتميزه بعدد من الصفات الشخصية، ومن الأمثلة عليها: عدم القدرة على ضبط الانفعالات الرياضية أو عدم القدرة على التحكم فيها، والسرعة في حدوث عمليات  الاستثارة الرياضية أو التقلب الداخلي، أو أن المدرب الرياضي يتصف بعدة صفات انطوائية، أو عدم وجود سمة من السمات القيادية لديه.
  • وجود مجموعة من أنماط السلوك لدى المدرب الرياضي، ومنها: محاولة المدرب الرياضي في الوصول إلى مستوى الكمال في المجال الرياضي، أو الوصول إلى حالة من الإتقان التام لعمليات التدريب الرياضي، أو محاولته في وضع معايير او درجات ذات مستويات عالية جداً أو مستويات غير حقيقية للرياضيين، أو للفرق الرياضية لقيامهم بمحاولة تحقيقها.
  • وجود إحساس لدى المدرب الرياضي بعدم القيام بدرجة التقدير الكافية لجهوده، سواء كان من جهة مجلس الإدارة العليا لفريقه الرياضي أو للنادي التابع له مثلاً، أو من قبل الرياضيين، أو من قبل وسائل الاعلام في المجال الرياضي.
  • وجود حساسية لدى المدرب الرياضي بسبب النقد الذي من الممكن أن يتم توجيهه إليه، سواء كان من قبل مدربين آخرين أو من قبل وسائل الاعلام في المجال الرياضي.
  • عدم وجود قدرة لدى المدرب الرياضي في التواصل الجيد، سواء كان مع الرياضيين أو مع الإداريين، او مع ممثلين  وسائل الاعلام الرياضي أو مع الجماهير المشجعين.
  • عدم وجود قدرة لدى المدرب الرياضي في التكيف مع العديد من الصعوبات أو العقبات الرياضية، والتي من الممكن أن تحدث معه صدفه في مجال عمله، وعدم قيامه بمحاولة مواجهتها أو القيام بالسيطرة عليها.
  • وجود شعور لدى المدرب الرياضي بعدم إمكانيته على تحسين مستويات الرياضيين لديه، أو اعطائهم المزيد من القدرات الرياضية، وأيضاً عدم وجود قدرة لديه على اعطائهم المزيد من الدافعية أو التحفيز الرياضي.

ضغوط نفسية مرتبطة بالإدارة العليا للفريق الرياضي:

  • عدم وجود قناعة لدى الإدارة العليا الخاصة بالفريق الرياضي بكفاءة المدرب الرياضي، أو عدم قيامها بالتقدير المادي أو المعنوي له.
  • قيام الإدارة العليا بالتدخل في أمور الأعمال الفنية الخاصة بالمدرب الرياضي، وقيامها بمحاولة التحكم به أو السيطرة عليه، وقيامها بالتأثير على قراراته الرياضية، وقيامها بمحاولة وضع العقبات في طريقه خلال أدائه لأعماله الرياضية، أو عدم قيامها بتلبية احتياجاته من أمور مادية أو اجراءات رياضية أو إمكانات فنية.
  • إحساس المدرب الرياضي بأنه يتم تهديده بسهولة الاستغناء عنه وذلك من خلال الإدارة العليا للفريق الرياضي، أو شعوره بالنقص في سلطاته وامكاناته.

ضغوط نفسية مرتبطة بوسائل الاعلام الرياضي:

  • النقد بشكل حاد للمدرب الرياضي من خلال بعض من وسائل الاعلام الرياضي، وشعوره بشدة مستوى هذا النقد من عدم صحته أو تحيزه.
  • شعور المدرب الرياضي بأن هناك بعض من المحاولات من عدة وسائل إعلامية؛ لتوضيح أو تضخيم ما يسمى بأخطاء المدرب الرياضي، سواء كان من ناحية تشكيل الفريق الرياضية، أو من ناحية انتقاء اللاعبين الرياضيين، أو فيما يتعلق بخطط اللعب أو يتعلق بطرق التدريب الرياضي، وغيرها من النواحي التي تتعلق بالرؤيا الكاملة الخاصة بالمدرب الرياضي، والتي من الممكن أن لا تدركها عدة وسائل إعلامية.
  • عدم قيام وسائل الاعلام الرياضية بالاستجابة لمحاولة إيضاح المدرب الرياضي أو إيضاح وجهة نظر له، والتي من الممكن أن تقوم بتوضيح بعض أسباب التدريب الرياضي الخاص، أو عدم قيام هذه الوسائل الإعلامية الاقتناع بشخصية المدرب الرياضي.

ضغوط نفسية مرتبطة بالجماهير المشجعين:

  • سماع المدرب الرياضي هتافات سيئة أو عدائية من ناحية الجماهير، والتي تمسّه بالدرجة الاولى.
  • محاولة قيام المشجعين بالتهجم أو الاعتداء اللفظي والجسدي على المدرب الرياضي من عدة مشجعين لسبب او لعدة أسباب.
  • مقاطعة المشجعين للمنافسات الرياضية التي قد يشترك بها الفريق الرياضي على أنها وسيلة للاحتجاج على المدرب الرياضي وأسلوبه.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامة كامل راتب،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسين عبدالزهرة عبدأليمه،الطبعة الأولى.


شارك المقالة: