قصة قصيدة ليس الجمال بمئزر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ليس الجمال بمئزر:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ليس الجمال بمئزر” فيروى بأن عمرو بن معد يكرب الزبيدي كان من الحاضرين في يوم اليرموك، وفي ذلك اليوم قاتل الزبيدي بكل شجاعة واستبسال، وكان يومها يريد أن يموت شهيدًا، حتى تمت هزيمة الأعداء، وهربوا أمام جنود المسلمين.

وفي معركة القادسية بين المسلمين والفرس، كان قائد الجيش سعد بن أبي وقاص، وعندما رأى نقص الرجال، بعث إلى الخليفة عمر بن الخطاب، وطلب منه أن يعينه في الحرب، فأرسل عمر بن الخطاب برجلين، وهما: طليحة بن خويلد، وعمرو بن معد، وكتب له بكتاب، قال له فيه: لقد بعثت لك بألفي رجل، وعندما وصل عمرو بن معد إلى أرض القتال، رمى بنفسه بين صفوف جيش الفرس، وأخذ يضرب فيهم عن اليمين واليسار، وعندما رآه المسلمون على هذه الحال، هجموا من ورائه، وأخذوا يحصدون رؤوس الفرس.

وبينما هم يقاتلون، وقف في وسطهم، وأخذ يشجعهم على القتال، وهو يقول: أيها المسلمون، كونوا أسودًا، فإنّ أحدكم إذا ألقى برمحه يئس، وبينما هو يشجعهم رآه أحد قادة جيش الفرس، فرماه برمح، ولكن الرمح أصاب قوسه، ولم يصبه هو، فهجم عليه وقتله، وأخذه وعاد به إلى جيش المسلمين، ووضعه في وسطهم ، وقطع له رأسه، وبقي يقاتل حتى انتصر المسلمون، وأنشد عمرو بن معد في خبر شجاعته، واستبساله في القتال، قائلًا:

لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ
فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ
ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سابِغَةً
وعَدَّاءً عَلَنْدْى

نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُدُّ
البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذاكَ
مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِيدَ
تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى
يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا
يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها
قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

وبَدَتْ مَحاسِنُها التي
تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

وفي يوم معركة نهاوند، أصبح من الصعب على المسلمين أن يفتحوا نهاوند، وصل خبر ذلك إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى قائد جيش المسلمين يومها وهو النعمان بن مقرن، وقال له: استشر عمرو بن معد، وشاوره في الحرب، فاستشاره، وقاتل عمرو يومها أشد قتال حتى ازدادت جراحه، واستشهد يومها، ودفنه المسلمون في قرية من قرى نهاوند بعد أن فتحوها يومها.

نبذة عن عمرو بن معد:

هو أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي، شاعر وفارس مسلم، اشتهر بشجاعته وفروسيته، لقبوه بفارس العرب.

المصدر: كتاب " الشعر والشعراء " تأليف أبي قتيبةكتاب " الإغاني " تأليف أبو فرج الاصفهانيكتاب " عمرو بن معد يكرب الزبيدي الصحابي الشاعر الفارس " تأليف عبد العزيز بن عبد الرحمن الثنيانكتاب " ديوان عمرو بن معد يكرب " جمع وتحقيق مطاع الطرابيشي


شارك المقالة: