أنواع العمل الصالح

اقرأ في هذا المقال


هو أحد الواجبات الرئيسة التي يُلزم بها الإنسان المسلم في حياته الدّنيا، وهو صورةٌ من صور الإحسان، وقد بيّن الله -تعالى- في محكم التنزيل في سورة البيّنة حول وجوب الإخلاص في النيّة والعمل والعبادة، حيث قال الله -تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}صدق الله العظيم، هو ما يقوم به المسلم من الأعمال الخيرة بقصد التقرّب إلى الله سبحانه، و كما بيّن الله ثواب من عمل صالحًا بنجاته من الخسارة يوم القيامة بقوله -تعالى-: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}صدق الله العظيم، وفي المقال الآتي سيتم الحديث عن أنواع العمل الصالح، وشروطه، وثمرته.

وجوب العمل الصالح في الإسلام:

أمرة الشريعة الإسلاميّة بمصدريها الكتاب والسنّة إلى وجوب العمل الصالح حيث قال -عز وجل- في سورة مريم: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا}صدق الله العظيم، وقد بيّن الله- عز وجل- في محكم التنزيل أهميّة العمل الصّالح ومكانته، مشيرًا إلى وجوب العمل به خلال الحياة اليوميّة من حياة الإنسان المسلم، وعلى المرء أن يُسارع إلى المبادرة في الأعمال الصالحة، وهو ما بيّنه الله -عز وجل -في قوله عن نبيّ الله زكريا -عليه السلام- في سورة الأنبياء: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}صدق الله العظيم، كما ينبغي على المرء المداومة عليها وعدم الإبتعاد عن القيام بها مع الرجاء من الله القبول، حيث قال الله – عز وجل- في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}صدق الله العظيم.

شروط العمل الصالح:

قال الله تعالى في سورة الحشر: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّه}صدق الله العظيم، بيّن القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة أنّهُ كي يكون العمل صالحًا، فلا بدّ له من أن يكون مطابقًا لما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذلك وفي سورة النساء حيث قال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}صدق الله العظيم، وأن يكون المرء مخلصًا في نيّته وعمله تمام الإخلاص، لقوله تعالى في سورة الزمر: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}صدق الله العظيم، وأن يكون في نهاية أمره مبنيًّا على الأساس الدّينيّ الصّحيح والعقيدة السّليمة، وقد جاء بيان ذلك في قوله -تعالى- في سورة النّحل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}صدق الله العظيم.

أنواع العمل الصالح :

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِما بيْنَهُنَّ”، فكما أنّ الحسنات يذهبن السيئات فإنّ المداومة على الصلوات المفروضة كفّارةٌ لما بينها، لإنّ الصلاة من أفضل الاعمال.
  • برّ الوالدين: إنّ برّ الوالدين واحدٌ من أعظم الواجبات والأعمال الصّالحة التي فرضها الإسلام على المسلمين، وقد بيّن الله -تعالى- وجوب البرّ وعظمته في قوله في سورة الإسراء: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}صدق الله العظيم، فمن نال رضا والديه فاز برضا الله تعالى .
  • الصدقة: وهي التي تطهّر القلوب وتغسل الذنوب، وتزيد البركة في الأموال، حيث قال الله – تعالى- في سورة البقرة: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم.
  • التّعاون: وذلك لقول الله – تعالى – في سورة التوبة: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم.
  • حجّ البيت: وذلك فيما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ”.

ثمرة العمل الصالح :

الخوض في الحديث عن أنواع العمل الصّالح يقتضي وجوبًا الحديث عن فضل الأعمال الصّالحة وما لها من أجرٍ عظيم عند الله تعالى، وقد قرن الله -عزّ وجلّ- الأعمال الصّالحة بلقاء وجهه الكريم، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في سورة الكهف: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}صدق الله العظيم، وقد تختلف وتتفاوت الأعمال الصّالحة في فضلها وأجرها، حيث قال الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: “وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ”، الأمر الذي يجعل العمل الصّالح ذو مكانة رفيعة وعظيمة في الإسلام.


شارك المقالة: