بعد أن كانت الغاية من فرض الزكاة على المسلمين هي إغناء الفقراء وإعانتهم، كان لها دوراً كبيراً في شخصية الفرد المسلم ، لتصب في النهاية في مصلحة المجتمع الإسلامي بشكل عام، وسنتناول هنا أهم الآثار الناتجة عن تأدية فريضة الزكاة في شخصية المسلم المعطي لأموال الزكاة.
أثر الزكاة في شخصية المسلم الغني:
للزكاة أثر كبير في شخصية المسلم الغني، ويظهر لنا ذلك من خلال ما يلي:
- تطهر الزكاة نفس الغني من أثر البخل والشح والطمع، الذي يتخلل في نفوس بعض أصحاب الأموال، نتيجة كثرة المال بين أيديهم.
- تعمل الزكاة على تعليم المسلم الغني الإنفاق والعطاء، وبذل الخير في سبيل إعانة المحتاجين والمحافظة على كرامتهم بعدم المنة عليهم.
- عندما يُؤدي المسلم عبادة فرضها الله تعالى عليه، لتحقيق الغايات التي وجبت من أجلها، يكون قد تخلق بأخلاق الإسلام، وتعلم معنى التعاون والتكافل وحب الغير.
- عندما يعطي المسلم الغني من ماله للفقير، يكون قد شكر الله تعالى بما أنعم عليه من مال، وقدم جزءاً من هذا المال في سبيل الله تعالى.
- تعالج الزكاة نفس المسلم الغنى من حب الدنيا، وعدم ملاحقة الانغماس في ملاهي الحياة، فهو بأداء الزكاة قد وضع لنفسه رصيداً عند الله تعالى لآخرته، وكان لحب الآخرة نصيباً في نفسه.
- تجلب الزكاة محبة الآخرين، أي عندما يعطي الغني مال الزكاة للفقير، يكون قد حقق روح التعاون والتكافل الذي يؤسس المحبة والمودة بين الأفراد المسلمين، والحرص على تحقيق المنفعة لبعضهم البعض.
دور الزكاة في تنمية شخصية المسلم الغني:
من المعروف أن النماء والزيادة من المعاني التي تسعي الزكاة إلى تحقيقها، ويكون هذا النماء في شخصية المسلم الغني، وقيمته المعنوية، فعندما يقدم الإنسان الخير، يكون قد صنع معروفاً، كان قد بذله بذاته، وبالتالي يشعر المسلم الغني بأنه قد ارتقى بإنسانيته، التي اكتسبها من دينه الإسلامي، وقد أدى الحق الذي أوجبه الله تعالى عليه.
وبأداء الزكاة يشعر الإنسان بنهوض نفسيته، وانشراح صدره، وكأنه انتصر في معركة، كان قد خاضها في نفسه مع شيطان طمعه وبخله، وهنا يحقق المسلم تنمية شخصيته وعلو نفسيته، وتطهيرها، كما قال الله تعالى في سورة التوبة آية 103: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا”.
