لقد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم صحبة كانوا هم عماد هذا الدين، كيف لا ومراجع ديننا تؤخذ من طريقهم، فهم الّذين شهدوا الوحي والتنزيل، فكانوا باباً من أبواب الإسلام، ولقد كان لهم في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصمة تركت لها أثراً حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وكان منهم من اشتغل برواية الحديث فكان مكثراً في الرواية ومنهم المقلّبن للرواية، ومن المقلّين الصّحابي الجليل أبوالدرداء.
نبذه عن الصّحابيّ
هو الصّحابي الجليل عويمر ين زيد، من فقهاء الصّحابة ومن أقرئهم للقرآن الكريم، ومن الّذين كانوا يجتهدون في أمور الدين بعد النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أبوالدرداء الزاهد العابد الّذي أسلم متأخراً فكان إسلامه بعد موقعة بدر الكبرى، التاجر الّذي ترك تجارته وتفرغ للفقه وللقرآن ولأمور الدّين ، ورحل إلى الشام قاضياً في عهد عمر بن الخطّاب، كان يُعرف بزهده وتقواه وخوفه من الله وخشيته، توفي سنة 32 للهجرة النّبوية الشريفة.
روايته للحديث الشريف
لقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه من الّذين رووا الحديث النّبويّ الشريف لكن بقلّة، فلم يكن من المكثرين، وقد روى من طريق النّبي صلّى الله عليه وسلم وروى الحديث من طريق صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أمثال زيد بن ثابت، وروى عنه أيضاً من طريقه من الصّحابة الكرام أمثال عبدالله بن عمرو بن العاص وخادم النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنس بن مالك وكثير مم
ممَّن جاؤوا بعدهم من الصّحابة والتابعين رضي الله عنهم.
لقد كان لأبي الدرداء من الحديث ما جمعه بقي بن مخلد في المسند ما يقارب 179 حديثاً، روى عنه الشيخان البخاريّ ومسلم وجماعة الحديث وأصحاب السنن كلّهم.
في فضل أبي الدرداء
لقد ورد في فضل أبي الدرداء الكثير من الحديث والأخبار والآثار ومنها ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( أبو الدرداء حكيم أمّتي) وما روي عن أبي ذرٍّ الغفاري أنّه قال في أبي الدرداء ( ما أظلَّت الخضراء وما أقلَّت البيداء أعلم منك يا أبا الدرداء) ، وكان الصّحابة رضوان الله عليهم يعتبرونه من أفضلهم وأرجحهم عقلاً.
رحم الله أبا الدرداء الزَّاهد العابد التقي النقي ورضي عن الصّحابة الكرام.