ما هو الخيال في النقد الأدبي العربي والغربي؟

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الخيال تلك الوسيلة أو الطريقة الأساسية التي يعتمد عليها كل من الإبداع إلى جانب الابتكار وهذا في كافة المجالات والنواحي الفنية على حدٍ سواء، وعلى اعتبار أنَّ الأدب هو عبارة أحد الألوان الفنية المتعددة فإنَّه قد ارتكز وأُقيم عليه وهذا من أجل أن يُصبح ذلك العنصر الأساسي من العناصر التي يتكون منها العمل الأدبي الإبداعي إلى جانب مكوناته.

وتبعاً لهذا الأمر فإنَّه يمكن تعيين ذلك المفهوم الذي يتصل ويتعلق بالخيال وهذا على اعتبار أنَّه عبارة عن استعارة تتمدد والتي تعتبر ذات المنطق المعقد وكذلك الذي يُسيطر على العديد من الأمور والتي من أهمها المقاطع الشعرية المختلفة، أو حتى القصيدة الشعرية بشكل كامل.

كما ويعمل هذا العنصر بمثابة تلك الأداة التي تعمل على الربط ما بين نفس الأديب وكذلك الآخر الذي يعتبر المتلقي للقصيدة الشعرية أو العمل الأدبي بشكل عام، وما بين العالم الواقعي ذو الطابع الحسي كذلك والعالم ذو الطابع الافتراضي، الذي يتم ابتكاره وهذا من جهة أخرى، وبالتالي فإنَّ هذا الأمر يعمل على المساعدة من أجل إيصال الأفكار المطلوبة وهذا للمتلقي القارئ أو المستمع وهذا بالطريقة والأسلوب ذو الطابع الجمال والتجديد وبالتالي لا يخلوا منهما بتاتاً.

ما هو الخيال في الأدب العربي

ارتبط الخيال كعنصر من عناصر العمل الأدبي وهذا عند العرب بقضية الكذب والصدق فيه، حيث أنَّ الخيال نشأ كعبارة عن ذلك المفهوم والمصطلح النقدي الذي يتوافر في الأدب العربي القديم كما وأنَّها قد عمل على إحداث ذلك الجدل الواسع جداً، حيث أنَّ الكثير من الباحثين والأدباء العرب قد عملوا على تفسير وتبرير مسألة الكذب وهذا فيما يتعلق بالشعر أي الخيال، والبعض الآخر منهم رأوا بأنَّه ذلك الأمر الذي يعمل على تحسين الشعر العربي.

حيث أنَّ الخِلاف الذي يصدر من خلال قضية الصدق في الشعر العربي وهذا في النقد العربي القديم، يكون ناتج ونابع وهذا من خلال الاختلاف الذي احدثه الأدباء والنقاد وهذا في تعيين المفهوم الخاص بالكذب وكذلك الصدق في الشعر العربي، حيث نجد أنَّ الكذب في الشعر العربي يكون مختلف تماماً عن مفهوم الكذب وهذا ذو الطباع الأخلاقي، وبالتالي ما يُقصد به هو التخيل إلى جانب الابتكار وهذا من الناحية التصورية.

كما وأنَّ المُبالغة وكذلك المغالاة في عملية نسج الخيال في الشعر إلى جانب التخييل هذا يرجع إلى تلك القدرة ذات الطابع الإبداعي التي يمتلكها الأديب وكذلك قدرته التامة وهذا على نسج تلك العوالم الافتراضية والتي تعمل على محاكاة العالم من الناحية الواقعية، وهذا الأمر هو عبارة عن فن يعمل الشعر على طلبه.

أمَّا بالنسبة إلى الخيال وهذا في النقد العربي ذو الطابع الحديث، فإنَّه قد بدأ في بداية الأمر متأثراً وهذا بما قامت المدراس النقدية في الغرب بالدعوة إليها، حيث نجد أنَّ مدرسة الديوان الأدبية قد سارت على نهج المدرسة الرومنسية في الغرب وهذا من أجل الهروب من الواقع وبالتالي الاتجاه نحو المثالية.

حيث أنَّها قد عملت على تبني الاسقاط من الناحية العاطفية وهذا على كافة المظاهر ذات الطابع الطبيعي وبالتالي قد عملت على اتخاذ الخيال ذلك المسلك وهذا من أجل بناء العالم ذو الناحية الافتراضية والذي من خلاله تستطيع أن تواجه العالم ذو الجانب الواقعي وهذا على اعتبار أنَّه كان عبارة عن رد على المدرسة الكلاسيكية في الأدب إلى جانب المنهجية من الناحيتين الفكرية وكذلك النقدية التي تتعلق بها.

ما هو الخيال في النقد الغربي

تكون الخيال وهذا كعبارة عن المصطلح والمفهوم النقدي في كل من الشعر إلى جانب الأدب الإنجليزي وهذا في الأواخر من القرن السادي عشر إلى جانب الأوائل من القرن السابع عشر كذلك، حيث أنَّ قد ظهر هذا من خلال كافة أشكال الحركات ذات الطابع الأسلوبي الفني وهذا على نوعين رئيسيين وهما:

  • الخيال ذو الجانب الميتافيزيقي: حيث أنَّ هذا الخيال سمي بهذا المصطلح وهذا تبعاً للشعراء الميتافيزيقيين ذو الأصل الإنجليزي، حيث نجد أنَّ هذا النوع من الخيال يعمل على توظيف كافة الخوارق من كافة أشكال الأساطير وكذلك الخرافات التي تعتني بالأمور ما وراء الطبيعية إلى جانب العمل على تعليل الواقع الفعلي وهذا تبعاً لها.
  • الخيال البتراركي: حيث نجد أنَّ الشاعر يعتمد فيه على تكوين الصور التي يتم استخلاصها واقتباسها من قِبل الطبيعة وهذا من أجل أن يتم مقاربتها من الواقع الفعلي، حيث نجد أنَّ هذا النوع من الخيال قد انتشر وهذا في شعر الحب الإيطالي وكذلك شعر الحب الإنجليزي التي يعمل خلاله الشاعر على تصوير التناقض في العاطفة وهذا ما بين العاشقين أو الحبيبين الذي يتمثَّل وهذا من خلال كل من الرغبة إلى جانب النفور.

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي, ‏دار الساقي، 2017.مقالاتنا في الأدب العربي، بدر حلمي حلمي بدير، 1987.الطير في الأدب العربي، محمد أحمد أبو زبيد، 1998.الادب العربي بين البادية والحضر، إبراهيم عواين، 1981.


شارك المقالة: