المدارس الإدارية

اقرأ في هذا المقال


علم الإدارة كباقي العلوم الأخرى لهُ مبادئ وقواعد وأصول ونظريات ومفاهيم خاصَّة بهِ، وعلم الإدارة علمٌ ظهر تقريباً قبل مئة عام، وقد تطوَّر وتقدَّم هذا العلم خلال هذه السَّنوات وتمَّ تقسيمها إلى عدَّة مدارس.

مفهوم المدرسة

يشير مفهوم المدرسة في الإدارة إلى مجموعة من العلماء الّذين يتّفقون في رؤيتهم وتفسيرهم لظاهرة مُعينة، وتحديد حددود الظاهرة وطريقة دراستها، ولا يشترط على العلماء الذين ينتمون لمدرسة مُعينّة أن يتواجدوا في مكان وزمان واحد.

مدارس الإدارة

المدرسة الكلاسيكية أو التّقليدية

هي من أقدم المدارس، ولها عدّة اتّجاهات وهي:

اتّجاه الإدارة العلمية

يستخدم هذا الاتّجاه المنهج العلمي المُنظَّم للتّعامل مع مشاكل المُنظَّمة، وينطلق من مُسلَّمات معينة من منهج تحليليٍّ وفكريٍّ لمشاكل الإدارة، وإيجاد حلول لتحسين أداء العاملين، ورفع إنتاجهم وينعكس إيجابيّاً على الطَّرفين.

روَّادهُ الأساسيّين
  • فردريك تايلور، وهو الأب الرُّوحي لهذا الاتّجاه.
  • فرانك وليليان جلبرت.
  • هنري جانت.

اتّجاه المبادئ الإدارية

في هذا الاتّجاه يُركّز على المُنظَّمة كوحدة واحدة، فهو يُكمِّل اتّجاه الإدارة العلمية؛ لأنَّ تركيزهُ على إنتاجية الفرد وزيادتها.

روادهُ الأساسيّين
  • هنري فايول، هو الرَّائد الأول لهذا الاتّجاهِ.
  • شستر برنارد.
  • ماري باركر فوليت.

اتّجاه البيوقراطية:

وتُمثّل الاتّجاهين السّابقين ونظرة رشيدة وكفؤة للمُنظّمة من منطلق مبادئ للعمل وشرعية السّلطة.

روادهُ الأساسيّين:
  • ماكس فيبر،هو أبو البيوقراطية.

المدرسة السّلوكية

ظهر تأثير الفكر السّلوكي والإنساني في الإدارة منذ منتصف العشرينيّات، وكان لهُ عدّة اتّجاهات وهي:

حركة العلاقات الإنسانية ودراسات هوثرون

كان المنطلق الأساسي لهذا الاتّجاه درّاسات أجرتها شركة Electric Westem ، وكان هدفها معرفة إذا كان هناك علاقة بين الحوافز الاقتصادية والظّروف الماديّة للمنظمة وإنتاجية العامل؛ بمعنى أنَّ هذه الحركة ترى أنَّ المدراء يستخدمون علاقات إنسانية جيدة لغرض الوصول إلى أعلى إنتاجية من العاملين.

روّاد هذه الحركة:

  • إلتون مايو.

نظرية الحاجات الإنسانية لماسلو

وهي تركّز حول الحاجات الإنسانية للفرد التّي تؤثّر على سلوكه وتصرفاته، وقد صنف ماسلو الحاجات الأساسية للأفراد في تسلسل هرميّ:

ابتداءً من الحاجات الفسيولوجية، يليها حاجات الأمان، ثم الحاجات الاجتماعية، ثم الحاجة للتقدير، وتحقيق الذّات.

روّاد هذه الحركة:

  • ماسلو.

نظرية X ونظرية Y لماكريغر

نظرية X: هي افتراضات بأنَّ العامل لا يحب العمل، ولا طموح لديهِ ولا يرغب بتحمُّل المسؤولية ويفضلون الحوافز المادّية.
نظرية Y: العامل يحبُّ العمل ومُستعدٌّ لتحمُّل المسؤولية ويتميّزون بامتلاكم قدرات إبداعية.

رائد النَّظريتان:

  • دوغلاس ماكريفر

نظرية الشّخصية الناضجة:

وهي أنَّ شخصيات العامل النّاضج تتَّصف بالمرونة والإبداع، وبعيدة عن الجمود الموجود في المدرسة الكلاسيكية.

رائد هذه النّظرية:

  • كريس آجرس

المدرسة الكمّيَّة:

أصبح الكثير من العلماء يبحثون ويطوّرون أساليب كمّيّة ورياضية وإحصائية لتحسين اتخاذ القرار، ثم تطوَّر اتّجاهان لهذه المدرسة وهما:

علم الإدارة و بحوث العمليات:

يعتني هذا الحقل بالاهتمام بالتَّطبيقات والأساليب الرّياضيَّة في حلّ المشاكل الإدارية، حيث يتمّ بناء نموذجاً رياضيّاً وصياغته وحلّهِ. وفي هذا الوقت يوجد الكثير من النّماذج والأساليب الكمّيّة التي قدمت حلول للمشاكل في التّخطيّط والتنبؤ ومن الأمثلة على هذهِ النماذج:

  • صفوف الانتظار.
  • نماذج المخزون.
  • المُحاكاة.
  • نماذج البرمجة الخطية.

إدارة عمليات الإنتاج:

وهنا الاهتمام يكون بالتطبيقات العلمية للأساليب الكمّيّة في مجال الإنتاج للخدمات والسلع بشكل أقل من علم الإدارة أو بحوث العمليات، وبعد النّجاح والتّقدُّم في هذه الأساليب في علم الإدارة وحل المشاكل أصبح يقدِّم حلولاً عسكرية للقادة العسكريين.

المدارس الحديثة:

في المدارس الحديثة ينظر إلى الأفراد في المُنظمات باعتبارهم مُكوّنات مختلفة لا يمكن فهمها بسهولة، لذلك تحتاج تحليلاً عميقاً وشاملاً يساعدنا في فهم للأفراد والمجموعات في المُنظمات، ومن أهم مداخل المدارس الحديثة ما يلي:

مدخل النظم:

يرى هذا المدخل أنَّ منظمات الأعمال مفتوحة وتتعامل مع البيئة الدّاخلية والخارجية باستمرار.

النّظام هو مجموعة من الأجزاء المتكاملة وتعمل مع بعضها بعضاً بشكل متكامل للوصول إلى تحقيق الهدف، وبالتّالي منظمات الأعمال تتكوَّن من أنظمة فرعيَّة أصغر ليتشكَّل النّظام الكلي الأكبر.


في هذا المدخل، المنظمات إمّا منظمات مفتوحة مُتعددة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وتتفاعل مع البيئة ولديها فهم وإدارك للمتغيرات، أو منظمات مغلقة، وهي تعمل كأنظمة مغلقة فيصعب عليها التّعامل مع البيئة ويصعب عليها النّجاح، وتقع في أخطاء كثيرة بسبب هذا الأسلوب المُنغلق.

المدخل الموقفي:

ساهم المدخل الموقفي بطريقة مميزة في المدارس الحديثة، ويقترح المدخل الموقفي أنَّ لكل منظمة نظاماً مُتفرّداً في الخصائص والبيئة، ولا يمكننا تعمييم طرق شاملة للنَّجاح، وإنّما لكلِّ موقف سلوك إداريّ مناسب لهُ ويتأثر بمجموعة من العوامل الموقفية مثل: الحجم، والبيئة، والأفرا وطبيعتهم والتّكنولوجيا المستخدمة في المنظمة وغيرها.

الاتّجاهات والممارسات المعاصرة والمستقبلية في الإدارة:

التّغيرات والتّطوّرات في التّقدُّم التّكنولوجي لها أثر بالإدارة وتطوّرها، وهذا التّقدم قدَّم لعلماء الإدارة والإداريين باباً لاشتقاق توجُّهات معاصرة، وتمثّل بمجموعة من الظواهر ومنها:

البحث عن التّميز:

يعتبر المدراء والعاملين التّميز مدخلاً مهمّاً لخلق ميزات تنافسية تقدّم منتجات وخدمات في مستوى عالٍ من الجودة للمستهلكين، وهذا يعتمد على ثقافة تنظيميَّة تكون فيها الجودة قيمة أساسية لذلك تلتزم بها في جميع جوانب بيئة العمل.

إدارة الجودة الشّاملة:

الذّين بَرعوا في تطوير أساليب واتّجاهات منظمات الأعمال همُ اليابانيون، وقدَّموا سلعاً وخدماتٍ تحمل صفات الجودة والتّميّز، ومن المداخل العملية في إدارة الجودة الشّاملة هي السّيطرة النّوعية، وهي إيجاد فرق عمل تناقش بشكل حرٍّ وطوعي الجوانب الثّانوية التّي أُهملت، والتّي تؤثّر سلباً على الجودة، واستمر الاهتمام بالجودة حتّى أصبح ما يسمَّى بإدارة الجودة الشّاملة، ويعني بناء الجودة للخدمة أو السّلعة في جميع مراحل العمليات بدءاً من التّفكير الأوّلي للحصول على الموارد ثم تحويلها من خلال نظم العمل وانتهاءً بوصول المُنتج إلى المستهلك.

المنظمة المُتعلَّمة:

وهي أن يكون للمُنظمة القدرة على التّعلُّم باستمرار لتستطيع التَّكيُّف مع المُستجدات وأيِّ ظرف طارئ، أعطى الباحث (بيتر سينجي) الذّي حدَّد مجموعة من العناصر وصنّفها أنَّها أساسية للمُنظَّمة المُتعلمة وهي :

  • النّماذح العقليَّة: وهوأن يكون للعاملين أساليب تفكير إبداعية جديدة يستبدلونها بالقديمة.
  • الحذق الشّخصي: أن يكون للعاملين وعيٌ ذاتيٌّ والتّفتُّح على الآخرين.
  • التّفكير بمنطق النّظم: يجب على الجميع أن يعرفوا مبدأ عمل المنظمة كنظام متكامل.
  • الرّؤية المشتركة : وهنا يجب أن يفهم الجميع الخطط في المنظمة ويوافق عليها.
  • الفريق المتعلم: العمل بشكل جماعي وهذه الفرق تكون منظمة لإنجاز الخطط.

الوعي الشمولي والتنوع والمعرفة:

العولمة دفعت منظمات الأعمال إلى الاهتمام الشّمولي بالأعمال وتأثيراتها المُتبادلة بتطوير مجموعة من المفاهيم، وتحاول أن تجعل هذه المنظمات أكثر نجاحاً؛ لتحقيق الأداء والنوعية المُتميزة ارتبطت بتطبيق هذه المفاهيم مثل :

  • الهندسة العمليّة.
  • المنظمات الافتراضية.
  • المصانع الرشيقة.
  • المنظمات الشّبكية.
  • الإدارة الإلكترونية.
  • إدارة المعرفة.

هذه المفاهيم ساعدت المنظمات في تطوير أعمالها، وكيفية التّعامل مع العاملين على اختلاف الجنس، العمر، القومية والقيم والثّقافة والدّين.

مفهوم القيادة:

خلق مجتمع معرفي وإبداعي من دور القيادة لأنَّها رمزٌ لوحدة المنظمة، مع التّطور أصبح مجموعة من الخصائص تتّصف بها القيادات الناجحة في منظمات الأعمال ومن هذه الخصائص:

  • مفكّر إستراتيجيّ شمولي: أن يكون للقائد القدرة على فهم العلاقات بين القوميَّات والثّقافات والاقتصادات المعاصرة عند مُمارسة التّخطيط والتّنفيذ.
  • إتقان التّعامل مع التّكنولوجيا: أن يتمتَّع القائد بالقدرة على التّعامل مع التّكنولوجيا ومعرفة تطوّرها واستخدامها في خلق ميزات تنافسية.
  • القائد المُلهم: يكون لديهِ القدرة على جذب العاملين الماهرين لمُنظَّمتهِ والقدرة على تحفيزهم لأداء أعمالهم.
  • مثال في سلوكه الأخلاقي: تكون تصرفاته ضمن إطار أخلاقيّ ويقوم بوضع معايير أخلاقية مع بناء ثقافة المنظمة التي تكون داعمة للمسؤولية الاجتماعية.

شارك المقالة: