خالد الحذاء والرواية

اقرأ في هذا المقال


مازلنا نجوب في مدارس الصّحابة رضوان الله عليهم وتخريجهم لآلاف الروّاة من التّابعين الأخيار، والصّحابة رضوان الله عليهم أخذوا هذا العلم من منبعة ليعلّموه للتّابعين ولم يكتموا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علماً لعلمهم بأهميّته في الرّواية من عند الله، فنشروه بعلمٍ ووعيٍ وأعْطُوه للتّابعين من بعدِهِم ليتّصل سند الحديث النبوي الشريف، وليبقى إلى قيام السّاعة مرجعاً في كتب الحديث النبوي الشريف المختلفة وها نحن نجمع في سِيرهم ووصلنا إلى سيرة التّابعيّ خالدِ بن مهرانَ الحَذّاء فتعالوا نقرأ عن سيرتة العطرة.

نبذة عن خالد الحذّاء

هو التّابعيّ الجليل، خالدُ بنُ مهرانَ البصريُّ، المعروف بخالد الحذّاء، من التّابعين الرّواة عن كثير من التّابعين، كان يسكن البصرة، وعرف بكَثْرَة حفظِه دون أن يكتب فلم يدوِن ما يسمع من الحديث النبوي الشريف بل يحفظُهُ وإذا كتبَ يحفظُ ويمحو، وسمّى بالحذّاء لأنّه نزل بالحذّائين في سوق البصرة فكان يجلس عندهم ونُسب إليهم، وقيل عندما نزل فيهم ليتزوّج إمراةً عندهم فَسمي بمهنتِهم ولم يشتغل بهذا العمل، وكانت وفاته رحمه الله في العام الثّاني والأربعين بعد المائة من الهجرة النّبويّة.

روايته للحديث

كان خالد بن مَهران الحذّاء من التّابعين الّذين رووا الحديث عن أقرانه التّابعينَ فروى الحديث عن شيوخه أبي قِلابة الجرميّ ومحمّد بن سيرين وأبي عثمان النّهديّ وعبدالرّحمن بن أبي بَكرة وحَفْصةَ بنت سيرين وغيرهم رحمهم الله كما روى من طريقة الحديثَ كثير من الرّواة من أمثال: شيخِهِ محمّد بن سيرين وشُعبة بن الحجّاج وسفيان بن عُييْنة وأبو إسحاقَ الفَزاريُّ وإسماعيلُ بنُ عُلَيَّةَ وغيرهم رحمهم الله وكان من الثّقات في رواية الحديث النبوي الشريف عند الكثير وروى له جماعة الحديث.

من رواية خالد للحديث

ممّا ورد من رواية خالد بن مَهرانَ الحذّاءِ للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا محمّد بن رافعٍ عن عبدِ الرّزاقِ عن الثوريِّ عن خالدٍ الحذّاءِعن أبي قِلابَةً عن ثابتِ بنِ الضّحاكِ قالَ: قالَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ( من حلَفَ بمِلَّةٍ سِوَى الإسلامِ كاذِباً متَعَمِّداً فَهُوَ كما قالَ ومنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بشيءٍ عذّبَه اللهُ بهِ في نارِ جَهَنَّمَ)، من كتاب الإيمان، رقم الحديث 177)).

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيكتاب تاريخ الإسلام للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: