أداء الحديث

اقرأ في هذا المقال


لطالب العلم من منهجية وفق أصول المحدّثين في تلقي الحديث النّبويّ الشريف وأدائه، لذلك كان من آداب طالب العلم ومن واجباته تجاه الحديث النّبويّ الشريف أن يعرف قواعد في تحصيل الحديث وروايته للناس، وكانت هذه القواعد ضمن دراسة واجتهاد من طالب العلم، يتعلّم من أشياخه كيف تعلّموا الحديث وأدّوه ويدرسوا منهجيتهم لينقلوها جيلاً بعد جيل إلى أن وصل علم الحديث بهذه الصورة في مصنّفاته، وتلقي الحديث في كيفية الحصول عليه بطرقه من السماع والعرض وغيرها، أمّا الأداء فتعالوا نتعرف على مفهومه ومنهجيته في الحديث.

مفهوم الأداء

إنّ أداء الحديث عند أهل الحديث هو نقل الحديث الشريف للنّاس من طلبة علم وغيرهم، بأسلوب وهيئة من هيئات الأداء في التبليغ، ويكون الأداء متضمناً كيفية تحمل هذا الحديث، فيخبر من يلقي الحديث عليه وينقله له بأنّه سمعه من فلان، أو أنّ فلاناً قرأ له من كتاب وغيرها من طرق التحمل، هو شرط عند المحدّثين لقبول الأداء وذلك طريق من طرق إثبات الحديث، بأن يثبت صحّة ما يحمل بكيفية وصوله إليه.

طرق الأداء

إنّ لأداء الحديث ونقله طرق عديدة ومنها ما يلي:

1ـ بيان طريقة التحمل بالنّقل وهي طريقة يستعمل فيها ألفاظاً تدل على كيفية تحمّل ما يحمل من الحديث ليؤدية ويبلغة لمن يتلقى، فيعبر أثناء سرده للحديث وروايته له بأنّه تلقّى بالسّماع ما يُحدِّث بعبارات منها أخبرنا، نبّأنا، سمعنا عن فلان، أو أنّه تلقى بالعرض عليه فينقل بألفاظ منها قرأتُ على فلان، أو قرأ على الشيخ وأنا أسمع، وغيرها من ما يثبت طريقة التحمُّل والتلقي والتعبير عنها أثناء أداء الحديث.

2ـ الرواية بالمعنى وهو النّقل بمعنى ما تحمّل من الحديث، وفي هذا اختلف العلماء في قبول الأداء بالمعنى لما فيه من تغيير لبلاغة وترتيب الرواية، فذهب بعضهم كأصحاب المذاهب الأربعة إلى قبول الرواية بالمعنى فيما لايخص الحديث المتعبّد بالتلاوة، ولا يكون من جوامع كَلِمِ النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ هذا كان في عصر التدوين أمّا بعد تدوين الحديث فلا يصحّ الرواية بالمعنى لما وجد من الحديث مدوّناً، وعدم الحاجة إلى الأداء بالمعنى، كما كان للرواية بالمعنى عند أهل الحديث عبارات تلحق بما نقل من الحديث بأن يقول المؤدي أو كما قال، أو نحو هذا وغيرها من ألفاظ تدل على أنّ الرواية بالمعنى.


شارك المقالة: