أدلة نزول عيسى عليه السلام من السنة المطهرة

اقرأ في هذا المقال


أدلة نزول عيسى عليه السلام من السنة المطهرة:

إن من أدلة نزول عيسى عليه السلام من السنة المطهرة كثيرةً ومتواترة، وسنذكر بعضاً منها:

  • هناك ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: “قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويُقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحدٌ، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدّنيا وما فيها”.
    ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم:”وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا” صحيح البخاري. وهذا تفسيرٌ من أبي هريرة رضي الله عنه لهذه الآية بأن المراد بها أن من أهل الكتاب من سيؤمن بعيسى عليه السلام قبل موته، وذلك عند نزوله آخر الزمان.
  • وروى الشيخان أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” كيف أنتم إذا أُنزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ صحيح البخاري.
  • وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبي عليه الصلاة يقول:” لا تزال طائفةً من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزلُ عيسى بن مريم عليه الصلاة فيقول أميرهم: صلّ لنا. فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة”. صحيح مسلم. باب نزول عيسى بن مريم.
  • وتقدّم حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة الكبرى وفيه: “ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام”.
  • وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:” الأنبياء إخوةٌ لعلّات، أمهاتهم شتّى ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينهُ نبيٌّ، وإنه نازلٌ، فإذا رأيتموه، فاعرفوه”. مسند أحمد

الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام متواترة:

لقد ورد فيما سبق بعض الأحاديث الواردة في نزول عيسى عليه السلام، ولم أذكر جميع الأحاديث الواردة في نزوله؛ خشية أن يطول البحث، وقد جاءت هذه الأحاديث في الصحاح والسنن والمسانيد وغيره من دواوين السنة وهي تدلّ دلالة صريحة على ثبوت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، ولا حجّة لمن ردّها، أو قال: إنها أحاديث آحاد لا تقوم بها الحجة، أو: إن نزوله ليس عقيدةً من عقائد المسلمين التي يجب عليهم أن يؤمنوا بها؛ لأنه إذا ثبت الحديث، وجب الإيمان به، وتصديق ما أخبر به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز لنا ردّ قوله، لكونه حديث آحاد؛ لأن هذه حجة واهية، سبق أن عقدّت فصلاً في أول هذا البحث بيّنتُ فيه أن حديث الآحاد إذا صحّ، وجب تصديق ما فيه، وإذا قلنا: إنّ حديث الآحاد ليس بحجة، فإننا نردُّ كثيراً من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويكون ما قاله عليه الصلاة والسلام عبثاً لا معنى له، كيف والعلماء قد نصّوا على تواتر الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام. وسنذكر هنا طائفةً من أقوالهم:
– قال ابن جرير الطبري بعد ذكره الخلاف في معنى وفاة عيسى:” وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قولٌ من قال:” معنى ذلك: إني قابضك من الأرض، ورافعك إليّ”، لتواترِ الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدّجال”. ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في نزوله.
– وقال ابن كثير: تواترت الأحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً. ثم ذكر أكثر من ثمانية عشر حديثاً في نزوله:
– وقال صديق حسن: والأحاديث في نزوله عليه السلام كثيرةً، ذكر الشوكاني منها تسعةً وعشرين حديثاً، ما بين صحيح، وحسن وضعيف منجبر، منها ما هو مذكور في أحاديث الدّجال، ومنها ما هو مذكور في أحاديث المنتظر، وتُنضمّ إلى ذلك أيضاً الآثار الواردة عن الصحابة، فلها حكم الرفع، إذ لا مجال لا اجتهادِ في ذلك. ثم ساقها وقال: جميع ما سقناه بالغ حدّ التواتر كما لا يخفى على من له فضلٌ اطّلاع.
وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: اعلم أن أحاديث الدّجال ونزولُ عيسى عليه السلام متواترة، يجب الإيمان بها، ولا تغترّ بمن يدّعي فيها أنها أحاديثُ آحاد، فإنهم جُهّال بهذا العلم، وليس فيهم من تتبّع طرقها ولو فعل لوجدَها متواترة، كما شهد بذلك أئمة هذا العلم كالحافظ ابن حجر.


شارك المقالة: