أهمية الأخلاق في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


المسلم لا يُتوقع منه أن لا يعترف بالأخلاقِ في الحياة بشكلاً عام، وأهميتها بشكلٍ خاص في الإسلام، وما لها من مكانة لا بد من الوقوف عند مفهومها، وفيهِ يُقال: “إن الأخلاق هي دراسةُ أفعال الإنسان من حيث أنّها صالحة أو طالحة، فالأخلاق تدرس الأفعال الإرادية للإنسان، والأخلاق أيضًا هي شكل من أشكال الوعي الإنساني يقوم على ضبط سلوك الإنسان في كافة مجالات الحياة الاجتماعية دون استثناء في المنزل ومع الأسرة وفي التعامل مع الناس“؛ ومما هو جديراٌ بالذكر أن الدين وضع أساسًا لتنظيم حياة الإنسان وعلاقته مع الناس، ومع نفسه، ومن جملة هذه العلاقات تتكون الأخلاق والقيم.

جذور علم الأخلاق:

إنّ الأخلاق شيء جبلي موجود في فطرة إلانسان وطبيعته، والحياة ومؤثراتها والبيئة المحيطة هي التي تؤثر على هذه الأخلاق وارتقائها أو انحدارها، ولكن المقصود بعنوان: جذور علم الأخلاق؛ أي متى صارت الأخلاق علمًا قائمًا بذاته، أو فلسفةً قائمةً بذاتها لها أصولها وقواعدها ومبادؤها التي يُعتمد عليها، و إنّ “مسكويه” يُعد أول علماء المسلمين الذين كتبوا في علم الأخلاق بمفهومه العلمي و الفلسفي، و ذلك خلال كتابه تطهير الأعراق، وقد لمع نجمه في الفلسفة حتى لقبه البعض بـ”المعلم الثالث”، و هو أول عالم من علماء المسلمين الذين درسوا الأخلاق الفلسفية بناء على أسس علمية هو أيضاً، وذلك في كتابه تهذيب الأخلاق والذي ركز فيه على الأخلاق والمعاملات وتنقية شخصية الإنسان، وممّا هو جدير بالذكر أنّ “مسكويه” كان يعيش حياة ميسورة، فيها كل أسباب الراحة والمتعة، وقد مارس في مطلع شبابه حياة اللهو والفجور، ولعل هذه الحياة الحسية هي التي دفعته إلى التبحر والغوص في فلسفة الأخلاق، ولذلك عاد في فترة متأخرة من حياته الى دراسة الفلسفة والحكمة وتجارب الشعوب، ومحاولة معرفة أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام.

ما هو الخلق الحسن:

في البداية يجب أن نميز بين نوعين من الأخلاق فقد تكون صالحةً وقد تكون طالحة، وهذا متعارف عليه في المجتمعات كلها وليس في الدين الإسلامي فقط، ولعل هذا يرتبط بفطرة الإنسان وحبها للخير والعمل الصالح والخلق الحسن، ورفضها للشر والعمل السيىء والخلق السيئ، و إنّ الخلق الحسن هو تلك المنظومة من القيم والعادات التي ترتقي بالإنسان وفكره وأخلاقه وهو الذي يجعل صاحبه من خيار الناس وأفضلهم شأنًا وأعلاهم مكانةً وقدراً، كما لا يمكن إنكار مكانة صاحب الخلق الحسن عند الله تعالى، وقد ورد في الشريعة الإسلامية الكثير من الوصايا التي تحث على الخلق الحسن، وذلك لما له من دور في جذب الناس إلى الإسلام، وما يؤديه من مهمة في عكس الصورة الصحيحة للمسلمين وأخلاقهم النبيلة المشابهة لهدي السيرة النبوية، وما فيها من منظومة قيمية وأخلاقية.

ما هو الخلق السيئ:

هو:” كل فعلٍ أو تصرف أو عادةٍ مخالفة ومناقضة للسلوك الحسن الذي تقبله الفطرة وينادي به الدين، ويدعو إليه الإسلام والقرآن الكريم”، وقد قيل لعبد الله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق في كلمة؛ أي اختصر لنا، فقال: “اترك الغضب”، وممّا سبق يتبين أن الغضب من الصفات التي تجعل الإنسان سيئ الخلق، ومما قيل أيضًا: “لا تصحب من ساء خلقه”، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة، وممّا ورد عن علقمة العطاردي -رحمه الله تعالى- في وصيته لابنه لما حضرته الوفاة، قال: “يا بني إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها” ومن خلال هذه الوصية يمكن للإنسان أن يستنبط من هو سيء الخلق.

مكارم الأخلاق في الإسلام:

  • إفشاء السلام: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “واللهِ؛ لا تَدخلوا الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا. قال: إنْ شِئتُم دلَلتُكم على ما إذا فعَلتُموهُ تَحابَبتُم، أفْشوا السَّلامَ بَينَكم”.
  • عدم التناجي: ففي التناجي البغض والحقد والكراهية، وكلُّ هذه الأمور وقف الإسلام في وجهها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: “إذا كانوا ثلاثةٌ، فلاَ يتَناجَى اثنانِ دونَ الثَّالثِ”.

  • الكلمة الطيبة: أن يتلفظ الإنسان بكلِّ ما هو خير، ويترك كلَّ كلامٍ منافٍ للأخلاق الكريمة الحسنة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فليَقُلْ خَيْرًا أو ليَسكُتْ”.

  • عدم الحديث فيما لا يعني المرء: لقولِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “إنَّ مِن حُسنِ إسلامِ المرءِ تركَه ما لا يَعنيه”.



شارك المقالة: