فريضة الزكاة:
رغم أن فريضة الزكاة هي عبادة مالية، إلّا أنها تؤثر في كافة مجالات حياة الإنسان، ولها دور كبير في حياة الأفراد والمجتمعات من الناحية الاجتماعية، وللتأكيد على أهمية الزكاة الاجتماعية، سنتحدث عنها في هذا المقال.
الآثار الاجتماعية لفريضة الزكاة:
للزكاة فوائد اجتماعية حسنة على المجتمع الإسلامي، تجعل منه مجتمعاً قوياً متماسكاً، قادراً على مواجهة تحديات الحياة التي يتعرض لها العالم، خاصة في الوقت المعاصر. ومن أهم هذه الآثار ما يلي:
- تطهير نفوس الأغنياء من البخل والجشع، واستمرار العطاء وبذل الخير في يومياتهم، فمن يعتاد على إخراج الزكاة الواجبة في أمواله، يتصدق بما هو غير واجب بدافع العطاء والكرم، وحب الغير وإعانتهم على مواجهة الحياة.
- للزكاة دور كبير في تعميق روح التكافل الاجتماعي في نفوس المسلمين، وتنمية روح الأخوة الإسلامية، التي يدعو لها الدين الإسلامي.
- تطهير نفوس الفقراء من الحقد والكراهية، الذي ينمو في نفوسهم بسبب حاجتهم للمال، وعدم مقدرتهم على توفير أساسيات حياتهم، وفي المقابل هُناك مَن يتمتع ويُسرف إلى حد التبذير، ويُعتبر هذا الأمر من أسباب اختلال المجتمعات وزعزعة أمنها، والاعتداء على الآخرين، وبالتالي انتشار الفتن التي تعتبر وقوداً لتحويل المجتمعات إلى حالة سيئة.
- وبالزكاة يتوفر بين يدي الفقير المحتاج ما يكفيه، للحصول على ضروريات حياته، ويُغطي نفقاته الأساسية، مما يجعل منه شخصاً قوياً أمام الآخرين، ومتقبلاً للمساهمة والمشاركة بأي عمل يخدم المجتمع، دون خجل أو تردد، وعدم انشغاله بظروفه وحياته كفقير.
- تعتمد الزكاة على توزيع الثروة بين الناس، لتقليل التفاوت الذي ينتشر بين طبقات الأفراد في المجتمع، حيث أن الزيادة في مال الأغنياء، تصب في صالح الفقراء؛ لأن مقدار الزكاة المفروض في المال يزداد بزيادة أموال الأغنياء، وبالتالي زيادة حصة الفقراء.
وبالمحافظة على تأدية فريضة الزكاة نكون قد حققنا الطرق المشروعة، التي تساعد الفقير في الحصول على ما يسد حاجاته من مال، والبعد عن الطرق غير المشروعة للحصول على المال.
كما أن التكافل الاجتماعي الذي يتحقق بتأدية فريضة الزكاة، هو واجب إنساني يدعو إليه الدين الإسلامي، لبناء مجتمع متعاون قوي، يستند على أساس قوي يمثله أفراد متعاونون، يعملون في سبيل المحافظة على كيان مجتمعهم الإسلامي.