آداب الصيام الواجبة والمستحبة

اقرأ في هذا المقال


إنّ الصوم من العبادات المهمة في الإسلام، وأصل الصوم في الشرع الإسلامي: يأتي بمعنى الإمساك عن المفطرات على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة، من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية . ولا يقتصر فقط على صيام شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صيام شهر رمضان من كلِ عامٍ، أما ما عداه فهو واجبٌ، مثل: صوم القضاء، أو النذر، أو الكفارة وغير ذلك من أنواع للصيام .
والصوم في الإسلام: هو عبادةٌ يتفق المسلمون على تحديد ماهيتها وأساسيتها .

وسنتعرف اليوم في هذا المقال على آداب الصّيام الواجبة، وآداب الصّيام المستحبة .

آداب الصّيام الواجبة

  • ومن أهم آداب الصّيام الواجبة :
    1. أنّ يقوم الصائم بما فرضه الله عليه من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمها: الحرص على سلامة العقيدة الإسلامية من الشرك، وأداء الصلاة، وأن يؤديها في وقتها بشروطها وأركانها وواجباتها مع الجماعة في المسجد، فلا ينبغي لمسلم أن يصوم وهو تاركٌ للصلاة.
    2. أن يبتعد الصّائم عن جميع ما حرَّم الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلم، من الأقوال والأفعال، مثل الكذب، والغيبة والنميمة، وأن يبتعدعن قول الزور والعمل به، فلا ينبغي للصّائم أن يقع في الغيبة والنميمة والسبّ، والشتم، والكذب، وهي معاصٍ يجب الحذر منها واجتنابها من الصّائم وغيره؛ إذ إنها تجرح الصوم وتُضعف الأجر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)” أخرجه البخاري”.
    ولقوله صلى الله عليه وسلم:(الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ؛ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)”أحرجه البخاري ومسلم” .
    ويجدر بالصّائم أن يغضَّ من بصره ويحفظ فرجه، وأنّ يتجنب أيضاً المعازف وآلات الموسيقية واللهو بجميع أنواعها .
    فعن جابر رضي الله عنه قال:(إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ، وبَصَرُكَ، وَلِسَانُكَ، عَنِ الْكَذِبِ، وَالْمَحَارِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَار وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صيَامِكَ، وَلَا تَجْعَل يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَومِكَ سَوَاءً)” أخرجه مسلم” .
    3. ويجب على الصّائم معرفة أحكام الصيام من أجل إبتعاد المسلم عما يُفسِد صومه، وهولا يدري، فينبغي للمسلم أن يسأل أهلَ العلم عما يترتب عليه من أحكام الصيام.
    4. إخراج زكاة الفطر: وقد فرض الله تعالى زكاة الفطر في رمضان وهي: صاعاً من طعام الآدميين من تمرٍ أو بُرّ، أي بمعنى”قمح أو طحين”، أو أرز، أو شعير، أو زبيب، أو أقط، وهو”اللبن المجفف”، أو غير ذلك .
    عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ:(فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ)“أخرجه الصحيحين في بخاري ومسلم” .

والحكمة من ذلك أنّ فيها إحسانًا للفقراء، ومواساةً لهم، وفيها تطهير للصائم لما قد يقع منه أثناء صيامه من نقصٍ ولغوٍ وإثم، وفيها إظهارُ شكٍر لنعمة الله بإتمام صيام رمضان وقيامه.
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ:(فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ؛ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ. مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ)” أخرجه أبو داود وصححه الألباني” .





شارك المقالة: