مفهوم الضغط النفسي في علم النفس الرياضي

اقرأ في هذا المقال


مقدمة في الضغط النفسي في علم النفس الرياضي:

إن المجال الرياضي مليء بالضغوط النفسية التي تعترض الرياضيين، ومنهم من يعتقد أن الضغوط النفسية من الممكن أن تبدأ  مع بدايات الرياضيين فهي تعتبر جزء من هذا المجال، ومع التقدم الرياضي في الوقت الحالي ازدادت درجة المشاكل والضغوطات النفسية التي عادة ما تواجه الرياضيين، وأصبح التعامل معها صعب على كل رياضي، فهي تزيد المشاكل تعقيداً في حال عدم وجود أدوية أو علاجات أو حلول ناجحة لها مثل العديد من الأمراض التي تعتبر أمراض عضوية.

وتشير بعض الدراسات والأبحاث في علم النفس الرياضي إلى أن الضغوط النفسية التي يواجهها أغلب الرياضيين هي المتسببة في أكثر من نسبة 50% من الحالات المرضية التي تأتي إلى العيادات الطبية تعاني من بعض الأعراض مثل: آلام في الرأس وآلام في الظهر وتهيج في المعدة أو القرحة والحساسية أو الحمى الزائدة عن الحد الطبيعي.

كما أن للضغوط النفسية في المجال الرياضي علاقة واضحة بالارتفاع في ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب أو أمراض الشرايين، حيث أشارت الجمعية الأمريكية الخاصة بالقلب إلى أن من أحد الأسباب الأساسية لحدوث إصابات بالجلطة الدموية لدى الرياضيين هي تعرضهم للضغوطات النفسية، وقد قام العديد من العلماء والباحثين في المجال الرياضي بتأييد وجهة النظر هذه، وأشارت أيضاً أن الرياضيين من الممكن أن يواجهون مشاكل معينة بسبب التعرض للضغوط النفسية إذا تعرضوا لها لمدة طويلة ولم يتم إعطاء أي دعم لهم من قبل المرشدين النفسيين.

وتتعدد مصادر الضغوط  النفسية لدى الرياضيين باختلاف ظروف حياة  كل لاعب رياضي؛ حيث تختلف مصادر الضغط النفسي لأي رياضي إذا تم انتقاله من لعبة رياضية معينة إلى لعبة أخرى في المجال الرياضي، إلا أنه يوجد هناك بعض أنواع من  الرياضات التي تعتبر مصدر للضغط النفسي أكثر من غيرها من الرياضات، فهناك مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن الرياضيين الذين يمارسون الرياضة وخاصة اللذين ينتمون إلى كلية التربية الرياضية عادةً ما يعانون من ضغط نفسي كبير؛ وذلك بسبب المطالب الجماعية التي يتم طلبها من الطلاب وهي تسمى بالمطالب الأكاديمية والرياضية.

وتعد الضغوط النفسية التي يواجهها الرياضيين من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الاجهاد الرياضي أو الانفعالات الرياضية  الزائدة لهم، وهي غالباً ما تكون موجود لدى كل رياضي ولكن بدرجات متباينة، ويعتبر تعرض الرياضيين الدائم للضغوط النفسية من الممكن أن يؤثر عليهم بشكل سلبي أو على حياتهم المهنية، أو أنه من الممكن أن يؤدي بهم إلى ظهور أعراض جسدية ونفسية تكون بدرجات متباينة.

وعند التحدث عن المجال الرياضي فلا بُدّ من أن هناك الكثير من المثيرات الرياضية الضاغطة التي يتعرض لها اللاعبين الرياضيين؛ وذلك بسبب تعدد المطالب الرياضية التي من الواجب عليهم الإخلاص بها مثل؛ الإنجاز الرياضي عالي المستوى، ومحاولة تطوير المهارات الرياضية الحركية والقدرات الرياضية الخططية والاستعدادات البدنية والنفسية؛ وذلك لخوضهم المنافسات الرياضية وقدرتهم على التحكم الانفعالي، وتذكرهم للمسؤوليات التي على عاتقهم وقيامهم بالتفاعل المستمر مع الرياضيين الآخرين، وما يخص ذلك من مشاعر الخوف أو الفشل أو الهزيمة أو القلق أو التوتر أو الاستثارة، حيث أنها جميع هذه العوامل تساعد في رفع درجة الضغوط النفسية لدى معظم الرياضيين.

وبالرغم من أنه من المعروف أن ممارسة الأنشطة البدنية يعتبر هو من أهم العوامل التي تساهم بصورة ايجابية في تحسين وتطوير الصحة البدنية والصحة النفسية للرياضيين، إلا أن الدلائل والأبحاث الرياضية تؤكد بأن بعض الرياضيين أصحاب المستويات الرياضية العالية يقوموا بممارسة الأنشطة الرياضية بهدف الوصول إلى مستويات عالية من الأداء الرياضي، وليس من أجل الحصول على مستوى الصحة المثلى.

وهناك مجموعة من المصطلحات الرياضية التي يقوم باستخدامها الرياضيين للقيام بالتعبير عن معاني متقاربة من الضغوط النفسية، ومنها: (الضغط النفسي، القلق الرياضي، الاستثارة الرياضية)، وعلى الرغم أنه يوجد هناك العديد من الفروق بين هذه المصطلحات من ناحية نظرية، إلا أن الرياضيين عادةً ما يقومون باستخدامها لمحاولة التعبير عن موقف رياضي معين؛ للقيام بمواجهة طرق التعامل مع الضغوط النفسية في حياتهم الرياضية، أو عندما يقومون بالتحدث عن الاستقرار النفسي للأداء الرياضي الأمثل.

تعريفات علماء النفس الرياضي لمفهوم الضغوط النفسية:

هناك مجموعة من التعريفات للضغوط النفسية في المجال الرياضي والذي قام بتعريفها مجموعة من علماء النفس الرياضي، ومنها:

  • عرف العالم مك جراث (وهو عالم نفس أمريكي) الضغوط النفسية في المجال الرياضي بأنها: هي عبارة عن حالة من عدم  وجود التوازن ما بين متطلبات الرياضيين البدنية أو المتطلبات النفسية وقدرتهم على الاستجابة لها، وذلك تحت ظروف رياضية معينة أو عندما يحدث لديهم فشل في عملية الاستجابة لتلك المتطلبات.
  • عرف العالم سيلي(وهو عالم نفس كندي وهو من أكثر العلماء الذين اهتموا بدراسة هذا المفهوم)الضغوط النفسية في المجال الرياضي بأنها: هي عبارة عن استجابة رياضية تكون غير نوعية لجسم الرياضيين لطلب أي دافع من الدوافع الرياضية، وهي تعتبر الطريقة اللإرادية التي يقوم الجسم بالاستجابة لها بكامل استعداداته.
  • عرف العالم أسامة كامل راتب (وهو عالم نفس عراقي) الضغوط النفسية في المجال الرياضي بأنها: هي عبارة عن حالات من التوتر النفسي العالي للرياضيين، والذي يحدث غالباً بسبب العديد من العوامل الخارجية التي تضغط عليهم، وتخلق لديهم حالات من اختلال التوازن أو حدوث اضطرابات في سلوكاتهم.
  • عرف العالم د.عبدالستار جبار الضمد (وهو عالم نفس عراقي) الضغوط النفسية في المجال الرياضي بأنها: هي عبارة عن حادثة تعمل على توليد أزمات رياضية عند الرياضيين اللذين ليس لديهم قدرة أو استعداد كامل للقيام بالتعامل معها، أو أنه من الممكن أن يكون مستوى هذه الاستعدادات قليل نسبياً.

تعريف مفهوم الضغط النفسي في المجال الرياضي:

هي عبارة عن مجموعة من العوامل الخارجيّة التي تقوم بالضغط على حالة الرياضيين النفسيّة، لدرجة أنها تجعلهم يقعون في حالات من التوتر والقلق الرياضي، أو قيامها بالتأثير بشكل سلبي على قدراتهم الرياضية لمحاولة القيام بتحقيق التكامل أو التوازن في شخصيتهم، إضافةً إلى فقدان معظم الرياضيين اتزانهم الانفعالي وظهور العديد من الأنماط السلوكية الجديدة لديهم، وتقوم هذه الضغوط بالظهور خلال مواجهة الرياضيين لمواقف رياضية مُلحّة يتوجّب عليهم القيام بالاستجابة الصحيحة والسريعة لها، أو يكونوا ليس لديهم القدرة الكافية لتلبيتها أو لا يملكونها، أو أنها من الممكن أن تكون واقعة خارج حدود قدرته أو استطاعته البدنية والمهارية والجسدية.

المصدر: علم النفس الرياضي،د.عبدالستار جبار الضمد،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أسامةكامل راتب،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،كامل لويس،الطبعة الأولى.علم النفس الرياضي،أ.م.د حسين عبدالزهرة عبدأليمه،الطبعة الأولى.


شارك المقالة: