الرياضة والسرطان

اقرأ في هذا المقال


السرطان :هو مرض يُصيب الوحدة الأساسية ( الخلايا ) في الجسم، حيث يَحدث مرض السرطان بسبب تلف في جينات معيَّنة تتحكَّم في عمليَّة النمو واستبدال الخلايا الميِّتة والتالفة.

وفي بعض الحالات يرث الأفراد جينات تالفة من أحد الوالدين، ولكن قد تؤدِّي الجينات التالفة إلى تصرُّف الخلايا بشكل غير طبيعي، فقد تنمو الخلايا بطريقة غيلا منظَّمة مكوَّنة كتلة يطلق عليها ورم، ومن الممكن أن تكون كتلة حميدة أو كتلة سرطانيَّة.

تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية والتغذية السليمة من العوامل المهمَّة في شفاء الكثير من الأمراض مثل مرض السرطان والكثير الكثير من الأمراض.

حيث أثبتت الدراسات العلمية أنَّ النشاط الحركي ونظام الحياة الصحيِّ لهُ دور كبير وفعال في علاج مرض السرطان، لأنَّ النمط الصحي للحياة يُحسن الكفاءة البدنية والوظيفيَّة للجسم، ويُعتبر عامل مهم أثناء فترة العلاج وبعدها، حيث أنَّ القيام بممارسة النشاط البدني مدَّة خمسة أسابيع تُحدث تغيُّرات إيجابية في جهاز المناعة للمصابين، ونتيجة إلى التغيُّرات الإيجابية يؤدِّي إلى التخلُّص من التعب البدني، وتؤدِّي إلى تنشيط الدورة الدمويَّة ورفع كفاءة الجسم ورفع قدرة الجسم على مواجهة المرض.

التمارين الرياضية التي تُساهم في علاج مرض السرطان:

أكَّدت الدراسات أنَّ ممارسة الرياضة باستمرار تؤدي إلى خفض معدل الإصابة بمرض السرطان بنسبة 50%، وذلك بسبب زيادة كميات الهواء التي تدخل إلى الرئتين، حيث أنَّ التدريبات الرياضيَّة تُساعد في حماية البشرة من السرطان.

ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم ممارسة التمارين ذات الشدَّة العالية والتمارين التي تتطلَّب قوة عالية، لأنَّه ليس كُل مرضى السرطان يستطيعون ممارسة التمارين الرياضية حتى بعد العلاج، لذلك يجب اختيار رياضات خفيفة واستشارة الطبيب قبل القيام بالرياضات.

  • المشي: إنَّ المشي يومياً لمدَّة ساعة تقريباً يُقلِّل الإصابة بمرض السرطان بنسبة 20%، حيث أنَّ للمشي دور كبير في علاج مرض السرطان، وخاصة سرطان الثدي والقولون والرئتين.
  • الجري الخفيف: يقوم برفع الكفاءة البدنية والوظيفية للجسم، وهذا الأمر يؤدِّي إلى زيادة قدرة الجسم على مواجهة مرض السرطان.
  • اليوغا: حيث تؤثِّر ممارسة اليوغا تأثيراً مباشراً على مرض السرطان، و تُساعد مريض السرطان على تقبُّل العلاج بشكل أكبر وأفضل وتُساهم في علاج التوتر والقلق الذي يُصيب مرضى السرطان، وهذا يؤدي إلى الوصول لنتائج أفضل في العلاج.
  • تمارين الاسترخاء والتنفس: وهذه التمارين تُساهم في التخلُّص من التوتر والاكتئاب والقلق الذي يُصيب مريض السرطان.

تناسب الرياضة ونوع المرض السرطاني:

ويوجد لكل نوع من أنواع الأمراض السَّرطانية نوع رياضة يتناسب مع هذا المرض وخصائصة:

  • سرطان الأمعاء:
    حيث يتمُّ استئصال الجزء المصاب بالمرض وربط بقيَّة الأمعاء بأنبوب اصطناعي أو فتح مخرج في البطن ينتهي بكيس؛ ويتمُّ وضع هذا الكيس للتخلُّص من مشكلة قصر الأمعاء.
    عند ممارسة التمارين الرياضيَّة يُنصح بلبس حزام خاص لتثبيت الكيس على البطن عند ممارسة الرياضة.
    حيث تتناسب الرياضات الدائمة مع هذا النوع من أمراض السرطان، مثل الدَّراجات الهوائية والمشي والسباحة والتنس الأرضي وتنس الريشة وتمارين لتقوية عضلات المعدة والظهر.
  • سرطان الثدي:
    يفضِّل الأطياء ممارسة السباحة؛ وذلك لأنَّ مقاومة جسم الإنسان للماء تنشط العضلات والدورة الدموية، ولاتوجد حركات مفاجئة في رياضة السباحة، مقاومة الماء أثناء السباحة تُساهم في إعادة السائل الليمفاوي للغدد.
    وأيضاُ تُساعد الحركات الإيقاعيَّة واليوغا و رياضة تاه تشي الأسيويَّة في تخفيف تأثير المرض، ويُمكن ممارسة المشي وركوب الدَّراجات الهوائية والرقص والأيروبيك.
    ويُمكن ممارسة التنس وتنس الريشة ولكن بشكل خفيف ويجب استخدام حمَّالات جيدة؛وذلك بسبب تأثير الحركة على جروح العملية.
  • سرطان الدم:
    يُعاني مريض سرطان الدم من مضاعفات العلاج الكيميائي والإشعاعي، حيث يُؤثر سرطان الدم على كثافة وقوة العظام والغضاريف، لذلك يجب على مريض سرطان الدم البدء بممارسة التمارين الرياضية قبل مغادرة المستشفى.
    يُفضَّل أن يقوم مريض سرطان الدم بالرياضات الدائمة مثل المشي و ركوب الدراجات الهوائية وأيضاً الحركات الرياضية على الأجهزة التي تُثقل طاقة العضلات والعظام بإشراف المدربين.
    وأيضّاً تُعتبر السباحة مهمة ولكن بعد أن يتعزَّز نظام المناعة لدى المصاب.
    ويمكن ممارسة ألعاب الكرة ولكن بحيث لا تستهلك أكثر من 50% من قوة جسم المريض، ويجب تجنب الاحتكاك والسقوط، ويُفضل استخدام كرة أكثر طراوة أثناء اللعب.
  • سرطان الحنجرة:
    يجب استخدام رياضات تدعم استقامة الجسم وأن يتعلَّم المريض طريقة التنفس المناسبة، حيث يجب لعب رياضات تقوِّي عضلات الظهر والبطن والصدر والرقبة، ولكن يُمنع لعب الرياضات التي تتطلب السَّحب والضغط مثل رفع الأثقال.
    يُمكن لعب رياضات تحسِّن الحركة مثل مدّ وبسط العضلات، ويجب التأكد من انسجام الحركات مع التنفس للوصول إلى طريقة التنفس المريحة.
    تُفيد ألعاب التنس والتنس الريشة بشكل منظَّم في علاج سرطان الحنجرة، وأيضاً السباحة ولكن يجب استخدام جهاز خاص لحماية الرقبة.
    ويُنصح بألعاب الكرة بشكل جماعي، لأنَّ ذلك يُعزِّز الوضع النفسي للمريض وتُعزِّز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد.
  • سرطان الرئة:
    يتم استئصال جزء من الرئة بسبب سرطان الرئة وهذا يؤدِّي إلى تقليص حجم الرئة ممّا يُسبِّب صعوبة في التنفس لدى المريض، لذلك يجب لعب الرِّياضات التي تزيد عدد الحويصلات المشابهة في عملية التنفس وتطوير عملية التنفس عمقاً وحجماً من رياضات القوَّة، وخصوصاً الرياضات على الأجهزة التي تقوِّي عضلات الصدر والظهر والبطن.
    ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ عملية التنفس لدى الإناث تتم بفعل عضلات الصدر، والتنفُّس لدى الذكور يتم بفعل عضلات البطن.
    يُنصح بلعب الرياضات الدائمة مثل ركوب الدراجات الهوائية والمشي والسِّباحة، والرياضات الكروية ولكن يجب اللعب بنصف القوة.
  • سرطان البروستات:
    يجب على المرضى الذين يُعانون من سرطان البروستات قبل وبعد استئصال الورم السرطاني والعلاج، أختيار رياضات تقوُّي عضلات الحوض الداخلية وعضلات الظهر والرجلين، لذلك يجب ممارسة رياضات القوة على الأجهزة لتقوية عضلات الظَّهر والرجلين ومفاصل الحوض.
    وأيضاً يجب ممارسة الرياضات الدَّائمة التي تُنشط الدورة الدمويَّة، مثل الشمي والتجوال وألعاب الكرة مثل كرة القدم وكرة السلَّة وكرة الطائرة وأيضاً التنس وتنس الريشة.
    ويُسمح بممارسة السباحة بعد نجاح عملية استئصال الورم السرطاني حيث أنَّها تُساهم في تعزيز قدرة المريض في السيطرة على مسالكة البولية الخارجية بشكل جيد.
    ويُمكن ركوب الدرَّاجات الهوائية ولكن فقط بعد 3-6 أشهر من عملية استئصال الورم السرطاني.

فوائد التمارين الرياضية لمرضى السرطان:

يوجد الكثير من الفوائد لمرضى السرطان عند ممارسة التمارين الرياضية بشكل مُستمر و مُنظم، وفيما يلي بعض الفوائد التي تعود على مريض السرطان عند ممارسة التمارين الرياضية:

  • تُساهم في الحفاظ على قوَّة وتوازن الجسم.
  • تُساهم في تعزيز وتقوية العضلات وأدائها.
  • تُحسِّن الدورة الدموية ممّا يُقلِّل خطر الإصابة بالتجلُّطات وانسداد الشَّرايين.
  • تُقلِّل فرص الإصابة بأمراض القلب.
  • تُقلِّل من الشعور بالإرهاق والتعب وحدوث الدوار.
  • تُحسِّن النفسية والمزاج.
  • تُقلل من الشعور بالتوتر والقلق.
  • تقوي الشعور بالاستقلال.
  • تزيد النَّشاط الاجتماعي.

شارك المقالة: