اقتصار إخراج الزكاة على شهر رمضان:
من المتعارف عليه في إخراج زكاة الأموال أن يُخرجها المسلم كل سنة، ويقصد الكثير من الناس ترتيب أوقات زكاتهم لتكون في شهر رمضان المبارك، رغبةً منهم في مضاعفة أجرهم، استناداً لحديث الرسول _صلى الله عليه وسلم_: “من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخيرِ، كان كَمَنْ أَدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أَدَّى فريضةً فيه، كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضةً فيما سواه” صحيح ابن خزيمة.
إنّ الزكاة فُرضت على الأغنياء من المسلمين، لتطهير نفوسهم، وفوزهم بالأجر العظيم عند الله تعالى، ويحق للمسلم أن يُضاعف أجره في أعماله، ويتقرب من الله تعالى في عباداته، لكن فيما لا يكون على حساب مصلحة الآخرين، فالفقراء والمحتاجين بحاجة أموال الزكاة في أي وقت، وليس فقط في شهر رمضان.
حاجة الفقراء للزكاة شهريا:
في أغلب الأحيان ينظم الناس شؤون حياتهم وأساسيات معيشتهم بشكل شهري، وقد لا يقدر بعضهم على توفير ما يكفيهم في الشهر، فهم بهذه الحال بحاجة إلى إعانة شهرية. وقد تكون هذه الإعانات الشهرية التي يحتاجها الفقراء، سبباً في توفير ضرورة من ضرورات الحياة، كالعلاج، أو إنقاذ طالب علم من ترك تعليمه للالتحاق بعمل معين، لمساعدة أسرته، وعدم قدرته على إكمال دراسته.
ومن الأمور التي يجب التأكيد عليها هنا أن الزكاة حق للفقراء، أوجبه الله _عز وجل_ في أموال الأغنياء، ولا يجوز التمنن بها على الفقراء؛ لأنها ليست منة من الأغنياء، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: ” وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)” سورة المعارج.
وبناءً على ما سبق فإن الفقير صاحب حق، ويستحق أن يأخذ حقه في الوقت الذي يكون بحاجته، ومن الواجب على الأغنياء من المسلمين أن يقوموا بإخراج ما يترتب عليهم من زكاة في أموالهم، في أي وقت يحين فيه وجوب الزكاة، وعدم تأخيرها إلى شهر رمضان، بحجة مضاعفة الأجر، والعمل بسنة رسول الله _عليه الصلاة والسلام_، فالأجر مضاعف في مساعدة الفقير وفك كربته، ورسولنا الكريم أمر بالعمل بسنته دون التعدي على حق أحد.
كما أن الشريعة الإسلامية بنت أحكامها على القاعدة الفقهية، التي تنص على (إنّ مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد)، كما أنه لا يجوز تأخير الزكاة عن موعد وجوبها، استناداً لقول الله عز وجل: ” يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ” سورة القيامة آية 13.
