شعر المَديح

اقرأ في هذا المقال



هو ذلك النوع من الشِّعرِ، والذي يقتصرُ الغرضُ منهُ بالتَّغنّي بالقبائل قديماً وكذلك حروبهم ومآربهم، حيث يُعتبرُ شعر المديح بوّابة واسعة في اللُّغة العربيّة والأدب العربيّ، فالشِّعر في بدايتهِ كان مُرتبطاً في المدح، ويوجد الكثيرمن القصائد التي تغنّت بالمدح للعديد من الأشخاص أو القبائِل.
يوجد في شعر المدح العديد من المواقع ومنها :

  • مدح الأب، أو الأخ، الأم أو العائلة.
  • مدح الأرض أو الوطن.
  • مدح المحبوبة أو المعشوقة، حيث اعتبرهُ العديدُ من المصنفينَ للشعر أنّهُ يدخل ضمن باب الشعر الغزليّ.

تعريف المدح لغة و اصطلاحاً :
وَرَدَ تعريفُ المدحِ في قاموس (الفيروزآبادي) على أنّهُ: المَدْحُ مِنْ مَدحَهُ، مَدْحاً ومِدْحةٍ، أي حُسن الثَّناء على الشيء، والمديح أو الأمدوحة هي كُلُّ أمر يُمدحُ بهِ، وتُجمعُ على مدائح، وأماديح، وجاء في لسان العرب لابن منظور، أنَّ المدح عكس الهجاء وهو حُسن الثَّناء.
أمَّا المديح اصطلاحاً هو: وصفُ الشاعرِ لغيرهِ وصف جميل موزون، وكذلك حُسن الثّناء عليه، وذكرِ فضائِله، وذُكِرت لفظة المدحة صراحةً في بعض قصائد الشعراء ومنهم” أبو ذُئيب” حين قال:

لَو أَنَّ مِدحَة حيٍّ أنشَرت أَحَداً أحياً أبوتِكَ الشُّمَ الأمادِيحُ


أنواع شعر المدح:

  • المدح التكسُّبيّ: أي أنَّ الشاعر يقوم بمدح غيرهِ من أجل كسبِ المالِ، أو الجاهِ، أو الرِّضا من الممدوح، ويتميَّز هذا الشعر بفقرهِ للعاطفة الصادقه؛ أي أنَّ الشعر الذي يُلقيه الشاعر على غيرهِ لا يكون نابعاً من مَحلِ القلب وهي العاطفة، ومثال على المدح التكسّبيّ قول الشاعر أبي نواس في مدحة للخليفة العباسيّ هارون الرشيد:

و أَخفتَ أهل الشركِ حتى أنه لتخافك النّطف التي تُخلقُ

  • المدح الصادِق: يَختلف المدح الصادق عن المدح التّكسُّبي، فأنَّ الشاعر يُظهرُ العاطفة الصادقه حينما يمدح غيرهُ، وتكون هذه العاطفة نابعة من القلب، و يُظهر الشاعر مدى تأثّرهِ بأخلاق الممدوح، ومثالاُ عليه هو مدح كعب بن زُهير للمهاجرين عندما قال:

يمشون مشي الجمال الزهو يعصمهم ضرب إذا رعد السود التنايل


وتظهر لقصائد المديح أهمية عظيمة وهي:

  • يُحافظ شعر المديح على المنظومة الأخلاقيّة العربيّة.
  • رسم ووصف الصُّور والصِّفات التي يرغب الشاعر برؤيتها في الممدوح.
  • رسم النموذج الأخلاقي الذي من الواجب الاقتداء به.

كيف نشأ شعر المديح ؟
ترجعُ نشأة شعر المديح إلى زمنٍ بعيدٍ جداً؛ أيّ أنّهُ وجِدَ قديماً قِدَمَ الإنسان نفسهُ، وهو فنٌّ عريقٌ، يعتقدُ بأنّهُ فنٌّ مُتَّصل بالعاطفة الإنسانيّة، حتى قيل أنَّ المديح ولِدَ مع ولادةِ الإنسان نفسهُ، ويعتبرُ شعرُ المدح تراثاً عربيّاً، لكنهُ لم يُحفظ كباقي الفنون العربية والتراث العربي القديم؛ لأنَّ دواعي حفظ شعر المديح لم تكن قوية كفاية لكي يتمّ حفظها وتناقُلها، ويُشار إلى أنَّ هذا النَّوع من الشعر مُزِج بالشّعر الغزليّ، حيث أنّهُ يقدِّم في الكثير من المُناسبات في القدم، حيث كان يقدّمُ في الأفراح والأحزان.

بعض الشعراء الذين أاشتُهروا بكتابة شعر المديح:

  • جَرير(33هـ-133هـ).
  • الفرزدق(30هـ-114هـ).
  • الأخطل(19هـ-69هـ).
  • النابغة الشيبانيّ(125هـ-743هـ).
  • بشّار بن بُرد(96هـ-168هـ).
  • أبو العتاهيّة(130هـ-213هـ).
  • أبو نوّاس(145هـ-199هـ).
  • أبو الطيب المتنبي(303هـ-354هـ).
  • أبو تمّام(188هـ-231هـ).
  • مطيع بن إياس(169هـ-785م).

شارك المقالة: